هل اقتربت المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا؟
تعيش الولايات المتحدة وروسيا فترة هي الأكثر سخونة منذ الحرب الباردة، فبينما تتهم موسكو واشنطن بأنها تحاربها بشكل غير مباشر في أوكرانيا، تتباهى أمريكا بأنها أكبر دولة داعمة لكييف بالمال والسلاح.
من جانبه رأى السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونو، أن خطر صدام بين بلاده والولايات المتحدة كبير.
وأضاف أنتونو، نقلًا عن وكالة تاس الروسية: من الصعب القول متى تستأنف محادثات بشأن حوار استراتيجي بين الجانبين.وأكد أن المحادثات بشأن تبادل سجناء مستمرة وتسير بشكل فعال.
في الوقت ذاته وصف مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، علاقات موسكو بالولايات المتحدة بأنها في الرمق الأخير.وتطرق رئيس إدارة أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية ألكسندر دارتشييف، للحديث عن سفيرة واشنطن الجديدة لدى الكرملين لين تريسي، طالبًا منها عدم التدخل في شؤون بلاده بحجة العمل مع المجتمع المدني.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنه لا توجد أي اتصالات مع واشنطن لعقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
وأوضح أن ما يهم روسيا هو الانتهاء السريع من العملية العسكرية الخاصة بشرط تحقيق أهدافها.
أمس الخميس قال الرئيس بوتين الروسي فلاديمير بوتين، إن هدف موسكو ليس تدوير عجلة الأزمة الأوكرانية، بل وضع حد لها، مضيفًا أن روسيا تسعى جاهدة لإنهاء الأزمة، مؤكدًا أنه كلما كان أسرع، كان أفضل.
وأشار بوتين إلى أن نهاية النزاعات المسلحة تكون دائمًا على طاولة المفاوضات.
في الجانب المضاد أعلن البيت الأبيض أن بايدن مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن أبدت روسيا استعدادًا جادًا للتفاوض.
وتعهد فلاديمير بوتين في وقت لاحق- بتعزيز الجيش الروسي والقدرة النووية، محررًا نفسه من أي مسؤولية في المأساة الأوكرانية المشتركة.
وأعلن خلال اجتماع مع ضباط رفيعي المستوى طرح صواريخ كروز روسية جديدة فرط صوتية من طراز زيركون، مطلع يناير، وإمكان رفع الجيش الروسي إلى 1.5 مليون عسكري.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن الجنود الروس يواجهون قوات الغرب المشتركة مشيرًا إلى أن موسكو تنوي إنشاء قواعد دعم لأسطولها، في مدينتي ماريوبل وبرديانسك المحتلتين جنوبي أوكرانيا.وبموازاة ذلك، حذر الكرملين من أن أي إمدادات جديدة من الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، ستؤدي إلى تفاقم النزاع.
وتشكل الولايات المتحدة المانح الأكبر لأوكرانيا، فقد وفرت لها حتى الآن مساعدات بـ 50 مليار دولار حسب تقديرات الخبراء، بينها 20 مليارًا للأسلحة والمساعدة العسكرية.
وخلال زيارة زيلنسكي إلى واشنطن، وعد الرئيس الأمريكي كذلك بـ الاستمرار بتعزيز قدرات أوكرانيا في الدفاع عن نفسها مع تعهده بتسليمها منظومة الدفاعات الجوية باتريوت.
وأكد بايدن أنه غير قلق على متانة التحالف الغربي في وجه الغزو الروسي، قائلا: لم يسبق لي أن رأيت حلف شمال الأطلسي ولا الاتحاد الأوروبي على هذا القدر من الوحدة، ظن بوتين أنه سيُضعف حلف شمال الأطلسي، على العكس عززه.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة بأنها تخوض حربًا بالوكالة ضدها في أوكرانيا، مؤكدة أن تسليم واشنطن بطاريات باتريوت لغريمها، لن يمنعها من تحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن بايدن وزيلنسكي يرفضان الاستماع للمخاوف الروسية، موضحة أنها لم تر أي إشارة من البلدين للسلام.
ويرى مجلس الاتحاد الروسي، أن تسليم واشنطن منظومات باتريوت لأوكرانيا، تدخل مباشر في الحرب.
وفي سياق التطورات، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها فرضت عقوبات على عشرة كيانات بحرية روسية، بسبب العمليات الروسية التي تستهدف الموانئ الأوكرانية.