د.عاصم الدسوقى لـ«الديار» : بريطانيا دعت لجامعة عربية حتى تجمع العرب فى بوتقة واحدة ويسهل السيطرة عليهم.. ولن يحدث تجديد للخطاب الدينى ما دام هناك من يحاربون استخدام العقل على النقل

بتعاقب نظم الحكم اختلفت السياسات تجاه الهوية ، فثمة نظم أكدت على قومية الهوية ، و نظم أخرى على وطنية هذه الهوية لتأتى نظم إتجهت فى سياساتها على محو هذه الهوية بل و إعادة تشكيلها من جديد لتظهر مختلفة تماما عن مصريتنا و عروبتها ، و ربما هذا ما دفع الرئيس السيسي_ و خلال مؤتمر الشباب الأخير و الذى عقد نهاية يوليو الماضى_ إلى تأكيد ضرورة استعادة الهوية المصرية و بناء الإنسان المصرى .
و من ثم توجهنا إلى أبرز مؤرخى مصر لمناقشته فى ماهية هذه الهوية؟، و ماذا عن أسسها و مقوماتها؟، و هل غابت هذه الهوية ، ليؤكد المؤرخ د. " عاصم الدسوقى " أن الهوية تحكمها أسس عدة و مقومات فى مقدمتهاالأمتداد الجغرافى و وحدة اللغة ، منوهاً إلى ضرورة التوازن بين الهوية الوطنية و الهوية القومية حتى لا نخترق من الغرب و مخططاته ، مشيداً بحركات التحرر الوطنى و التى قادها عبد الناصر ، و بفترة حكمه .. و إلى نص الحوار...
- مبدئياً نود معرفة كيف تشكلت الهوية ؟
-- حينما تحدث الرئيس عن الهوية المصرية ، أراد استعادتها من قبل جماعات إخوانية رغبت فى سرقتها و تشكيلها لتكون إسلامية ، و هذا الفكر قديم و هى إقامة الأمم على أساس رابطة الدين ، و هو ما أثبت فشله تاريخيا و إلا أصبح العالم ثلاث أمم مسيحية ، إسلامية و يهودية ، و لم تسمر الخلافة أو حتى البابوية ، فالهوية تقوم على الرابطة الجغرافية الواحدة بين مجموعة من الأفراد يعيشون على أرض واحدة مشتركة لهم مصالح مشتركة و بالتالى أهدافهم واحدة و مشتركة لهم علاقاتهم مع الجيران ، و من ثم تحددت الهوية على أساس الرابطة الجغرافية ، بعد تشكلت الهوية لتصبح على أساس للغة فى القرن السادس عشر و بظهور مارتن لوثر و تأسيس الكنيسة الإنجيلية بألمانيا و ترجمة الإنجيل إل اللغة الألمانية ، فالسائد كانت اللغة اللاتينية.
أما الإنجليز فلهم لهجتمه المختلفة و الأسبان أيضاً ، العرب اللغة العربية ، بالتالى تختلف اللغة من مكان لمكان ، انتشار الترجمة أيضاً و استخدام الحروف فى الكتابة وقتها ساعد على تحويل اللهجات إلى لغات ، و منه انتقل إلى كل الشعوب الأوروبية ، فأصبح لكل شعب لهجته و لغته و لكن كان الجميع يستخدمون الحروف اللاتينية ، و ما يؤكد ذلك تأخر وحدة الألمان حتى عام 1871 ، و قتها قام بسمارك موحد ألمانيا بتجميع الشعوب و التى تتحدث اللغة الألمانية ، قبلها 1860 جاءت الوحدة الإيطالية على أساس اللهجة الإيطالية ، بالتالى و تأثراً بالغرب نمت الدعوات بالمنطقة العربية إلى تأسيس قوميتهم العربية على أساس اللغة العربية ، و بالتالى بدأت الدعوة إلى اللغة العربية و العروبة كرابطة قومية تجمع قوم يتحدثون اللغة العربية مع لهجات مختلفة من الاطلنطى و حتى الخليج العربى ، و نشأت بذلك العديد من الجمعيات و الدعوات إلى ذلك ، دون جدوى نظراً لمساعى المستعمر الغربى و الذى وقف حائلاً بين العرب و وحدتهم القومية.
