جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:15 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مؤسس أول بنك للكاريكاتير لـ ”الديار”: هدفى الحفاظ على الأعمال من التلف أو الضياع

الكاتب الساخر عماد جمعة
الكاتب الساخر عماد جمعة

ايمانًا منه بأن الفن يمسح عن الروح غبار الحياه اليومى، ويقينه بأن الإهمال يُنهى كل شىء جميلًا، ليصبح أحد وأهم داعم لفن الكاريكاتير، يتابع بشغف، ويبحث، ويرصد، ليخرج لنا بأفكار مبدعه وإيجابية، لذلك التقت جريدة "الديار" بالكاتب الساخر الكبير عماد جمعة، مؤسس أول بنك للكاريكاتير، ومدير الملتقى العربى لرواد الكاريكاتير، وكان هذا الحوار:-

س | مالذى أوحى لك بهذة الفكرة المبدعة، وما أهدافها؟

فكرة بنك الكاريكاتير تراودني منذ فترة طويلة وبطبيعتي لا أحب أن أعلن عن شيئا لا يزال مجرد فكرة أو حلم لأن كل الناس تفكر وتحلم لكن المهم هو تحقيق هذه الأحلام أو البدء في تحقيقها على أرض الواقع بحيث تصبح كيانا ماديا ملموسا حتى نتحدث عن حدث واقعي وليس حلما لا يزال في مخيلة صاحبه والفكرة تتمحور حول كيفية الحفاظ على تراثنا الكاريكاتيري أي أعمال الرواد الكبار القدامى ثم الأجيال المتعاقبة من المعاصرين خاصة أن هذا التراث معرض للتلف والضياع فكان همي كيفية جمع هذا التراث والحفاظ عليه من التلف أو الضياع وهذا هو الهدف الرئيسي أما الهدف الآخر هو تشجيع الفنانين على الحفاظ على الرسم على الورق أو القماش وما إلى ذلك بعد أن سيطر الكمبيوتر وأصبح الرسم الديجتال سيد الموقف وبعد فترة وجيزة لن تكون هناك أعمالا ورقية وستصبح من الماضي ولذلك علينا التحرك للحفاظ على هذا اللون الفني إلى جانب الرسم الديجتال وهذا ما أفعله سنويا في الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير حيث لا أعرض إلا الأصول الورقية الكاريكاتيرية وهى تصب في ذات الهدف.

س| ما هى الأهداف الرئيسية لبنك الكاريكاتير؟

الأسباب التي دعتني إلى ذلك هي وجود هذا التراث في بيوت الفنانين والجمعيات الفنية والمنتديات والتجمعات والنوادي القليل منها معلق للعرض والكثير منها محفوظ بطريقة خاطئة إما فوق الدواليب أو تحت السراير أو في المطابخ أو داخل الأدراج مما يعرضه للرطوبة وتجمع الحشرات مثل العته أو الفئران والعرس أو السوس وهذه جميعها سوف تقضي على هذه الأعمال التراثية مع الوقت، وقد تآكلت كثير من الأعمال بالفعل ومنها أعمال لفنانينا الكبار أمثال صلاح جاهين وزهدي العدوي ومحمد عبد المنعم رخا وأحمد طوغان وغيرهم وهي تعد بالآلاف فمن المسئول عن ضياع هذا التراث الذي امتدت إليه يد الإهمال وسوء الإدارة وللأسف هذا يحدث تحت سمع وبصر كثير من الرسامين والسبب كما يقولون ضعف الإمكانيات فهل نحاكم الحشرات أم نقف مكتوفي الأيدي ليستمر نزيف اللوحات النادرة ويتم إهدار تاريخنا لأن هذه اللوحات أيضا تسجل برسومها أحداثا تاريخية، واقتصادية، وسياسية وقعت منذ عشرات السنين.

س| هل هذا المشروع يستهدف رواد الكاريكاتير فقط أم جميع فنانى الكاريكاتير؟

من حق كل فنان مصري أو عربي أن تحفظ أعماله في خزينة داخل البنك، وذلك وفق اتفاق قانوني ملزم للطرفين بحيث يتم عرض هذه الأعمال لزوار المتحف العربي للكاريكاتير جنبا إلى جنب اللوحات المعلقة لروادنا الكبار وهي نادرة لأحقق بذلك حلم أساتذتي عمنا عبد المنعم رخا وعم زهدى العدوى وأستاذنا أحد طوغان وعمنا الفنان الكبير جمعة فرحات وكل فنان كان يحلم بذلك

س| هل بنك الكاريكاتير مرتبط بوجود متحف ايضًا؟

بداية لا نغفل أن فناننا الكبير محمد عبلة كانت له الريادة والسبق في تأسيس متحف الكاريكاتير بالفيوم في قرية تونس منذ أكثر من عشر سنوات ويضم أعمالا نادرة للرواد في مصر، ويديره حاليا نجله الفنان إبراهيم عبلة وهو يشهد تطويرا من آن لآخر وأرى أن كل منا يكمل الآخر ويعمل بأسلوبه وطريقته التي تخدم فن الكاريكاتير في النهاية فهذا البنك يعد أحد أجنحة المتحف العربي للكاريكاتير وهو أيضا أعمل على تأسيسه منذ سنوات وقطعنا شوطا كبيرا في ذلك وهو متحف مصري التأسيس لكن يغطي كل المنطقة العربية إلى جانب أعمال الفنانين العرب خارج حدود الوطن العربي ومن المتوقع إن شاء الله افتتاحه مطلع العام المقبل.

