حكاية خطاط مصري أهدى القرآن مخطوطًا باليد فى لوحة للملك فاروق
ولد من عَبقِ التاريخ، ترعرع في أروقته علماء الأزمان والأقطار، واليوم تحمل جدرانه العريقة إبداعات الفنون من أعمال للخط العربي والزخرفة، ليمتزج بين جنباته العلم والفن يوثقان إرثا حضاريا لأمتنا العربية والإسلامية، إنه الجامع الأزهر.
في صحن الجامع الأزهر الشريف، وبين أبوابه الثمانية، وأمام جدرانه العتيقة، وقف قوميسير الملتقى الأستاذ إسماعيل عبده، فنان الأزهر الشريف، يستقبل وفود الزائرين وضيوف الرحمن من كل أصقاع الأرض، يعرفهم بفن الخط العربي والزخرفة ويحكي عن المخطوطات النادرة، و كانت ضمن هذه المخطوطات، مخطوطة نادرة لفنان مصري خط بيده القرآن في لوحة صغيرة أبهرت الألباب.
يحكي الفنان إسماعيل عبده أنه فى العام 1948م قام الأستاذ محمد إبراهيم مؤسس مدرسة تحسين الخطوط بالإسكندرية وكبير الخطاطين في مصر بإهداء الملك فاروق الأول، هدية تليق بمقام جلالته وقتها، فعمل على إهدائه بأعظم هدية وهي نسخة مخطوطة بخط يده للقرآن الكريم كاملا، استغرق إعدادها 6 أشهر حتى انتهى من إنجازها على لوحة ورقية صغيرة لا تزيد مساحتها على عشرات السنتيمترات.
مخطوطة، تجد العين المجردة صعوبة كبيرة في فك شفرة وضوح حروفها، ففى أعلى اللوحة كتب الفنان المصري قولة تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم (إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين) صدق الله العظيم"، وبالرغم من وضوح هذه الكلمات، إلا أن باقي اللوحة يصعب أن تقرأ كلماتها حتى بالعدسة المكبرة.
وفي نهاية اللوحة يوثق الفنان إهدائه كاتبًا "بعناية الله وفى حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ابن الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم الفاتح بن محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية المالكة كُتب هذا القرآن الشريف للمرة الثالثة على هذا الوضع.. الأستاذ محمد إبراهيم مؤمن مدير مدرسة تحسين الخطوط بمدينة الإسكندرية، استغرق كتابته وزخرفته 6 أشهر وقدم في عام 1367هـ - 1948م".
و يهدف الملتقى إلى تنمية الوعي المجتمعي بأهمية نشر ثقافة إتقان الخط العربي، وتشجيع الأجيال الشابة على تعلم الخط العربي وإتقانه، بالإضافة إلى التوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها العالمية، والارتقاء بمستوى الاهتمام بجماليات الخط العربي، والزخارف.
هذا؛ ويأتي انعقاد الملتقى ضمن مبادرات الأزهر للاحتفاء بالخط العربي، والتوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية، وتنمية المجالات الفنية التي تتناول التصميمات والزخارف وطرق الكتابة التي تستعمل الحروف العربية.