الإعلامي سيد الضبع: حروب الجيل الرابع والخامس تستهدف العقول قبل الأوطان

حلّ الإعلامي سيد الضبع ضيفًا على برنامج "فرق كبير" الذي تقدمه الإعلامية حنان السيد على قناة النهار، في حلقة خاصة تناولت حروب الجيل الرابع والخامس وأهمية الوعي في مواجهة التحديات المعاصرة.
وخلال اللقاء، استعرض الضبع التحولات التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، ودور القيادة السياسية في تعزيز قوة الدولة المصرية لمجابهة المخاطر والمؤامرات.
الرؤية الاستراتيجية للرئيس السيسي منذ 2014
تحدث الضبع عن مرحلة ما بعد 2014، مشيرًا إلى أنه عندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، وضع نصب عينيه هدفًا استراتيجيًا وهو تعزيز قوة الجيش المصري وتنويع مصادر تسليحه، في ظل ما كانت تشهده المنطقة من اضطرابات سياسية وأمنية.
واكد الإعلامي سيد الضبع خلال اللقاء أن حروب الجيل الرابع والخامس تشغل حيزًا كبيراً من اهتمامات حكومات الدول في المنطقة والعالم أجمع، خاصة في ظل تنامي مخاطر مثل هذه الحروب التي تستهدف تفتيت المجتمعات من الداخل.
وأوضح ما تشهده المنطقة حاليًا يثبت أهمية القرارات التي اتخذتها القيادة السياسية برئاسة الزعيم عبد الفتاح السيسي منذ 2014، لتطوير القوات المسلحة وتعزيز قدراتها، لافتًا إلى أن تنوع مصادر التسليح وزيادة جاهزية الجيش كانا جزءًا من رؤية استراتيجية بعيدة المدى، أثبتت الأيام ضرورتها لحماية أمن مصر وسط المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأضاف، أن هناك تساؤلات أثيرت في السابق حول توجه الدولة نحو تعزيز القدرات العسكرية، لكن الواقع يؤكد أن قوة الجيش كانت ضرورة لمواجهة التحديات والحفاظ على استقرار البلاد.
تهديد غير تقليدي للأمن القومي
وأشار إلى أن حروب الجيل الرابع والخامس لم تعد تعتمد على المواجهات العسكرية المباشرة، بل تستخدم أدوات مثل الإعلام المضلل، والسوشيال ميديا، والحرب النفسية، ودعم الجماعات التخريبية لإضعاف الدول من الداخل. وشدد على أن هذه الأساليب تستهدف زعزعة الاستقرار دون الحاجة إلى جيوش تقليدية.
وأردف بأن المواجهة لم تعد تقتصر على الجانب العسكري، بل أصبحت معركة وعي بالدرجة الأولى، حيث تسعى جهات مختلفة إلى تشويه الحقائق وإضعاف ثقة المواطنين في دولتهم. ودعا إلى ضرورة تحري الدقة في تلقي المعلومات وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تستهدف استقرار الوطن.
التصدي لمخططات الفتن
ولفت إلى أن التحديات الراهنة تؤكد أن الحفاظ على استقرار الدول لم يعد مرتبطًا فقط بالقوة العسكرية، بل يعتمد أيضًا على صلابة الجبهة الداخلية، مشددا على أن الإدراك الشعبي لطبيعة التهديدات ومخططات زعزعة الاستقرار هو عامل حاسم في إفشال أي محاولات لاستهداف الدولة، وأن التكاتف بين الشعب ومؤسسات الدولة هو الضامن الأساسي لعبور الأزمات ومواجهة التحديات المستقبلية.
وفي ختام حديثه، أرجع الضبع قدرة مصر على تجاوز العديد من التحديات، إلى حكمة القيادة السياسية ووعي الشعب المصري، الذي أحبط مخططات إشعال الفتن، منوهًا إلى أن الحفاظ على هذا الوعي يظل الركيزة الأساسية في مواجهة أي محاولات لإضعاف الدولة.