جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 12:45 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
ماذا فعلت حملة 100 يوم صحة حتى الآن؟ الإفتاء: المشاركة في ترويج الشائعات حرامٌ شرعًا العراق تعلن استقبال 36 ألف لبناني نازح خلال الفترة الماضية المشوار طويل لكن البداية مطمئنة.. وزير المالية يبعث رسالة للمواطنين تراجع أسعار الدواجن اليوم تعليم الدقهلية: العربي يرأس لجنة لتقييم المتقدمين لشغل وظيفة مسئول متابعة أنشطة التوكاتسو للمدارس المصرية اليابانية والمدارس القائمة وزير المالية: وضعنا سقفا للغرامات الضريبية شروط وضوابط إعارات المعلمين.. تفاصيل عاجلة بشأنها الآن وزير المالية: نستهدف نظاما ضريبيا متكاملا محافظة الدقهلية يقرر احالة 126محضرا بالمخالفات التي تم ضبطها للنيابة العامة لاعمال شئونها. الدكتور سلامة داود يترأس اجتماع لجنة الترجمة بجامعة الأزهر بمقرها بكلية اللغات والترجمة ويناقش مع اللجنة ضرورة إنجاز مشروع (ترجمة الألف كتاب) تعليم البحيرة يتالق ويحصل على بطولة الجمهورية فى الكيك بوكسينج ويتأهل للبطولة الدولية العربية فى ١٨/ ١١/ ٢٠٢٤

ما هي الأهمية الإستراتيجية لـ ”خيرسون” بالحرب الروسية الأوكرانية؟

فرحة الأوكران  ب استعادة خيرسون
فرحة الأوكران ب استعادة خيرسون

دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها التاسع، مع ارهاصات تحول دفة الحرب لصالح كييف مؤخرًا، بعد سلسلة من الانتصارات، أدت إلى الجائزة الكبرى، بانسحاب موسكو من مدينة خيرسون، ذات المكانة الاستراتيجية المهمة.

ومنذ أن قالت روسيا إن قواتها تنسحب من مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ترحب كييف وداعموها الغربيون بحذر، بما يمكن اعتبارها انتكاسة كبيرة للعملية العسكرية الروسية.

ورغم أن روسيا انسحبت من العاصمة الإقليمية الوحيدة، التي استولت عليها منذ بداية العملية العسكرية في فبراير الماضي، واستقبل السكان القوات الأوكرانية بفرحة عارمة، فإن مسؤولين ومحللين عسكريين يقولون إن الحرب لم تنتهِ، ومن المرجح أن تستمر القوات الأوكرانية والروسية في القتال خلال الشتاء.

هذا وأشار محللون استخباراتيون، قائلين إنه حتى معو إعلان روسيا هذا الانسحاب، فإن صور الأقمار الاصطناعية تظهر القوات الروسية وهي تحفر خنادق واسعة وتحصينات أخرى، إلى الشرق في منطقة خيرسون.

فما أهمية منطقة خيرسون لمسار الحرب الروسية في أوكرانيا؟

منطقة خيرسون تقع على حدود شبه جزيرة القرم بالبحر الأسود، وتوفر لموسكو رابطًا مع شبه الجزيرة التي سيطرت عليها عام 2014، من خلال جسر بري.

وتقول وكالة رويترز، إن استعادة كييف السيطرة على مساحات شاسعة من منطقة خيرسون، ستؤدي إلى حرمان موسكو من هذا الممر البري، وتعني اقتراب المدفعية الأوكرانية بعيدة المدى من شبه جزيرة القرم، التي تعدها موسكو ذات أهمية حيوية لمصالحها.

وتضم شبه جزيرة القرم، قوة عسكرية روسية ضخمة وأسطولًا في البحر الأسود تستخدمه موسكو لاستعراض قوتها في البحر المتوسط والشرق الأوسط، ما يجعل من وجود قوات كييف على مقربة من شبه الجزيرة، خطرًا على الجيش الروسي.

وتقول مارينا ميرون، الباحثة بالدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج لندن: خيرسون بوابة لشبه جزيرة القرم، واستعادتها تمهد الطريق لاستعادة شبه جزيرة القرم، وهو ما تهدف أوكرانيا إليه في هذه الحرب.

