جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:09 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بوتين يسلم غيراسيموف مهمة حياة أو موت في أوكرانيا

بوتين وشويغو وغيراسيموف
بوتين وشويغو وغيراسيموف

في خطوة فاجأت بعض المراقبين عيّنت روسيا قائداً جديداً لالعمليّة العسكريّة الخاصة في أوكرانيا ،إذ أعلنت وزارة الدفاع الأربعاء أنّ رئيس أركان قوّاتها الجنرال فاليري غيراسيموف، 67 عاماً، أصبح مسؤولاً مباشراً عن إدارة الحرب. في الوقت نفسه، تحوّل القائد المنتهية ولايته للعمليّة العسكريّة سيرغي سوروفيكين إلى أحد نوّاب غيراسيموف الثلاثة.

وقالت الوزارة إنّ الخطوة تهدف إلى تلبية الحاجة لتنظيم التفاعل بشكل أوثق بين فروع وأسلحة القوات المسلّحة وتطوير دعم وفاعليّة الإمرة والسيطرة على تجمّعات القوات.

ويأتي هذا الإعلان قبل هجوم روسيّ جديد متوقّع بين أواخر الشتاء وأوائل الربيع المقبل. لكنّه يأتي أيضاً بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات العسكريّة في خاركيف وخيرسون، والأهمّ، بعد الضربة القوية التي تلقّاها الجيش الروسيّ في ماكيفكا بداية السنة والتي أدّت إلى مقتل 89 مجنّداً بحسب المسؤولين الروس، ونحو 400 بحسب المسؤولين الأوكرانيّين.

ويعد غيراسيموف هو رابع مسؤول يتولّى قيادة الحرب منذ انطلاقها في فبراير 2022. تبديل القيادة العسكريّة بهذه الوتيرة يؤكّد أنّ الحرب لا تسير كما يشتهيها الروس. وصفت وزارة الدفاع البريطانيّة تعيين غيراسيموف بأنّه تطوّر بارز في النهج الحربيّ للرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين. وأضافت أنّ الخطوة كانت مؤشّراً إلى الخطورة المتزايدة للوضع الذي تواجهه روسيا، واعترافاً واضحاً بأنّ الحملة قاصرة عن تحقيق أهداف روسيا الاستراتيجيّة.

ويشبّه اللفتنانت جنرال المتقاعد في الجيش الأميركيّ مارك هرتلينغ في حديث إلى شبكة "سي أن أن" نقل غيراسيموف إلى الجبهة، بقرار افتراضيّ يقضي بنقل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوّات الأميركيّة الجنرال مارك ميلي إلى الخطوط الأماميّة في الميدان واصفاً الأمر بالغريب. وقال إنّ تغيير منصب كلّ من غيراسيموف وسوروفيكين هو عمليّاً خفض لرتبتيهما، متوقّعاً ألّا تؤثّر الخطوة كثيراً على مسار العمليّة. لكنّها تأتي أيضاً في سياق استعداد محتمل كي يحمّل بوتين مسؤوليّة الخسارة إلى غيراسيموف كما قال

بالكاد مرّ على تعيين سوروفيكين قائداً للعمليّة العسكريّة ثلاثة أشهر. وتمّت الخطوة في اليوم نفسه الذي تعرّض فيه جسر القرم لتفجير كبير. عقد الإعلام الروسيّ آمالاً كبيرة على سوروفيكين واصفاً إيّاه بأنّه "جنرال هرمجدون نهاية العالم.

وساعدت مشاركاته السابقة في حربي الشيشان ومسؤوليّته عن القصف الجوّيّ العنيف على حلب خلال الحرب السوريّة في رسم تلك الصورة. كما كان سوروفيكين الضابط الوحيد الذي أمر بإطلاق النار على الانقلابيّين في أغسطس 1991 وقتل ثلاثة أشخاص، على ما كتبه عالم السياسة والاجتماع غريغوري يودين.

ودوغلاس ماكارثر حين طلب من روبرت إيشلبرغر قيادة القوّات الأميركيّة في معركة بونا وسط المحيط الهادئ ضدّ اليابانيّين سنة 1942. حينها، قال ماكارثر: بوب، أريدك أن تأخذ بونا، أو ألّا تعود حيّاً. وعمدت روسيا إلى تعيين قائد جديد للحرب في أوكرانيا، كانت الأنظار تشخص إلى ما يمكن أن يقدّمه للميدان. تعيين غيراسيموف لن يكون استثناء. لكنّ مشكلة الجيش الروسيّ بنيويّة أكثر ممّا هي مشكلة قياديّة كي تتمكّن من حلّها شخصيّات جديدة. ليس واضحاً ما إذا كان بوتين قد سلّم غيراسيموف فعلاً مهمّة "حياة أو موت" في أوكرانيا. من المنطقيّ أن تكون توقّعات الرئيس الروسيّ متواضعة، على الأقلّ في المدى المنظور. بالتالي، إنّ تقديم انتصار استراتيجيّ جديد للروس بحلول 24 فبراير 2023 الذي يصادف الذكرى السنويّة الأولى لإطلاق الحرب لا يبدو تصوّراً واقعيّاً. من هنا، يمكن أن يكون تعيين غيراسيموف، في جانب بارز منه بالحدّ الأدنى، استعداداً لتحوّل جديد في الحرب يتمثّل بانتقال القوّات الأوكرانيّة من الدفاع إلى الهجوم على نطاق أوسع، مع حصولها على عربات قتاليّة مدرّعة من ألمانيا وفرنسا والولايات المتّحدة في وقت قريب.