جريدة الديار
الإثنين 25 نوفمبر 2024 06:58 مـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مستشار مفتى الجمهورية لـ«الديار»: دعونا «مفتى تونس» لمؤتمر الإفتاء لأن هدفنا لم الشمل وتوحيد الكلمة .. والانتقادات الموجهة لمرصد الإفتاء «مؤشر نجاح»

الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية

يجب إعادة التراث ومواكبة الفتوى للأمور المعاصرة

 

التجديد لا يكون فى الثوابت ويقوم به علماء مختصون وليسوا مدعى العلم



أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن معظم العمليات الإرهابية تتم بناءً على فتاوى مغلوطة وبالتالى كان لازامًا دعوة جميع مفتى العالم فى المؤتمر العالمى للإفتاء.

 

 

فما التغير الذى يمكن أن تحدثه مثل تلك المؤتمرات؟ وكيف يرى مستشار المفتى الانتقادات الموجهة لمرصد الإفتاء، وللإجابة على تلك الأسئلة وغيرها كان لنا هذا الحوار مع الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، فإلى الحوار..

 

 

- ما الرسائل التى أراد مؤتمر الإفتاء إيصالها؟

 

 

-- أولًا كشف زيف ادعياء التدين والفتاوى المتطرفة خصوصًا فى مجال الشأن العام والدولة، وإطلاق حزمة من المبادرات التى تهدف للتواصل مع العلماء والشباب؛ بسبب ما شهدناه خلال السنوات الماضية من وقوع بعض الشباب فى براثن الجماعات المتطرفة والسبب فى هذا الأمر أنهم لم يستطيعوا الحصول على معلومة دينية صحيحة من مصادر موثوق منها ولذلك نطلق هذا العام حزمة من المبادرات تهدف إلى التواصل مع الشباب من ضمنها المنصة الإلكترونية.

 

 

ومن ضمن المبادرات الهامة فى هذا الإطار هو توقيع ميثاق عالمى أو مدونة سلوك لمؤسسات الفتوى فى العالم نسعى من خلالها ضبط الحركة الإفتائية ومنع تصدر غير المختصين للفتوى.

 

 

أما الرسالة الثالثة التى أراد مؤتمر الإفتاء إيصالها هى جمع المفتيين على كلمة واحدة وتحت مظلة الأمانة العامة لدور الإفتاء فى العالم كما نسعى لإيجاد حوار علمى بين المفتيين حتى يكون هناك وفاق والتنسيق بين جميع دور الإفتاء حول العالم على أجندة واحدة.

 

 

- ماهو الجديد الذى قدمه مؤتمر الإفتاء وهو فى دورته الرابعة؟

 

 

-- هناك تغير من حيث الشكل والمضمون مثلًا فى العام الماضى كان هناك وفود من 56 دولة هذا العام وفود من 73 دولة.

 

 

كما أعطينا رئاسة الجلسة الثانية لمفتى تونس الذى قد أحدث بعض الجدل عنده ولكننا نؤمن أن الحوار العلمى يجب أن يكون حوار لم شمل وليس حوار للتغريد منفردًا ولذلك تمت دعوته.

 

 

أما من ناحية الموضوع فنحن نبحث موضوع التجديد فى الفتوى وهو موضوع مؤتمرات الإفتاءات العالمية جميعها موضوعات جديدة تشتبك مع الواقع، الآن القيادات السياسة والعالم ينادى بالتجديد ولذلك خصصنا موضوع التجديد فى الفتوى.

 

 

- ولماذا التجديد فى الفتوى؟

 

 

-- لأن معظم العمليات الإرهابية تتم بناءً على فتاوى مغلوطة وبالتالى لابد من النظر فى فتاوى التراث وإعادة قراءة التراث ومواكبة ومسايرة الفتوى للأمور المعاصرة.

 

 

- وهل تطرقتم إلى فتوى تونس الخاصة بالمساواة فى الميراث وما أحدثته من ضجة واسعة؟

 

 

-- أصدرنا بيانًا قلنا فيه لا يجوز الاجتهاد فى الأمور القطعية ورفضنا هذا الاجتهاد، لأنه لا اجتهاد فى النص ونحن دعونا مفتى تونس وهو لبى والحوار العلمى مفتوح لكل علماء العالم ونحن لنا موقف رافض لهذا الأمر.