و من هنا أيضاً أثير الجدل حول مصر هل هى عربية ؟! فمصر جغرافيا تخضع للمنطقة العربية أم شعبها و من يعيش فيها هو مصرى ، فلا يوجد جنس يعرف بالجنس العربى ، فالعروبة لغة و قومية ، بالتالى مسمى جمهورية مصر العربية هو مسمى صحيح و فيه نوع من الانتماء للمنطقة العربية أى أن المصالح واحدة و مشتركة و بالتالى الأهداف واحدة ، و الدليل أنه حينما أتحدت مصر و سوريا 1958 سميت الجمهورية العربية المتحدة.
- إذن هل لنا أن نحدد أسس الهوية ؟
-- أسس الهوية بشكل مختصر ، الإمتداد الجغرافى و ثم الطبيعة الجغرافية و التى تشكلت فى صورة لغة يتم الحديث من خلالها و التعبير عن الثقافات السائدة و من ثم تشكلت الهوية .
أى هى إمتداد جغرافى اندمج مع أمتداد ثقافى متوارث و متراكم عبر الأجيال ، و ظهرا جلياً من خلال لغة عبرت عن هذه الهوية.
- إنما هل غابت الهوية المصرية يوماً ، و لا سيما خلال نظم حكم بعينها ؟
-- أبداً المصرى مهما تعاقبت عليه الديانات و الثقافات ، يظل محتفظا بهويته المصرية ، و مهما سافر أو جال ببلدان ، فثقافته مصرية استمدها منذ فجر التاريخ ، و الدليل حينما يسافر المصرى حتى و لو داخل المنطقة العربية و ليس الغرب و يرى و ينفتح علي ثقافات و عادات غريبة قلما أن يتجاوب معها ، فهويته كظله ، فالشعور بالمصرية و الحنين إليها لا يزيد إلا بالاغتراب و هنا يظهر التمسك حتى فى أبسط مواقفه ، و ترينا نبحث عن بعض فى الغربة بمجرد الشعور بهذا الحنين أو حتى الاحتياج.
- كلمنا أكثر عن الصراع الدائر ما بين الهوية الوطنية و القومية ؟
-- مبدئيا لابد من خلق حالة من التوازن بين الهويتين سواء الوطنية أو القومية ، فمصر جزء أصيل من المنطقة العربية و مصالحها لا شك مرتبطة بمصالح دول الجوار ، أمنها جزء من أمن المنطقة العربية و العكس صحيح ، و هنا أيضاً تظهر الوحدة العربية اللازمة من أجل العرب و قضاياهم ، أى القومية بالتالى لن يحدث إطلاقاَ أن تنفصل مصر عن القومية العربية .
و عن الوطنية هى الأساس و أصل الانتماء ، و على العكس منها القومية و التى جاءت نتيجة للظروف و المتغيرات و التى ارتبطت بالمصالح و الأهداف .
التعامل من منطلق الهويتيت أمر ملح فى ظل المخططات الغربية و التى نواجهها و لا سيما محاولات التقسيم الأخيرة و التى تشهدها المنطقة منذ الثورات الأخيرة ، و فى القلب منها إلغاء ما يعرف بالعروبة أو حتى الحديث عنها ، عقب تقسيم كل إقليم على أسس عرقية و مذهبية ، بالتالى سلاحنا هنا القومية و الوحدة ، إنما أيضاً من الخطأ أن تضر إحدى الهويتين الأخرى أو تتعارض مع مصالحها .
و تحديدا هذا ما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و الذى خاض حركات التحرر العربى إبان الخمسينيات ، أتعظ من درس الثورة الفرنسية و التى قامت فى القرن الثامن عشر ضد النظام الملكي فى محيط كله ملوك بالتالى تحالف ملوك أوروبا ضدها و تحالف الملوك للقضاء على الثورة عندما قاموا على بونابرت ،نفس الأزمة بالمنطقة العربية الوسط كله ملوك و الأدهى خاضع للغرب بريطانيا ، فرنسا و إيطاليا ، بالتالى كان من الممكن إجهاض ثورة 1952 فى مصر ، و لكن جمال أدرك و ساعد معظم الدول العربية على التحرر و القيام بالثورات على الملكية ، و هو ما دفع اسرائيل إلى القيام بعلاقات مع تركيا و إيران و بلاد الحبشة .
- أين الجامعة العربية من هذه القومية العربية ؟
-- الغرب يعلم جيدا خطورة الوحدة العربية ، فالدعوة لوحدة عربية بدأت فى القرن التاسع عشر على غرار الوحدة الاوروبية ، البداية من بريطانيا و التى دعت إلى تأسيس منظمة عربية تضم الدول العربية المستقلة ، طبعا الأمر وقتها لم يعد أن تجاوز الشعارات و حتى تظهر أمام العالم أنها مهمومة بالعرب و تنوى استقلالهم.
