د. ميرفت السيد: الأعشاب الطبية ليست بديلاً عن الأدوية.. وقد تسبب مخاطر صحية كبيرة

انطلاق مبادرة طبية أسبوعية تحت شعار "روشتة ذهبية" للدكتورة "ميرفت السيد" ( مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة) استشارى طب الطوارئ والإصابات و استشارى طب المناطق الحارة و اخصائي جودة الرعاية الصحية و اخصائي السلامة والصحة المهنية.
أكدت الدكتورة ميرفت السيد أن الفوائد العلاجية للأعشاب الطبية عرفت منذ فجر التاريخ، فقد برع المصريون القدماء في علم التداوي بالأعشاب؛ حيث استخدموا العديد من هذه الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض بالإضافة إلى استخدامها في التحنيط، وكذلك في أمور الزينة والتجميل، مثل نبات البلادونا (ست الحسن) الذي استخدمته النساء بكثرة لتوسيع حدقة العين. وايضا انتشر فى رسومات القبور و ورق البردى وأشهرها بردية ايبرس التى تعود ل 550 قبل الميلاد وكانت تغطى أكثر من 700 مركب تقريبا .
وأيضاً في العصور الإسلامية انتشر علم التداوي بالأعشاب، وظهرت الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة أنواع الأعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها وأنواع الأمراض المختلفة التي تستخدم فيها مثل هذه العقاقير الطبية مثل: تذكرة داود، وكتاب الطب لابن سينا.
واضافت دكتورة ميرفت السيد أنه بالرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة من الأدوية في شتى مجالات العلاج، فإن الفترة الماضية شهدت عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل، وانتشر أكثر فى شرق آسيا وأفريقيا بسبب ارتفاع أسعار الأدوية ففضلوا زراعة البذور و الاعشاب الطبية لعلاج الامراض والعودة للطبيعة، و انتشر استخدام الاعشاب الطبية فى علاج الامراض المزمنة مثل مرضى السكري والربو و السرطان والكلى
واوضحت دكتورة ميرفت السيد أن أكثر من 25% من الأدوية المتداولة في الصيدليات تستمد مادتها الفعالة من الأعشاب، لكنها خضعت لاختبارات علمية صارمة و تجارب سريرية قبل إقرارها للاستخدام، مشددة على أن تناول الأعشاب في صورتها الخام قد يكون خطيرًا، نظرًا لاحتمالية الغش التجاري، أو التلوث أثناء التحضير أو استخدام تركيزات ونسب عشوائية غير مناسبة ( مثل قبضة اليد أو ملى فنجان) ، أو امتلاك بعضها تأثيرًا مخدرًا قد يؤدي إلى الإدمان أو الحساسية.
وحذرت الدكتورة ميرفت السيد من التفاعل العشوائي بين الأعشاب وبعضها وايضا بين الأعشاب والأدوية الكيميائية الذي قد يشكل خطرًا على صحة المرضى، مشددة على ضرورة التأكد من سلامة وفعالية النبات قبل استخدامه طبيًا.
وأوضحت -على سبيل المثال- أن عشبة العرقسوس، التي رغم فوائدها، فإن تناولها بكميات كبيرة يؤدي إلى فقدان الجسم للبوتاسيوم، ما قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، فضلا عن الأعشاب التي قد تتسبب في الفشل الكلوي والكبدي، أو تقرحات المعدة والأمعاء.
واضافت دكتورة ميرفت السيد أيضا أن الاعتقاد السائد بأن «الأعشاب إن لم تنفع فلن تضر» هو مفهوم خاطئ، إذ أن بعض النباتات قد تكون سامة وتؤدي إلى الوفاة.
وشددت على عدم اللجوء إلى العطارين أو الأفراد الشعبيين لتحضير الخلطات المجهولة (مثل استخدام منقوع أو مغلي النبات الكامل أو زيت مثل زيوت التدليك) و لكن لابد من استخدام النباتات العلاجية تحت إشراف طبي، كعلاج تكميلي وليس بديلاً عن الأدوية التقليدية، لضمان أقصى استفادة دون تعريض حياة المرضى للخطر.