تعرف على ”جوزيبي فيردي” في ذكرى رحيله
تحل اليوم ذكرى وفاة الموسيقار جوزيبي فيردي، من اشهر مؤلفي المسرحيات الاوبرالية، كان فيردي امتدادًا لمسيرة اثنين من أعظم المؤلفين الموسيقيين في تاريخ إيطاليا وهما: "بليني وجواكينو روسيني"، حيث رسخ تقاليد الأوبرالية الإيطالية، وكان من دعاة التمسك بالأصالة في وجه التيار الجديد الذي تأثر بأعمال ريشارد فاغنر.
وُلد فيردي في مطلع القرن التاسع عشر و تحديدا في 10 اكتوبر 1813 في مدينة ميلانو – ايطاليا، انتقل مع عائلته إلى مدينة بيكانزا - بيسوتو، وهناك تعلم الموسيقى في المكتبة الياسوعية و تعلم التلحين ، وعنمدا بلغ الـ 20 عاد إلى ميلانو اي عام 1832 وحاول أن يلتحق بمعهد موسيقي في مدينة ميلان ولكنَّه رُفض بسبب كبر سنه، كما أنه كان يفتقر للتدريب الأكاديمي الكافي، فدرس الموسيقى على شكل دروس خصوصية في ميلان كما واظب على حضور العروض المسرحية والاوبرالية، الف قداسا جنائزيا في عام 1874 ، وبدأ العمل كمؤلف الحان للعروض موسيقية، في عام 1930 اصبح عميدا لموسيقى المدينة بفضل احد المهتمين بالموسيقى "باريزي" حيث كان مدرسا لابنته وعلمها الموسيقى ثم تزوجها ولكنها توفيت عام 1940، الف اوبرا "تابوكو" وهي مسرحية من اربعة فصول والتي كانت سببا في شهرته، وتزوج من جيوسيبينا ستريبوني التي دعمته بكلِّ ما تستطيع في سبيل الوصول إلى حلمهِ، وفي بدايات عام 1901م أصيب جوزيبي فيردي بجلطة دماغية في مدينة ميلانو، توفِّي على إثرها بعد ستة أيام، وكان قد بلغ من العمر السابعة والثمانين، وكان وفاته في اليوم السابع والعشرين من يناير من عام 1901م، وقد حضر مراسم تشييعه عدد كبير من الموسيقيين الذي قدموا من مختلف المناطق الإيطالية.
حظي جوزيبي فيردي بشهرة عالمية كبيرة بسبب براعته في تأليف الألحان المؤثرة على المسرح، وهي الألحان التي تضج بالحياة والحب والحيوية، وهذه الألحان كانت أهم ما يميز أعمال جوزيبي فيردي الأوبرالية، وجدير بالذكر إن فيردي أخذ كثيرًا من الحبكات في أعمال الأوبرالية من بعض المسرحيات المشهور، خاصة مسرحيات فيكتور هوجو وفريدريش شيلر ووليم شكسبير، كما كتب فيردي مجموعة من الألحان الخاصة بالفنانين الذين اشتهروا في الغناء الفردي، وفيما بعد أصبحت جوقة فيردي الأوبرالية منتشرة ومعروفة في كلِّ أنحاء العالم، ولمع اسم جوزيبي فيردي على أنه الثائر الذي يكافح من أجل استقلال إيطاليا عن النمسا، فصار فيردي رمزًا للكفاح والاستقلال والحرية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، هذه الشهرة أدخلت فيردي في صراع ونزاع مع السلطات النمساوية التي كانت تعد أعماله الأوبرالية محرضة على الثورة وتعدها أعمالًا تشعل لهيب القومية عند الشعب الإيطالي، وتحديدا بعد أن أصبحت موسيقى أوبرا نابوشو وأوبرا اللومباردي التي ألفها جوزيبي فيردي شعارا رسميًا للحركة الوطنية في إيطاليا،
من اشهر مؤلفاته " لاترافيكا، وريغوليتو، تابوكو" ولكن الشهرة الاكبر في مصر والمنطقة العربية كانت من نصيب اوبرا عايدة والتي ألفها خصيصا لافتتاح قناة السويس في عهد الخديو اسماعيل.