ففى زمن حكومة النحاس 1943 ، إنجلترا كانت ترغب في إدارة مصالحها ؟! ، بالتالى الجامعة العربية كانت بالنسبة لها ضامن لجمع العرب فى بوتقة واحدة و بالتالى يسهل التعامل القانونى معهم ، حتى لو خرجت من المنطقة ضمنت مصالحها.
كيف تم ذلك ؟! 1941 وزير خارجية بريطانيا إيدن أن انجلتر ا تشجع قيام منظمة اقليمية واحدة ، و لم يهتم العرب و اكتفوا بالحديث عن العروبة و لم يتطرقوا إلى الوحدة ، 1942 هزمت بريطانيا المحور فى منطقة العلمين ، بدأ التفكير فى الجامعة العربية من جديد ، 1943 يصدر خطاب فى مجلس العموم البريطانى ، سئل ماذا عن الجامعة العربية ، و اجاب لا زالنا عند موقفنا، و لا بد أن يبدأ العرب.
و وقتها كان السئوال موعز به حتى يعاد الحديث من جديد عن الجامعة ، وقتها كانت الحكومة الوفدية و اللى جابها الانجلية للسيطرة على الملك بدأ الامر بالحديث مع النحاس و اجتمعوا فى الاسكندرية و اعلن الميثاق ، و هنا دور بريطانيا الخبيث أعلن جامعة الدول العربية و لم تقل الشعوب العربية ، و لم تكن سوى 7 دول فقط هى المحررة ، و البقية محتلة ، و أصعب ثغرات الميثاق و يوكد دور بريطانيا فى صياغم الميثاق ، المادة 10 عن د عرض أى قضية ، لا تؤخد بالأغلبية، و لكن اللذى يوافق غير ملزمة ، العرب مشاركين فى ذلك فهم خائفين على عروشهم و مصالحهم ، خصوصا تخوفوا من أن تتسيد مصر.
- ننتقل إلى راعى هذه القومية الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " , و الذى تحدثت عنه كونه الزعيم و القائد بالرغم من التحفظات على عصره .. ألم يخدم القومية على حساب الوطنية ؟!
-- عبد الناصر كان يعلم جيدا أن مصر جزء من المنطقة و لا بد من تقوية المنطقة بأكملها ، 55 سنة باندونج مؤتمر ، خصوم عبد الناصرتكلموا بدون أسانيد ، فالسياسة لا تعرف الأخلاق non mmoral ، فهى صراع " اللى تغلب بيه العب بيه " عبد الناصر تآمروا ضده و كان لازم يتحرك ، هو فعلا حكم بقبضة من حديد نتيجة لكثروة المتآمرين ، محمد نجيب تحالف مع الإخوان ، البداية كانت حينما فكر الضباط الأحرار فى القيام بالثورة و لأن أعمارهم كانت صغيرة وقتها و لم يتجاوز معظمهم الثلاثين ، فكروا فى اللجوء لمحمد نجيب ليقود هذه الثورة كونه الأكبر سناً ، فعبد الناصر كان يعلم جيداً ثقافة المصريين و عدم قبولهم بالشباب ، و عليه ذهب عبد الناصر و عبد الحكيم عامر إلى محمد نجيب لكى يعرضوا عليه الترشح أولاً لانتخابات مجلس إدارة نادى الضباط عام 1951 حتى يتمكنوا من قياس شعبيته ، و لم يقبل وقتها نظرا لأن المرشح من قبل الملك موجود و متعارف عليه و هو حسين سرى.
و كانت المفاجأة انه اجتاز هذه الانتخابات ، بعدها تزايدت المنشورات من قبل الضباط الأحرار و ربط الملك بينها و بين خسارة مرشحه المعتاد و من ثم عمد إلى حل مجلس إدارة النادى ، بعدها ذهب جمال و عبد الحكيم مرة أخرى لنجيب لإخباره بالثورة و أنه سيكون القائد و طبعاً شكلياً ، أعلنت الثورة ، نصب نجيب رئيس ، و عبد الناصر رئيس وزراء ، و سادت المناوشات نظرا للدور الهامشى لنجيب و قيام عبد الناصر بالدور الفعلى للرئيس.
