«الديار» تحاور مفتي الجمهورية حول قتل الزوجات والتجنيد الإلكتروني وضبط الفتوى
أمانة الإفتاء العالمية أول كيان للتجمع الإفتائي يواجه التطرف ويمثل أكثر من 60 دولة
الله لم يأذن بأن يؤذى إنسان آخر.. وارتفاع نسب الطلاق لـ40% مزعج
كان لزامًا علينا مواكبة العصر وكافة الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل إيصال رسالتنا إلى الناس كافة
التجنيد الإليكتروني أحد تحديات العصر.. ونحصن الشباب من الوقوع في براثن التطرف
دورات تأهيل المقبلين على الزواج تدعم تكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة
إعادة هيكلة فكر المسلم المتلقي عبر الفضائيات يسهم في ضبط الفتوى
تعقد دار الإفتاء المصرية مطلع شهر أغسطس المقبل مؤتمرها الدولي السادس من خلال أمانتها العامة لدور وهيئات الإفتاء حول العالم تلك المنصة التي أنشأتها الدار تحت قيادة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية بهدف توحيد الفتوى في أرجاء العالم الإسلامي وتضم بين أرجائها العديد من الدول في مختلف القارات وذلك في إطار النجاحات التي حققتها الإفتاء بعالميتها واعتمادها كمرجعية للفتوى بالبرلمان الأوروبي، ومن خلال حديثنا مع المفتي أكد على مضي الدار في الإستفادة من عصر الرقمنة والتكنولوجيا في الوصول إلى قاعدة جماهيرية كبيرة في أرجاء العالم محاصرة ومحاربة ومكافحة للفكر الظلامي والفتوى الشاذة والجامدة التي أدت إلى تنامي ظاهرة "الإسلام فوبيا" والاستعداء الغربي تجاه المسلمين.
ولفت "علام" إلى أن الدار ماضية من خلال منصاتها المختلفة في الإفادة مما أتاحه الفضاء الإلكتروني من تواصل وانفتاح مع الآخر باعتباره وسيلة عابرة للقارات، إلى جانب قيامها بردع المتطرفين من خلال تواجدها في الفضاء الإلكترونية ومحاولة تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف.. وإلى نص الحوار؛؛
في البداية.. حدثنا عن مؤتمر الأمانة العامة السادس من نوعه؟
اختارت الدار من خلال الأمانة العامة عقد مؤتمرها عن العام الجاري تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمى.. تحديات التطوير وآليات التعاون» يومي الثاني والثالث من أغسطس المقبل، والذي يحضره وفود أكثر من 85 دولة حول العالم يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، على مستوى العالم، بهدف زيادة الوعى بأهمية الرقمنة، وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا لإدخالها في عصر الرقمنة، وكذلك دعم التقنيات الرقمية القائمة في المؤسسات الإفتائية ونشرها بين أعضاء الأمانة، كذلك مناقشة كيفية تفعيل الإفتاء الجماعى في المؤسسات الإفتائية في مواجهة الجوائح وعبور الأزمات.
كذلك نقوم من أجل وضع تصور دقيق لما يعوق التعاون والتكامل بين مؤسسات الإفتاء، وتبنى آليات لنشر ثقافة الإفتاء والاستفتاء الرقمى على مستويات شتى، والخروج بمبادرات عاجلة لتفعيل التعاون بين المؤسسات الإفتائية المختلفة، حيث سيشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التي تثرى الحقل الإفتائى في الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار والأمانة العامة لدور الإفتاء ما هو منتظر منهما في المستقبل من خطط طموح ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة، ويعزز مسيرة العمل الوطنى، فضلًا عن عرض مجموعة من الأبحاث المواكبة لمقتضيات العمل الدينى.
كثرت في الآونة الأخيرة حالات قتل وتعدٍ بين الأزواج سواء من قبل الزوج أو من قبل الزوجة فكيف يمكن مواجهة هذا الأمر؟
الزواج في حقيقته آية من آيات الله وعلاقة امتزاج روحي وجسدي، يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما النساء شقائق الرجال»، وقد أوصانا الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها سواءً أكانت أمًّا، أو أُختًا، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر فى الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، قال تعالى: «أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى».
وإن شح عليها الزوج فى النفقة أباح لها الشرع أن تأخذ من ماله ما يكفيها وأبناءها، كما ورد فى حديث عائشة فى قصة سؤال هند بنت عتبة للنبى صلى الله عليه وسلم فى حقها أن تأخذ من مال أبى سفيان– وكان شحيحاً– فقال لها: خذى من ماله ما يكفيك ويكفى بنيك، وقال تعالى فى العشرة الحسنة: «و عاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً» و قال أيضاً: «ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن، وجميعها مفاتيح لادخال السعادة على قلوب النساء بما لا يخل بقوامة الرجل.
والزوج إذا أجاد لغة الحوار والملاطفة بينه وبين زوجته فكثير من المشكلات الأسرية ستحل، وقد نهانا الله تعالى عن نسيان الفضل والعشرة الطيبة وأن يكون لأهل الإصلاح والتوفيق دور في تقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين الزوجين من أجل إنقاذ السفينة.
والرجل إذا ضرب زوجته فهو هنا ارتكب جريمة من الجرائم، كما أن المرأة إذا ضربت زوجها تكون قد ارتكبت جريمة فما بالنا بالقتل، فالله لم يأذن بأن يؤذى إنسان آخر.
