محمد دياب لـ «الديار» سعيد بجوائز مهرجان فينسيا
حالة من التألق على المستوى العالمي يمر بها السيناريست والمخرج محمد دياب في السنوات الماضية وخصوصاً بعد فوز فيلمه أميرة بثلاثة جوائز في مهرجان فينسيا وقيامه بإخراج أحد مسلسلات مارفل الامريكية العالمية
_ ماشعورك مع عرض الفيلم في فينسيا وقسم أفاق؟
سعيد جداً لأشتراكي في مهرجان في فينيسيا وكانت تجربة مختلفة تماماً عن تجربة كان, وأطمح أن أذهب إلى برلين بفيلم جديد, وليس هذا فقط فكل مهرجان له طعمه وذوقة الخاص, فعندما تذهب بفيلم إلى مهرجانات مختلفة وترى الجمهور يتأثر بمشاهد معينة وتضحك في مشاهد معينة وتبكي في مشاهد معينة، فهذا يعطيك تجارب ويجعلك تدرس الأختلاف بين فئات الجمهور وأختلاف الأذواق حول العالم ويعطيك ثقافة أكبر.
_لماذا تحرص أن كل أفلامك بعد 678 تكون في مهرجانات كبرى؟
كنت حريص منذ أول عمل على الجودة العالية ومن أول يوم كنت أريد أن تكون أفلامي تُعرض في جميع المهرجانات حول العالم, فعرض الأفلام في المهرجانات يعطي فرصة للفيلم لكي يصل لأكبر جمهور ممكن, والجميع يسعى دائماً للصول لأكبر مهرجان ممكن لكي يعطيه أمكانية التميز عن الأفلام الأخرى ويلقي الضوء على الفيلم بشكل أكبر، فنحن نقوم بصناعة الأفلام لكي نعرض فكرة ونعرضها على المشاهد فالمهرجانات تكون فرصة عظيمة لأنتشار الفيلم، ولكن العائق يكون في صناعة فيلم يرتقي لمستوى المهرجانات الكبرى، ومن حسن حظي وتوفيقي أن أفلامي كانت تُقبل في أكبر مهرجانات في العالم وأصل إلى المستوى المنشود.
_هل أفادتك تجربة اشتباك في فهم دهاليز المهرجانات الكبرى وكيفية تقديم فيلمك لها؟
ليس أشتباك هو السبب وراء ذلك، فمن قبل فيلم إشتباك وأنا أسعى وراء الجودة, فكنت أشاهد الأفلام التي تذهب إلى المهرجانات وأنظر أليها بعين الناقد وأحلل الأفلام كي أعلم الجودة المطلوبة للوصول للمهرجانات، وعند ذلك يتطور الذوق في صناعة الفيلم وزيادة السعي وراء صناعة فيلم بمستوى الأفلام التي تتأهل للمهرجانات، وأشتباك كان نتجاح لمجهور كبير لمحاولة تطور ذوقي الخاص في العمل الفني وتقديم مستويات أعلى وأعلى، أتمنى أن تكون كل خطوة في أفلامي هي خطوة ناحية التطور والأرتقاء.
_678 حقق ايرادات كبيرة في أوروبي هل سيستطيع أميرة تحقيق هذا؟
السبب وراء تحقيق فيلم 678 لإيرادات عالية هو الذوق الغربي والأوروبي الذي ساعد في ذلك لأنه أحب تلك النوعية من الأفلام، وبالمقارنه بفيلم إشتباك فقد حقق إشتباك إيرادات أقل ولكن إشتباك كان نجاحه فنياً أكثر، وفي رأيي الخاص أن أقوم بصناعة فيلم ناجح فنياً على حساب فيلم يكون ناجح مادياً على حساب الفن الذي يقدمه، وعندما أقدم على فيلم لا أفكر أبداً في العائد المادي, وهذه حرية تعطيها تلك النوعية التي تختلف عن الأفلام التجارية التي تكون مبنية على العائد المادي للفيلم لكي تصنع فيلم يلية ويكون النجاح مقياسة الإيراد الذي حققة الفيلم، ولكني دائماً أفضل الفيلم الناجح فنياً.
_ هل هناك جزء ثاني منه فعلا؟
أفلامي الثلاثة التي قدمتها ليس لها جزء ثاني نهائياً ولا أفكر في هذا، فكل فيلم كان له نهاية ممتازة تناسب القصة والأحداث، وأريد أن أضيف أنني كنت محظوظاً بمشاركتي مع خالد دياب في كتابة فيلم إشتباك, وكنت محظوظ أيضا بكتابة فيلم أميرة أنا وخالد دياب وشيرين وبصراحه من جرب أن يكتب قصة فيلم مع أي شخص أخر وشعر بإرتياح من الصعب أن يعود لكتابة فيلم بمفردة ولدي شريكة جديد، وهي سارة جوهر, وهي زوجته ونقوم بكتابة أفلام باللغة الإنجليزية وسعيد لمشاركتها لي في الكتابة، وحالياً لم أعد أستطيع الكتابة بمفردي لأن تبادل الآراء والأفكار هو الذي يُنتج عمل متميز.
