جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:09 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جرح أوروبا الغائر.. صربيا وكوسوفو على حافة نزاع مسلح

صربيا وكوسوفو على حافة نزاع مسلح
صربيا وكوسوفو على حافة نزاع مسلح

ترسم التوترات بين صربيا وكوسوفو صورة قريبة من بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وتثير قلقًا دوليًا بالغًا، لاسيما مع تحذير رئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش، من خطورة الوضع مع كوسوفو، وأنه على حافة نزاع مسلح في الوقت الذي اتجه فيه جيش صربيا إلى الحدود مع كوسوفو، وأقام المئات من صرب كوسوفو حواجز تمنع حركة التنقل، من خلال معبرين حدوديين بين الدولتين.

تصاعدت التوترات في كوسوفو، إثر إعلانها إجراء انتخابات في البلديات ذات الأغلبية الصربية، قوبلت برفض صرب كوسوفو الذين عدوها محاولة للسيطرة على الإقليم المستقل عن صربيا منذ 2008 ويعيش في أغلبيته الألبانيون، بينما يشغل قرابة 150 ألف صربي الأقلية بالدولة الحديثة.

دعوة الانتخابات في كوسوفو رفضها أكبر حزب صربي وأعلن مقاطعته لها، وكسبت تلك المقاطعة تأييدًا شعبيًا من قرابة 50 ألف صربي، يعيشون في الأجزاء الشمالية من كوسوفو، لايزالون يرون أن عاصمتهم هي بلجراد، ولا يعترفون بكسوفو كدولة، تشجعهم حكومة بلجراد على ذلك، ما أجبر كوسوفو على إرجاء الانتخابات إلى أبريل.

أعلنت سلطات كوسوفو لاحقًا القبض على شرطي سابق يشتبه بضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أجج مشاعر صرب كوسوفو، ودفعهم لإغلاق المعابر الحدودية كحركات احتجاجية.

وبعد ساعات من إقامة الحواجز، أعلنت شرطة كوسوفو أنها تعرّضت لثلاث هجمات بالأسلحة النارية، كذلك استُهدفت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة، كجزء من بعثة إيوليكس، بقنبلة صوتية لم تسبّب إصابات.

صربيا تحركت رسميًا للدفاع عن شعبها في كوسوفو، كما وصفه الرئيس ألكسندر فوتشيتش، بإعلان حالة التأهب القصوى في الجيش، والتوجه إلى الحدود مع كوسوفو، مشيرًا إلى أن سلطات كوسوفو تستعد لمهاجمة الصرب هناك وإزالة العديد من الحواجز بالقوة.

وأكد الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، قائد الجيش، أن قواته ستتمركز في راسكا، وهي بلدة تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو، وأن المهام التي أوكلت إلى الجيش الصربي، دقيقة وواضحة وستنفذ، بلا مزيد من التفاصيل.

وطلبت بلجراد منحها الحق في إرسال ألف جندي وشرطي صربي إلى كوسوفو على وقع تنامي التوتر شمالي الإقليم الانفصالي السابق، وهو ما رفضته قوات حفظ السلام، بقولها إن لديها القوات والقدرات الضرورية لضمان الأمن.

وقال الجنرال الإيطالي أنجيلو ميشيلي ريستوشيا، قائد قوة حفظ السلام كفور في بيان نشره الحلف الأطلسي: على الفرقاء أن ينسقوا مع كفور وأن يمتنعوا عن إثارة الاستفزازات وضمان أمن الجميع، مشيرًا إلى أن قواته تتمتع بالقدرات والإمكانات، لضمان سلامة الجميع وحرية التحرك. وتابع: منذ أكتوبر، عززنا وجودنا، خصوصًا عبر إرسال قوات ودوريات إضافية إلى شمالي كوسوفو هذا الأسبوع.

ويتهم مسؤولو كوسوفو الرئيس الصربي باستخدام وسائل الإعلام الحكومية، لإثارة الاضطرابات التي يمكن التذرع بها، للتدخل المسلح في الإقليم الصربي السابق. وأشارت كوسوفو إلى أنها طلبت من قوات الناتو المتمركزة، إزالة الحواجز وإعادة حركة التنقل لطبيعتها بين المعبرين، وأنها -حال عدم تدخل قوة كفور ستتدخل.

قالت الحكومة إنَّ قوات الشرطة قادرة على التدخل ومستعدة له، لكنها تنتظر قوات حفظ السلام، التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، التي تلعب دوراً محايداً.

ووصفت حكومة كوسوفو مقيمي الحواجز بالعصابات الإجرامية، وأنه لا يمكن لكوسوفو الدخول في حوارات معهم، وأنها لن تقبل بحواجز على أي طريق