جريدة الديار
السبت 12 أبريل 2025 08:11 مـ 14 شوال 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ الدقهلية: إيقاف سيارة سرفيس 15 يوما واتخاذ إجراءات إلغاء الترخيص عقب حريق عزبة الأشقر..محافظ الشرقية يوجه بضخ 1000اسطوانة غاز لسد احتياجات المواطنين انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا بشأن رفع العقوبات والمسألة النووية متابعة وكيل التعليم بالبحيرة لعدد من مدارس إدارة بندر دمنهور التعليمية فترة مسائية تقديم الدعم لدور رعاية الأيتام من ذووي الهمم بالإسكندرية الكنائس الأرثوذكسية تستعد لاستقبال أحد الشعانين غدا «الاسعافات الأولية للجميع »مبادرة لتوعية طلاب المدارس بالإسكندرية استمرار أسواق اليوم الواحد ”يومي الجمعة والسبت” كل أسبوع بجميع مراكز ومدن الدقهلية أمام 800 طبيب .. وحدة القسطرة التداخلية بمستشفى المنصورة الجامعي تبث عملية علاجية نادرة محافظ الدقهلية يتفقد مواقف السيارات لليوم الثاني على التوالي متحدث القومي لحقوق الإنسان الأمين العام تقدم باستقالته بطريرك الكاثوليك يستقبل رئيس الكنيسة الإنجيلية للتهنئة بالعيد

رحيل أسامة بسيوني يفجّر الغضب في البرلمان والشارع.. وابنته تبكي وتقول: ”مات مكسور الخاطر”

في لحظة صمت غريبة، توقف قلب رجل أفنى عمره في خدمة التعليم... مدير إدارة الباجور التعليمية الأستاذ أسامة بسيوني، الرجل الذي عُرف بين زملائه بالأدب والهدوء والانضباط، يُفارق الحياة بعد دقائق من زيارة رسمية لوزير التربية والتعليم.

فهل أصبحت كرامة التربويين بلا ثمن؟
هل بات من الطبيعي أن يُهان مدير إدارة أمام مرؤوسيه، في ساحة المدرسة، وكأننا في محكمة لا تسمع دفاعًا ولا تعرف سوى الإدانة العلنية؟

شهود عيان

إيمان بكر، مديرة العلاقات العامة بالإدارة، شهدت الواقعة وقالتها بوضوح: "الرجل تعرض للإهانة والعنف اللفظي أمام الكل، بصوت عالٍ، من مساعد الوزير... والوزير كان واقفًا ساكتًا." مشيرة إلى أن الصور والفيديوهات تُثبت وجود الوزير أثناء الواقعة. لم تكن تتحدث عبر فيسبوك، بل هذه أقوالها التي قالتها أمام النيابة، وموقعة عليها بإيدها.

وقد كشف الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التعليم بالمنوفية، مساء الثلاثاء، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة للراحل أسامة بسيوني، موضحًا أنه تلقى اتصالًا من مكتب الدكتور المحمدي، مساعد وزير التعليم، يطلب فيه توجيه "بسيوني" للتواصل معه. وقال وكيل الوزارة إن الراحل بالفعل حاول الاتصال بالدكتور المحمدي، لكنه لم يُجِب، ليذهب بعدها إلى إحدى المدارس على خط سير الزيارة الوزارية، حيث التقى بمساعد الوزير الذي وجه له اللوم وطلب منه مغادرة المكان فورًا.

برلمان الغضب: هل يُحاسب وزير التعليم بعد وفاة مدير تعليم الباجور؟

لم تمر وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية مرور الكرام تحت قبة البرلمان، بل كانت أشبه بجرس إنذار مدوٍّ، دفع عددًا من النواب إلى التحرك العاجل مطالبين بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين، وفي مقدمتهم وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد اللطيف.

نائب يواجه الوزير على الهواء: "كذبتم على الشعب!"

النائب هاني خضر، لم يتردد في اتهام الوزير بـ"الكذب المتعمد" في بيانه الرسمي، الذي زعم فيه أن زيارة الوزير لإدارة الباجور كانت إيجابية، وشهدت تكريم الفقيد. لكن الحقيقة – بحسب خضر – أن ما جرى كان "تعديًا لفظيًا علنيًا" على مدير الإدارة أمام زملائه، ما تسبّب في انهيار حالته النفسية، ووفاته إثر أزمة قلبية مفاجئة.

"موظف عام لا يصلح".. مطلب واضح بالإقالة

في بيانه العاجل الذي وجهه إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، طالب خضر بإقالة الوزير فورًا، قائلًا: "وزير التعليم موظف عام يتقاضى راتبه من ضرائب المصريين، ولا يصلح لإدارة هذا القطاع الحيوي، بل أصبح قدوة سيئة لطلاب مصر."