_ هل سيتم عرضه تجاريا في مصر؟ ومتى؟
ليس لدي معلومة حول ذلك وهذا يعتمد على الموزعين في مصر, وهذا يحدث لجميع الأفلام العالمية، فالموزيع في كل دولة تشترى الفيلم وتطرحه في دولته وتوزعه، فهناك أفلام نزلت على عدد كبير من النسخ مثل ما حدث في فيلم 678 الذي قمت بصناعته، أنا فقط دوري صناعة فيلم جيد بمستوى راقي وهذا هو الذي يجلب الموزعين فيما بعد.
_كيف إستطعت التعبير عن هموم الفلسطينيين رغم كونك مصري؟
كان تعبيري عن الفلسطنيين تحدي، مثل التحدي الماضي في فيلم 678 الذي عبرت فيه عن السيدات في قضية التحرش، فهذا التحدي يكمن في تمثيل موقف وتجربة لم أمر بها شخصياً، وما فعلته في 678 كان دراسة الظاهرة وسماعي لفتيات مرو بتلك التجربة وتسجيل الملاحظات على المشاعر التي مرو بها، وما حدث في أميرة كان نتيجه لمتابعتي الأحداث لأنني عربي ومتابع دائماً للقضية الفلسطينية من يوم ولادتي، ولكن عندما أردت التعبير عن مشاعر المواطن الفلسطيني كان يجب أن أتحدث لمواطن فلسطيني يشرح لي جميع جوانب الموضوع من وجهة نظر الشعب الفلسطيني لكي لا أغفل أي جانب من الجوانب التي يمرو بها، ومن حظي الجيد أن مثلي الآعلى هاني أبو أسعد المخرج العالمي، والمنتجه أميرة دياب الفلسطينيين وساعدوني على فهم التجربة الفلسطينية وساعدو كل من شاركو في الكتابة على فهم المجتمع الفلسطيني وأيضا ما ساعدني أن أتمكن من تقديم تجربة فلسطينية خالصة، أن طاقم عمل الفيلم كان فلسطيني بالكامل عدا مدير التصوير والمونتير، وهذا ما ساعدني على تقديم فيلم يمثل فلسطين.
_تالى أي مرحلة وصل مسلسلك مع مارفل؟
من شهر يناير وأنا متواجد في المجر لتصوير المسلسل، ويتبقى لدي أقل من شهر لأنتهاء تصوير كافة المشاهد، وبعدها ندخل في مرحلة المونتاج لمدة 6 شهور في لوس أنجلوس، وأنا سعيد جداً بالتجربة وتلك تجربة جديدة في مسيرتي وتجربة ضخمه، لقد كتبت العديد من أفلام الأكشن والكوميديا والرعب، ودمج كل هذا في عمل واحد بالأضافة إلى الدراما التي أتاحت لي مارفل أن أضيفها في الفيلم فكنت سعيد جداً بتلك التجربة، ومن الأشياء التي أفتخر بها أن هناك جزء للفيلم في مصر وذلك الجزء يختلف عن أي شئ قدم للغرب عن مصر وهي صورة مختلفة تماماً.
_ تصفيق مستمر لعشرة دقائق كما أول ما دار بذهنك؟
دائماً كمخرج أو فنان يكون بداخلك ثقة وتشكك في نفس الوقت, ومهما صنعت فيلم أصيل جداً، يجب أن يأتي شخص من خارج دائرة صناع الفيلم لكي يأكد لك أن احساسك صحيح وأن الجمهور شعر بما شعرت به، ففيلم أميرة يؤثر في شخصياً، ومشاعري متعلقة بالفيلم وشخصية أميرة، ولحظه أن الجمهور شعر بما شعرت به وصفقو لمدة 10 دقاق ولم أكن متوقع هذا على الأطلاق، فكانت تلك اللحظه التي أهانت على ما ممرت به من ضغوط وعمل متواصل لمدة أربع سنوات لم تذهب هباء، وتشعر أنك صادق فيما قدمت وأن أحساسك بما قدمته كان صادقاً ويكلل مجهودك.
_رحلتك مع السينما الآن تجاوزت 14 عاما كيف تراها؟
أرى رحلتي كانت مليئة بالمعته، وأرى أنني في بداية طريقي، وما زال هناك الكثير لتعلمه في المستقبل، وأسعى دائماً للتطوير وتقديم تجربة أفضل وعمل فني جديد أفضل من الذي مر, وأفضل شئ في الرحلة أن كل تجربة جعلتني أندمج في حياة أشخاص أخرى وتعلم حياة الناس وأسلوبهم، فتجاربي المختلفة في الأفلام جعلتني أتقبل الأخر وأشعر بمشاعر الأفراد وتغير التجربة الإنسانية, فكل فيلم له رسالة فنية وإنسانية مختلفة وكانت تلك من أكبر الفوائد التي أكتسبتها على مر الوقت.
_ وما جديدك؟
بعد مشروع مارفل سأتوقف قليلاً للتفكير فيما هو قادم وما سأقدمه للجمهور، فلدي مشاريع في أميركا ومشاريع في مصر، ودائماً ما أحاول أن أتعرف على ثقافات وعالم جديد، وأريد أن أقوم بعمل مشروع أصغر ما يمكن ويجب أن يكون عمل صادق ويعبر عن الجمهور والشعب المصري.