و قبلها مباشرة ، تفاوض فى الجلاء مع الإنجليز ، و كان شديد الحنكة حتى أنه لم يعلن قيام الجمهورية عقب الثورة مباشرة ، و كل ما أعلنه هو رحيل الملكى ، ما زال ولى العهد و مجلس الوصاية ، كنوعا من التمويه ، حتى رئيس الوزارة على ما هر باشا من قلب القصر ، و ضحت الأمور و نصب نجيب رئيس و عبد الناصر رئيس وزراء حينما علموا بالمؤامرة و عودة الملك برعاية بريطانية و الإخوان ، وقتها معظم الإخوان و تحديدا عام 1949 و عقب مقتل البنا هربوا إلى انجلترا و بدأ التعاون الحقيقي مع الغرب .
بدأ نجيب يشعر بالتهميش و أن السلطة الفعلية فى يد جمال ، تطورت الأمور و بدأ تعاون من نوع آخر بين نجيب و الإخوان ، و هو ما لوحظ خلال إحدى مؤتمرات جامعة القاهرة 1954 و خلاله خرج شباب الجامعة للاحتفال بيوم الشهيد ، و هم الشهداء اللذين راحوا ضحية معركة التل الكبير بين الفدائيين و الإنجليز فى الإسماعيلية ، تجمع عدد كبير من شيوعيين على وفديين و شباب من كافة التوجهات لسياسية و معهم طلبة إخوان ، وظلوا يهتفوا من الجمعة و حتى سراى عابدين ضد الثورة ، ظهر من الشرفة نجيب و جمال ، و ما كان من نجيب إلا أنه لوح على عبد القادر عودة زعيم طلبة الإخوان للصعود إلى الشرفة ، و أوقفه بينه و بين جمال ، فى تأكيد واضح علي صلته بالإخوان أى نجيب.
وقتها آثار استياء جمال بشكل واضح ، و أعطى الأوامر للطلبة بالإنصراف بناء على تحرك عودة و رغبة نجيب ، أى أنه للمتحكم فى الإخوان ، بعدها سافر نجيب للسودان ، و استغل عبد الناصر الفرصة كونه وزير الداخلية و اعتقل كافة الطلاب و اللذين تظاهروا فى الجامعة ، و أصدر قرار بحل الإخوان المسلمين ، و أكد محمد رياض سكرتير نجيب على غضب نجيب كونه مهمشا و ان السلطة فى يد عبد الناصر وصرح بذلك من وقت قريب فى إحدى الفضائيات ، كما أكد على صلة نجيب بالإخوان من أجل الإطاحة بعبد الناصر ، و لأن عبد الناصر وقتها كان مشغول بالتفاوض مع الإنجليز اكتفى بمراقببة الأمر مع السيطرة أيضاً ، حتى لا يحارب فى جبهتين ، ولفت نظر نجيب أكثر من مرة إلى معرفته بالأمر ، أيضا حذر الإخوان لأنهم وقتها انتووا تكوين تشكيلات إخةانية من ضباط الصف ، حتى أنه أكثر من مرة اصطحبهم إلى قبر حسن البنا و خطب هناك نشهدك يا إمامنا على العهد باقين ، يعنى اشهد عليهم !! ، مارس 1954 تعمد نجيب ترك مكتبه و تقديم الاستقالة و لكن عبد الناصر لم يقبل ليمل نجيب شروطه و شروط الإخوان و أهمها عودة الأحزاب و الدستور !! ، و الجيش إلى ثكناته !!.
هادنه جمال كنوعا من التمويه، إتفاقية الجلاء ، و بعدها و بتخطيط من نجيب تم تقديم أموال إلى رئيس اتحاد عمال مصر و هيئة النقل العام لعمل مظاهرات تهتف ضد الثورة ، ليصل الأمر لجمال ليدفع نفس الرقم من الأموال لنفس الأشخاص مطالباإياهم للهتاف من أجل الثورة ، وضحت الأمور بين جمال ونجيب و علم بكل مخططاته ، أكتوبر 1954 التصديق على معاهدة الجلاء ، و فى إسكندرية محاولة اغتياله و حادث المنشية ، بعدها بأسبوعين تم إعفاء نجيب و التحفظ عليه فى منزله ، الأهم و ما يجهلهخ الكثيرين هو إنسانية عبد الناصر و لائه للشرف العسكرى حتى أنه لم يقدم نجيب للمحاكمة رغم أن التهم ثابتة ، و معه البغدادى و خالد محيى الدين و هو ما عترف به محيى الدين فى مذكراته.
