جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:28 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أبو العلا السلاموني لـ «الديار»: المسرح حاليا ثرثرة لا طائل منها.. وإدارة مسارح الدولة بـ «الشللية» سبب تجاهل الكتاب الكبار

محمد أبو العلا السلاموني ومحررة الديار
محمد أبو العلا السلاموني ومحررة الديار

هادئ الطباع، متألق في طرح أفكاره، يملك رؤية ثاقبة واستشراق للمستقبل، ويُعد من أوائل المهمومين بمحاربة الأفكار المتطرفة والتصدي للإرهاب منذ زمن بعيد، ولم يتوقف عن الكتابة عنهم حتى الآن، وهو صاحب المسرحية الشهيرة "المليم بأربعة"، هو الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني.

عُرف عنه اهتماه بالكتابة في التاريخ والتراث والواقع المحيط منذ أن تخرج في كلية الآداب عام 1968، واحترف للكتابة المسرحية والتلفزيونية، ومن أعماله: اللص والكلاب، نسر الشرق، سنوات الحب، والملح، وغيرهم من الأعمال الكثيره التي التي كان لها من النجاح والتميز ماجعلها تحصد الكثير من التقدير.

ولما وجدناه من اهتمام القيادة السياسية بقضية بناء الوعي الحقيقي في مجال الفن؛ ولتعاظم دور المسرح في نمو الوعي والتصدي للأفكار الهدامة والمتطرفة ونشر ثقافة التعددية وقبول الآخر، كان لـ "الديار" هذا الحوار مع الكاتب محمد أبو العلا السلاموني أحد رواد الكتابة المسرحية، لإلقاء الضوء على أهمية المسرح في نشر الوعي والثقافة.

 * بالرغم من كثرة قنوات المسرح.. إلا أن دوره التوعوي في المجتمع غير ملموس، فما سبب ذلك؟

لا تعني كثرة القنوات الثقافية للمسرح وزيادة العروض والمهرجانات أن هناك ازدهارا في الحالة المسرحية؛ فهي كـ "غثاء السيل" زبد ورغاوي تطفو على السطح وتهبط وتنتهي إلى ما لا شيء، فالمسرح حاليا ضجة بلا طحين، وثرثرة لا طائل من ورائها لأنها لا تعبر عن قضايا التنمية ولا تتصدى للتطرف والإرهاب.

وتعبر حالة المسرح الآن عن الخواء والضحالة الثقافية والفنية؛ ولا عائد من ورائها ولا يتمخض عن أي تقدم أو تغير أو تجديد إلا النادر من بعض العروض التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فالمسرح حاليا في حالة "الموت" وما يثار حوله ليس سوى أصوات العزاء ودفن الموتى، وكم دعونا لإصلاح المسرح ولاحياة لمن تنادي.

 * هل يعني ذلك أن الإبداع المسرحي توقف بنهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين؟

الإبداع لا يمكن أن يتوقف لأنه سنة الحياة ولكن هناك معوقات تواجهه وتعطل مسيرته أحيانا؛ لذالك هو موجود في الظل بعيدا عن الأضواء وعن المؤسسات الرسمية، والمثال على ذلك أن النشاط الفني المسرحي في الجامعات والمدارس يفوق كثيرا الأعمال في مسرح الدولة.

وللأسف عدم الاهتمام والإهمال يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإحباط وضياع الفرص أمام المبدعين، كما هو الحال بالنسبة لجماعات الهواة وبعض المؤسسات الخاصة؛ فهذه الجماعات لديها إبداعات ممتازة لا تجد الضوء بالتشجيع أو الجوائز ولا يلقي عليها الإعلام الضوء.

 

* ما هي الأسباب وراء عدم الالتفات للوجوه الجديدة في الكتابة للمسرح؟

يعود عدم الاهتمامم بالمؤلفين والكتاب الجدد لعدم وضوح الرؤية لدى المسئولين عن المسرح وانشغالهم بأعمالهم الوظيفية البيروقراطية التي تجعلهم يتعاملون مع الفنان كـ "موظف" ولا يعنيهم ظهور فنانين أو كتاب جدد؛ ويتعاملون مع المسرح بنظرية المثل القائل: "اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش"، لذا يلجؤون إلى النصوص المستهلكة أو المترجمة ويعتمدون على الإعداد والاقتباس الذي يقوم به بعض المخرجين أصحاب "نظرية الشللية" وأصحاب المنفعة، وبالتالي لايعنيهم ظهور كاتب جديد.

لذلك يتجاهلون أعمال الكتاب الكبار المعاصرين في الوقت الذي يرفعون فيه شعار "مهرجان" دورة الكاتب المسرحي لدرجة أنهم يكرمون كاتبا مسرحيا واحد، ويكثرون من تكريم الممثلين أضعاف وكأنها دورة الممثل المسرحي وليس الكاتب؛ فضلا عن تجاهل نصوص الكتاب الكبار والجدد في عروض المهرجان، أليس تناقضا في الرؤية؟

* كيف ترى العلاقة بين الإعلام ومسرح الهواة ومسرح الدولة؟

للإعلام دورا مهما في تسليط الضوء سواء على مسرح الدولة أو مسرح الهواة، خصوصا مسرح الثقافة الجماهيرية أو مسرح المظاليم في القرى والنجوع والأقاليم، ويمكن أن يقوم بدورا هاما في المشروع القومي "حياة كريمة" حيث أن هذا المشروع يهتم  بالجانب الاقتصادي والتعليمي ويحتاج للجانب الثقافي والفني خصوصا المسرح؛ لذلك لابد من تسليط أضواء الإعلام على ضرورة وجود المسرح في كل قرية ونجع وليس من الضروري أن يكون مسرحا تقليديا، ولكن يمكن أن يكون في صورة قاعة أو فناء أو صالة، ما يمكن أن نسميه "المسرح المكشوف" حتى يستوعب أعداد غفيرة، وتقدم عليه الأعمال المسرحية التي تهدف لتدعيم نظرية "حياة كريمة".

 * ما هو السبب وراء انحصار جمهور المسرح؟

قضية انحسار الجمهور للمسرح يمكن علاجها بوجود نظام المسرح المكشوف كما أشرت خاصة في القرى والنجوع المحرومة من رؤية المسرح، بمعنى أن يذهب المسرح إلى الجمهور بدلا من أن يذهب الجمهور إلى المسرح على أن تقدم فيه أعمال تتناول قضايا اجتماعية وقومية بأسلوب المسرح الشعبي، وليس بأسلوب المسرح التجريبي؛ فضلا على الاهتمام بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل خصوصا في مرحلة التعليم الأساسي لخلق جيل يعتاد على الذهاب للمسرح منذ الصغر.

* كيف ترى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإنسان بعد أن كان المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة هي آليات التأثير وتكوين الوعي؟

يمكن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفنون المسرح لأنها أكثر الوسائل تأثيرا في الأجيال الصاعدة وأن تستخدمها استخداما إيجابيا للترويج من أجل نشر الوعي الذي أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرا لحماية النشء والمجتمع في مواجهة ظواهر الشائعات والتطرف والارهاب التي تقودها جماعات الشر.