س| هل هناك دعم من جهات محددة لمشروعى البنك والمتحف؟

مشروعي البنك والمتحف هما من ضمن المشاريع الكاريكاتيرية التي أعمل عليها منذ سنوات وهى مستمرة رغم الصعوبات التي نواجهها ومنها مشروع الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير والذي صدر منها الجزء الأول تحت اسم رسامو الكاريكاتير في دولة الكويت وباقي الأجزاء تحت الطبع وكذلك سعيت لتأسيس الاتحاد العربي، أو الجمعية العربية لفنون الكاريكاتير منذ سنوات وقد أوشك هذا الحلم على التحقق ليكون هناك كيانا عربيا شرعيا يضم كل رسامى الكاريكاتير في الوطن العربي، وقد واجهت صعوبات كثيرة قانونية ومالية وإدارية لكن بفضل الله ثم الإرادة، والصبر تم حلها وبتنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الحلم الكبير ومن مشاريعي الكاريكاتيرية أيضا تنظيم الملتقيات العربية للكاريكاتير وأقمت حتى الآن أربع دورات من الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير، وقمت بتكريم نخبة من روادنا الكبار الذين عاشوا لسنوات طويلة لا يهتم بهم أحد، وهى تقام جنبا إلى جنب مع مشروعي البنك والمتحف العربي لأننا نعمل وفق خطط منهجية ودراسات متأنية ومناقشات مع عدد من الزملاء المخلصين ونعد لأي مشروع إعدادا جيدا، ونرصد له الميزانيات، والدراسات الخاصة به قبل الإعلان عنه وكلي أمل أن تتضافر جهود الأصدقاء من الرسامين سواء في مصر أو الوطن العربي لمد يد العون والمشاركة في هذا الحدث الكبير بمشيئة الله.

س| هل تم تفعيل مشروع بنك الكاريكاتير، أم مازالت فكرة؟

بدأنا بالفعل تفعيل فكرة بنك الكاريكاتير بعد استلام الوحدات التخزينية في مقر المتحف وأعلنت على صفحتي بالفيس بوك وعبر إذاعة صوت العرب عن بدء استقبال أعمال الفنانين المصريين والعرب من كل أنحاء الوطن العربي وحتى الفنانين المقيمين خارج حدود العالم العربي من يرغبون في المشاركة فالمجال مفتوح فأرجو أن يشارك الجميع لكي يكتمل النجاح ولا توجد شروط للمشاركة سوى أن تكون الأعمال أصلية وليست ديجتال أو منسوخة ذات مستوى جيد يليق بعرضها في المتحف إلى جانب كبار الرواد لأنها ستمثل الفنان وتحمل توقيعه وفي حال رغبة بعض الفنانين عرض جانب من أعمالهم للبيع في القاعة المتحفية المخصصة للبيع فقط كمعرض دائم أرجو تحديد هذه الأعمال وأسعارها وأتمنى عدم المغالاة في الأسعار لأننا نفتح سوقا جديدا لبيع الكاريكاتير والمساهمة في انتشاره لكن هذا القرار يعود لكل فنان وسنلتزم بالسعر الذي حدده الفنان لكل لوحة وسيقوم المتحف بعمل براويز للوحات التي يتم عرضها متحفيا ووضع باقي اللوحات في خزينة البنك.

س| هل واجهت فكرة البنك اى تحديات او إنتقاضات؟

بالعكس تم استقبال الفكرة بكثير من الترحيب واعتبرها البعض فكرة عبقرية غير مسبوقة وكانت تعليقات الكثير من الفنانين العرب على صفحتي على الفيس بوك أكثر من رائعة مما يعتبر نجاحا كبيرا للمشروع قبل بدايته والتعليقات تجاوزت المئات لمن يرغب في متابعتها.

س| ماهى خطوات المشاركة فى بنك الكاريكاتير؟

يتم إرسال الأعمال على العنوان التالي الجيزة - العمرانية الشرقية - 2 شارع سعد رجب من شارع سيدي عمار أمام محطة مترو ساقية مكي برج عباد الرحمن بالبريد السريع المسجل لضمان استلامه والتوقيع عليه وذلك بالنسبة لمن هم خارج حدود القاهرة الكبرى أي من محافظات مصر المختلفة أو الدول العربية وعند الاستلام سيتم توقيع الأوراق الرسمية التي تفيد بالاستلام وإرسالها للفنانين وهو المقر الحالي لاستلام الأعمال أما مقر المتحف فهو يقع في شارع ترعة الزمر متفرع من شارع الهرم أمام مستشفى الصدر.