- رؤيتك لموقف ترامب المهدد بالعزل عقب تصريحات محاميه و مسئول حملته الانتخابية ؟
-- منذ أن جاء هذا الرجل رئيساً للولايات المتحدة ، و نعلم جيداً سذاجته السياسية و عدم إدراكه للوضع الأمريكى على الخريطة الدولية ، و كافة تحركاته و مواقفه تأتى فإطار رجل الأعمال و الشخصية الرأسمالية ، و فى تقديرى ربما يواجه نفس مصير نيكسون ، و الذى استقال على إثر فضيحة وترجيت الشهيرة 1974.
- صرحت بأن تيران و صنافير سعوديتان ، ماهى قناعتكم فى ذلك ؟
-- عام 1934 أراد طلبة كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول _ القاهرة حالياً _ زيارة جزيرتى تيران و صنافير ، كنوعاً من التطبيقات العملية و دراسة التنوع البيئى و خلافه بالجزيرتين ، و لم يكن من العميد سوى الإتصال بوزير الخارجية حتى يتواصل مع السعودية لطلب الزيارة ، و هذه أبسط الأمثلة ، أما لو تحدثنا علمياً فالجزيرتين لا يوجد ملاحة فيما بينهما نظراً للإمتداد الصخرى و هو المتصل أيضاَ بأرض الحجاز ، بالتالى تتبعان الجزء الشمالى الغربى من الحجاز تاريخياً و جغرافياً ، و كل ما حدث هو أنه عندما هزمت الجيوش العربية عام 1948 أمام إسرائيل احتلت الأخيرة ميناء إيلات , و قتها تخوفت السعودية بشأن الجزيرتين و طلبت من الملك فاروق حماية الجزيرتين نظراً لوقوعهما بالقرب من خليج العقبة ، كما طالبت بتشكيل فرق عسكرية مصرية لاستكشاف الجزيرتين ، فكيف تكونان مصريتان و تتم المطالبة باستكشافهما من قبل فرق مصرية .
- نعانى تطرفاً واضحاً ، و بالمقابل تلكؤ فى تجديد الخطاب الدينى ، فما الحل ؟
-- قديما و تحديداً ف القرن الثانى الهجرى و إبان العصر العباسى، ظهرت جماعات تعرف بالمعتزلة رغبت فى الابتعاد عن النقل الحرفى للنصوص و إلى استخدام العقل ، و الأهم سعت لتأكيد أن هذه النصوص لم تكن صالحة إلا لعصور جاءت فيها ، ليواجهوا من قبل السنة و التى لم تقبل بالنصوص و قط بل أطلقتها و جعلت منها بالصالحة لكل زمان و مكان ، و أن من يخالف هو الفاسق ، بالتالى الأمر شائك و من الصعب اختراقه مهما كثرت الأحاديث عن تجديد الخطاب الدينى و خلافه , و إن كان بعض الأزهريين يرغبون فى التحديث !! .
- ما هى رؤيتكم للمشهد السياسي ؟
-- كما هو لا جديد ، حتى أحوال الأحزاب فيها تذكرة بالخمسينيات إبان إلغائها ، حينما أثبت عدم جديتها و غيابها الواضح من على السطح ، و ربما الأفضل أن يستمر الرئيس " السيسي " حتى بعد انتهاء فترته الثانية ، أما نص الدستور بولايتين فقط لا غير فهو غير مجدى و من الممكن تعديله ، فمن الأساس لم تكن الدساتير تعرف مدد الرئاسة المحددة ، فدستور الدولة لم يكن يحوى أى مادة تنص على مدة رئلسية أو تحددها ، إلا أنه حينما جاء روزفلت رئيس أمريكا و المحسوب على الديمقراطيين و استمر و ولايتين و نصف الثالثة حتى توفى 1933_ 1945 ، و بعده ترومان الديمقراطى أيضاَ و الذى استمر و لايتين1945_ 1953 ، ليأتى التجديد النصفى لمجلس الشيوخ و وقتها يصر الجمهوريين على تحديد و تقنين الفترة الرئاسية ، اعتراضا على استمرار الديمقراطيين , و منه انتشرت و اصبحت مادة ينص عليها الدستور.
- فى رأيكم أى المشاهد من حولنا تستحق التاريخ ؟
-- الحكومات المتعاقبة و الضعيفة الآداء ، و التى عجزت حتى عن تيسير الأمور على المواطن البسيط ، و سد الفجوة ما بين تبعات الإصلاح الاقتصادى و الاستفادة من برامج الحماية الاجتماعية، و الأدهى لجوئها للقروض و المنح ، وبحث عن حلول أشبه بالمسكنات .