كما طالب بمناقشة الواقعة في أول جلسة عامة قادمة، لخطورتها على نفوس العاملين بالتعليم، وعلى صورة الوزارة التي يفترض أن ترعى وتُعلّم لا أن تُرهب وتُهين.

النائبة سناء السعيد: ما حدث إهانة للمعلمين ويجب التحقيق فورًا

من جانبها، تقدمت النائبة سناء السعيد بطلب إحاطة عاجل بشأن الوفاة المفجعة، مشيرة إلى أن ما تم تداوله من شهادات يُظهر أن الفقيد تعرّض لتعنيف لفظي شديد من الوزير أو مساعده، ما يُرجّح أنه كان سببًا مباشرًا في وفاته.

وأكدت السعيد أن الواقعة تثير تساؤلات خطيرة عن سلوك القيادات في الوزارة. وأضافت: "إننا نحتاج إلى تحقيق برلماني عاجل لمعرفة إذا كان ما جرى إرهابًا لفظيًا أو استقواءً بالمنصب، أم مجرد سوء تفاهم انتهى بمأساة!"

"مش بس أسامة.. كل المعلمين محتاجين احترام"

وشدّدت النائبة على ضرورة حماية الإداريين والمعلمين من أي انتهاك أو تجاوز، معتبرة أن الكوادر التعليمية يجب أن تُعامل باحتراف واحترام، خاصة من قبل من هم في أعلى المناصب الوزارية.

مراجعة السياسات التفقدية.. قبل أن نفقد المزيد

النائبة السعيد ختمت تحركها بدعوة عاجلة لإعادة تقييم السياسات الإدارية والتفقدية داخل وزارة التعليم، معتبرة أن ما حدث في الباجور "جرس إنذار" يجب أن يُسمع صداه في كل مكتب من مكاتب الوزارة.

دموع "يارا" ورسالة محامي صديق للفقيد

في الجانب الإنساني من المأساة، لم تجد يارا أسامة البسيوني، ابنة الفقيد، ما تقول سوى كلمات حزينة اختصرت بها وجع القلب، إذ نعت والدها عبر مواقع التواصل مطالبة الناس بالدعاء له: "اللهم ثبّته عند السؤال، وارحمه رحمةً واسعة... أبي مات مكسور الخاطر."

النيابة العامة

وفي تطور قانوني لافت، أعلن المحامي أحمد العناني، صديق الفقيد، أنه تقدّم ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة ضد الوزير، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل فيما دار بين الوزير والراحل أثناء الزيارة. وأشار العناني إلى أن "ما سمعه عن أسلوب الحديث العنيف من الوزير للفقيد، وما أعقبه من انهيار صحي ووفاة، جرحه إنسانيًا".

السؤال الذي لا يهدأ: من يحاسب الوزير؟

البرلمان تحرّك... والناس تتساءل... وابنة الفقيد تبكي في صمت، مطالبة بالدعاء لوالدها. ولكن السؤال الأهم يظل معلقًا في الهواء: إذا كان الكلام يُميت.. فمن يُحاسب من نطق به؟

لماذا السكوت يا نقابة المعلمين؟

أين كانت نقابة المعلمين حين أُهين رجل منكم؟ لماذا لم نسمع عن بيان تضامن؟ لماذا لم تعلن النقابة فتح تحقيق أو تقديم بلاغ رسمي؟ هل دورها فقط تحصيل الاشتراكات وتنظيم رحلات؟ أم أن كرامة المعلم أصبحت سلعة رخيصة لا تستحق الحماية؟

الضغوط على المعلمين: ملف مفتوح لا يحتمل التجاهل

المعلم المصري ليس مجرد ناقل معلومة... هو أمن البوابة، هو المشرف على الفناء، هو المصلح الاجتماعي، هو الطبيب النفسي، هو المربي، وهو حائط الصد أمام مشكلات الطلاب وأولياء الأمور... ومع ذلك، تأتي لجان من الإدارة، ثم من المديرية، ثم من الوزارة، وكلها لا تحمل سوى تعليمات وقلم أحمر... فهل هذا مناخ يساعد على النجاح؟

درس من قلب الفاجعة

ما حدث في الباجور ليس واقعة عابرة... بل إنذار! إنذار لكل مسؤول يظن أن الكرسي بيديه الحق في إهانة الناس. المعلم ليس عدوك... المعلم هو شريكك في بناء البلد.... وعندما يموت من الضغط والقهر والإهانة... يجب أن نقف ونقول: كفاية.

رحم الله الأستاذ أسامة بسيوني، وأسكنه فسيح جناته، وجعل قضيته بداية لصحوة حقيقية
ليس فقط عن احترام المعلم... بل عن حق الإنسان في الكرامة داخل مؤسسات الدولة.