 

 

- يتعرض مرصد الإفتاء للرد على الفتاوى الشاذة لانتقادات حادة واتهامه بأن له أهداف سياسية أكثر منها دينية؟

 

 

-- نعتبر تلك الانتقادات مؤشر نجاح ونحن فى مرصد الإفتاء للآراء التكفيرية والفتاوى الشاذة المتشددة لا نلتفت إلى تلك الأمور بل ماضون فى كشف زيف هؤلاء المدعون المارقين عن الدين ولدينا مشروع حضارى للرد عليهم ونشر الوعى الصحيح لأن لدينا معركة وعى ونحن نحاول أن نساهم فى هذه المعركة، دعمًا للدولة الوطنية فى ظل التحديات التى تواجه أقطار الوطن العربى ورأيناه رأى داعم للدولة الوطنية والتحديات بها مواجهة ومجابهة التحديات بتكاتف وتوحد فى هذه الفترة الصعبة.

 

 

- ما أبرز الفتاوى الشاذة التى وضعتموها على طاولة النقاش فى مؤتمر الإفتاء؟

 

 

-- نواجه سيل من الفتاوى جميعها تصب فى فكرة هدم الدولة مثلًا تكفير الجيش والشرطة والحكام وأولياء الأمور، فتاوى تطبيق الحدود على الناس وأخذ الحقوق بآيدى هؤلاء المارقين وإذا كنا نتكلم عن فكرة الحاكمية والشريعة والولاء والبراء والاستعلاء بالدين والتمكين كلها أفكار أدت إلى عنف ودم ونحن نحاول الرد عليهم بشكل علمى بهدف تحصين عقول الشباب لعدم الوقوع فى هذه الأفكار المغلوطة.

 

 

- متى يكون دخول الدين فى السياسة أمر خاطئ؟

 

 

-- السياسة بمعناها إدارة شئون الدولة للدين دخل فيها، فى فكرة إعطاء مقاصد وأهداف عليا لإدارة الحكم الرشيد فى الإسلام مثل الشورى وتداول السلطة والشفافية ومحاربة الفساد والاحتكار. الدين له رأى فى تلك الأمور.

 

 

لكن الدين لا يدخل فى محابة حزب على آخر أو برنامج انتخابى على آخر كل تلك الأمور لا دخل للدين فيها فدخوله فى المعترك الحزبى هو مفسدة ونحن حذرنا من قبل من دخول بعض المنتسبين للدين فى الأمور الحزبية.

 

 

وكانت مصيبة جماعة الإخوان "الإرهابية" أنها خلطت الدين بالسياسة كما يفهمونها وأصبح الولاء للحزب والجماعة أكثر من الولاء للوطن ونحن ننادى بالا يكون للدين شأن فى الأمور الحزبية.

 

 

- ما المقصود بتجديد الخطاب الدينى؟ وكيف يكون؟

 

 

-- هو أمر جديد قديم وأول من دعى للتجديد هو سيدنا رسول الله

والتجديد لا يكون فى الثوابت قطعية الدلالة والثبوت، ويقوم بالتجديد علماء مختصون وليسوا مدعى العلم أو الأشخاص الذين لم يتلقوا علم شرعى فى المعاهد والأكاديميات المعتمدة مثل جامعة الأزهر، نعم هناك حرية فى التعبير ولكن القضية التجديد يقوم بها مختص فلا يقوم مهندس بتجديد ما يخص مهنة الطب.

 

 

التراث لابد أن يعاد، فليس معناه تقديس التراث فالتراث هو نتاج لفهم بشرى مطلوب منا أن نعيد قراءته ونغربله بحيث يكون الصالح لزماننا وحياتنا يتم تطبيقه أما الغير صالح يتم إزاحته بحيث يراعى واقعنا المعيشى ويواكب التطور ويواكب الحضارة.

من العدد الورقى رقم 456