وموقع خيرسون مهم، كما يقول فوربس ماكنزي، ضابط المخابرات السابق بالجيش البريطاني، الرئيس التنفيذي لخدمات الاستخبارات في ماكنزي، مضيفًا أن السيطرة على نهر دنيبرو أمر مهم لأنه يمتد مباشرة إلى وسط أوكرانيا.

إمدادات المياه العذبة

الأهمية ليست عسكرية فحسب، بل إن إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم، ستتعرض للخطر أيضًا إذا استعادت أوكرانيا منطقة خيرسون.

فبعد أن استولت موسكو على شبه جزيرة القرم، منعت كييف إمدادات المياه عبر قناة متفرعة من نهر دنيبرو، إلا أنه عندما استولت روسيا على أجزاء من منطقة خيرسون ومنطقة زابوريجيا المجاورة إلى الشرق في مارس الماضي، تحركت على الفور لفتح القناة.

وتقول وكالة رويترز، إن روسيا في حاجة إلى هذه المياه من أجل السكان والمنشآت العسكرية العديدة، ولري الأراضي القاحلة في شبه الجزيرة.

طرق الإمدادات اللوجستية

تضم منطقة خيرسون مصب نهر دنيبرو الواسع، الذي يُقسم أوكرانيا، وكانت المكان الوحيد الذي توجد فيه روسيا على الضفة الغربية، وعززت بكثافة قواتها هناك، في الأشهر القليلة الماضية.

وبينما قصفت القوات الأوكرانية الجسور فوق النهر لعرقلة قدرة موسكو على إعادة التزود بالإمدادات، فإن فقدان روسيا موقعها الوحيد على الجانب الغربي من النهر، يجعل أوكرانيا أكثر قدرة على مهاجمة خطوط الإمداد الروسية الأخرى وتحدي سيطرة موسكو على أجزاء أخرى من الجنوب مثل منطقة زابوريجيا.من جانبه، قال أوليه جدانوف إن الضفة اليمنى الغربية مهمة لكلا الجانبين، لروسيا من أجل ضمان استمرار الدفاع من اتجاه زابوريجيا، ولأوكرانيا لتحرير هذه الجهة وقطع الشرايين الثلاثة المهمة: الممر البري إلى شبه جزيرة القرم والمياه إلى شبه جزيرة القرم واستعادة السيطرة على المحطة النووية.

أهمية رمزية

هناك أهمية رمزية لاستعادة أوكرانيا لمدينة خيرسون، التي كانت العاصمة الإقليمية الوحيدة، التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي.

وعن ذلك، قال المحلل العسكري أولكساندر موسينكو إن خسارة خيرسون ستكون ضربة معنوية كبيرة للكرملين، وتشير إلى أن روسيا عجزت، عن المضي قدمًا إلى مدينتي ميكولايف وأوديسا اللتين سعت إلى الاستيلاء عليهما.

وأضاف المحلل العسكري، أن خسارة خيرسون وجسر خيرسون ستكون لهما عواقب على صورة روسيا، وسيُنظر إليها بشكل سلبي داخل البلاد.

بينما قالت مارينا ميرون، الباحثة بالدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج لندن، إن استعادة السيطرة على المدينة، سترسل رسالة مفادها أن الحرب تتحول لصالح أوكرانيا، مضيفًا: «سيظهر للغرب أنه لا يزال من المجدي إنفاق الأموال على دعم أوكرانيا وتزويدها بالسلاح».

وأضافت ميرون أن روسيا بحاجة إلى الفوز. يجب أن تظهر أنها يمكن أن تقاوم.

السيطرة على البحر الأسود

تطل منطقة خيرسون، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يتجاوز مليون نسمة، على البحر الأسود، بينما ستساعد استعادتها في استعادة السيطرة على بعض المناطق على طول ساحل البحر، الذي يعد شريانًا مهمًا لتصدير سلعها الغذائية للأسواق الخارجية.

وتقول بي بي سي، إن روسيا وأوكرانيا يريان في المدينة الواقعة جنوبي البلاد أهمية تستدعي الحفاظ عليها، مشيرة إلى أن خبراء عسكريين أكدوا أن المعركة من أجلها قد تكون مكلفة للغاية.