أستاذ بجامعة الأزهر للديار: أنا ضد مصطلح «بلورة الخطاب الديني»
أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، بجامعة الأزهر، أن مسيرة الأزهر منذ نشأته تتسم بالإصلاح والتجديد لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع، تحقيقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة من يجدد لها دينها" .
وأضافت، في تصريحات خاصة ل "الديار": فنجد أن الازهر بكل مؤسساته يخطو خطوات نحو التجديد بما يتفق مع مستجدات العصر مع الإبقاء علي ثوابت الدين، وخير دليل علي ذلك "أكاديمية الازهر لتدريب الدعاة والأئمة"، والغرض من إنشائها هو ربط القديم بالجديد أي إعمال العقل لتوضيح النصوص بما يحقق المصلحة بأسلوب وسطي معتدل بعيدا عن الغلو والتطرف وعدم التعصب لمذهب دون آخر .
وأشارت إلى أن هذا دور علماء الأزهر لتدريب هؤلاء الأئمة حتي لا يكون خطابهم مجرد نصوص فقط، بل الواجب علي هؤلاء هو معرفة إنزال النص بما يناسب الزمان والمكان وحال المخاطب مع الإبقاء علي الثوابت، مضيفة:ومثل هذا لا يتم إلا بالتدريب لهؤلاء علي أيدي متخصصين وهذا هو دور الأكاديمية، فالغرض من إنشائها هو المساهمة في معالجة التطرف، وإعداد كوادر مدربة ومتميزة مهاريا ومهنيا للتعامل مع المستجدات .
وعن مصطلح بلورة الخطاب الديني، قالت أستاذ الفقه: أنا ضدده ، لأن المراد بهذا المصطلح هو بلورة أفكاره وتوضيحها وبيانها ..أما مصطلح التجديد فهذا يتفق مع الحديث السابق، فالتجديد كما أشرت هو إنزال النص القابل للاجتهاد بما يتفق مع مستجدات العصر، وهذا من سمات الشريعة الإسلامية الصالحة لكل زمان ومكان الي أن يرث الله الأرض ومن عليها قال تعالي" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله .." آل عمران
جدير بالذكر، أنه أطلق نيافة الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافي الأرثوذوكسي، مصطلح "بلورة خطاب جديد" بديلا عن مصطلح "تجديد الخطاب الديني" خلال كلمته في افتتاح أكاديمية الأزهر لتدريب الإئمة والوعاظ، مشيرا إلي أن كلمة "تجديد الخطاب الديني" تجد مقاومة في الفهم، وهناك من يسألون كيف نجدد الخطاب الديني، مضيفا: أن بلورة خطاب جديد ينبثق عنه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية بما يناسب عادات الشباب والنشئ، ويشجع على الإدراك العقلي في ثقافة السلام، ونبذ الكراهية والعنف، وقبول فكر التعددية .