الجزيئات البلاستيكية تهدّد أمننا الغذائي..غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تدعو إلى معاهدة عالمية طموحة بشأن البلاستيك

كشفت دراسة جديدة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تُعيق عملية البناء الضوئي لدى النباتات، مما يهدد الإنتاج الغذائي العالمي ويعرّض ما يصل إلى 400 مليون شخص إضافي لخطر الجوع خلال العقدين المقبلين.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مارس الماضي في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، وأظهرت أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تتراكم في التربة، مما يعيق النباتات من امتصاص ضوء الشمس ويؤثر سلباً على عملية البناء الضوئي للنباتات الأرضية والطحالب البحرية والعذبة. وكنتيجة لذلك، قد تنخفض الغلال الزراعية عالمياً بنسبة تتراوح بين 4% و14%.
ووفقاً للدراسة، فإن التداعيات المتسلسلة لا تقتصر على تفاقم انعدام الأمن الغذائي، بل تشمل أيضًا إختلالات في علاقات المفترس والفريسة، وعدم استقرار عام في النظم البيئية. وقد يُهدد ذلك الأمن الغذائي العالمي وصحة الأنظمة البيئية التي تعاني بالفعل من ضغوط هائلة.
وتُمثّل هذه النتائج تهديداً كبيراً للمجتمعات التي تواجه بالفعل أزمات مناخية وغذائية. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 40 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. وتحذّر الدراسة من أن الآثار السلبية للجزيئات البلاستيكية الدقيقة على الأمن الغذائي العالمي ستتفاقم مع مرور الوقت نتيجة تراكمها في التربة، مما يزيد من معدلات التعرّض الغذائي والمخاطر الصحية المرتبطة بها.
وتأتي هذه الدراسة في توقيت بالغ الأهمية، مع استعداد الحكومات للاجتماع في الجزء الثاني من الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية في أغسطس/آب المقبل للتفاوض بشأن معاهدة عالمية للبلاستيك.
وفي هذا السياق، صرّحت فرح الحطاب، مسئولة الحملات في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
"الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تقوّض الأنظمة الحيوية التي نعتمد عليها للبقاء. ومن دون تحرك عالمي جريء وملزِم، سوف تتفاقم أزمة البلاستيك، مما يهدد الأرواح وسبل العيش والنظم البيئية."
وأضافت: "ندعو قادة وصنّاع القرار والمفاوضين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال مفاوضات الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية، إلى الدفع باتجاه معاهدة عالمية قوية ومُلزِمة قانونًا تعالج جذور أزمة البلاستيك، والتي تخفض إنتاج البلاستيك، وتحد من المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتدعم أهداف لإعادة الإستخدام، وتدعم آليات تمويل قوية تضمن إنتقالاً عادلاً ومنصفًا نحو اقتصاد خالٍ من النفايات، بما يضمن حماية صحة الإنسان والكوكب".