ماذا عن مواجهة ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق؟
الطلاق في مصر ارتفع في الخمسين سنة الماضية من 6% إلى 40% حسب الإحصاءات الرسمية، وهذه النسبة داخل فيها أحكام القضاء في مسائل الطلاق؛ وهي نسبة خطيرة ومزعجة تحتم علينا وضع حلول لها والبحث في أسباب وقوعها. فهناك رعونة من الأزواج في إيقاع الطلاق تحت أسباب تافهة، وأغلب قضايا الطلاق تندرج تحت أسباب عدم وعي الأزواج، وعدم فهم حقوق الأزواج وخلل في الثقافة الزوجية، مشدداً على اعتناء وحرص دار الإفتاء الشديد جداً بالفتوى في قضايا الطلاق.
وإداركًا لخطورة هذه الظاهرة أنشئت وحدة الإرشاد الأسري لحماية الأسرة المصرية والحفاظ على ترابطها، وتعتمد وحدة الإرشاد الأسري في سبيل تحقيق أهدافها المنوطة بها على مجموعة من الخبرات والكفاءات المختلفة التي تشمل الجانب الشرعي، والنفسي، والاجتماعي، والمهاري؛ لتستوعب بذلك التنوع كافة جوانب العلاقة الأسرية وما يحيط بها من مشكلات تحتاج إلى تحليل علمي دقيق لفهم الأسباب والدوافع والوصول إلى العلاج المناسب.
وعقد كذلك دورات لتأهيل المقبلين على الزواج، لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، لكون الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية، وذلك لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كل من طرفي العلاقة، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك.
عملية ضبط الفتوى ومواجهة الدخلاء عليها واحدة من الأزمات التي تؤرق الدولة والمؤسسة الدينية.. فكيف يمكن ضبطها؟
جزء كبير من فوضى الفتاوى سببها أن الذين تصدروا المشهد للفتوى ليسوا من أهل الفتوى وغير مؤهلين علمياً أو تدربوا تدريباً حقيقياً يؤهلهم لتصدر المشهد، فمن يقوم على الإفتاء ينحصر دوره في بيان الحكم الشرعي فقط، ويخبر عما استنبطه من أدلة المشرع.
وخطورة الفوضى في الفتاوى الفضائية من أهمية الإفتاء فى الأصل ذلك الإفتاء مسئولية عظيمة، وأمانة ثقيلة، كما أنه منصب جليل ووظيفة شريفة، وأثره في إصلاح الأفراد والمجتمعات ظاهر، والحاجة إليه من أمس الحاجات، بل تبلغ من الضرورات، فليس كل الناس بل ولا أكثرهم يحسن النظر فى الأدلة ويعلم حكم الله فيما يعرض له من مسائل ومشكلات.
ولحل هذه المعضلة وضبط الفتاوى لا بد من إعادة هيكلة فكر المسلم المتلقي عبر الفضائيات وذلك عن طريق برامج توعوية تساهم بشكل كبير في بلورة فكر يملك استعدادات لتلقى كل شئ بشكل واع مع دقة فى معالجة كل المعلومات التي يستقبلها من البرامج الفضائية على أن يشرف على تلك البرامج أهل الاختصاص، إلزام الإعلام الرجوع إلى أهل الاختصاص ممن لهم أهلية في إصدار الفتوى، أن يمنع إصدار أي فتوى من الفتاوى العامة والتي تتناول قضايا مهمة في الرأي العام بشكل فردى بل تصدر مثل هذه الفتاوى بصفة جماعية مفتين معتمدون.
ماذا عن آلياتكم في إعداد المفتي؟
الفتوى صنعة وحرفة، ولا بد من التدريب عليها وإتقانها وفق المنهج الأزهري الصحيح، لذا فإن الدار حرصت على تأهيل المفتين من خلال مركزاً للتدريب على الفتوى ومهاراتها، وإعداد الكوادر الإفتائية الناضجة والواعية بشؤون الدين والدنيا.
وقامت أيضاً من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعقد مؤتمر دولي حول: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد في الخارج"، وكان نتاج هذا المؤتمر تدريب عدد كبير من أئمة المساجد في الغرب، خاصة بريطانيا، وكذلك أئمة أفريقيا، خاصة من البلدان التي ظهرت فيها الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام ومثيلاتها.
وكيف ترون الأمانة العامة لهيئات الإفتاء اليوم ونحن على مشارف الاحتفاء بذكرى تأسيسها في أكتوبر المقبل؟
حظيت دار الإفتاء المصرية بشرف تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ومقرها مصر، تلك الأمانة التي تقوم بالتنسيق بين دُور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم، بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، وزيادة فاعليتها في مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية، وتعد أول كيان للتجمع الإفتائي فى العالم، يمثل أكثر من 60 دولة في العالم، ويعد "الهدف الرئيسي من أول تجمع عالمي لدور الإفتاء هو محاربة الإرهاب والتصدي للتطرف الذي يستند لأقاويل واهية لا سند، ولا دليل شرعي عليها في الدين الإسلامي، وإن تلك الخطوة تُعد بمثابة خاصة بعد ظهور كيانات سياسية تدعي مرجعية زائفة للفتوى، من شأنها التضليل والتدليس وتبرير أعمال العنف والتطرف، وإحداث حالة من الفوضى في الفتاوى تنعكس على أمن المجتمعات واستقرارها.
كما يهدف هذا التجمع الإفتائي إلى ترسيخ منهج الوسطية في الفتوى، وتبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، وتقديم الاستشارات العلمية والعملية لدُور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي، وتقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة.
للدار تجربة عالمية رائدة أسفرت عن اعتمادها كمرجع إفتائي وسطي لدى أوروبا، فهل أطلعتنا على تلك التجربة؟
كان لدار الإفتاء، خلال السنوات الماضية، حضور لافت فى المحافل الدولية؛ يأتي في مقدمتها الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومنتدى دافوس العالمي والمفوضية الأوروبية واليونيسكو والبرلمان الدولي للأديان ومراكز الأبحاث الدولية، وتم اعتماد دار الإفتاء كمرجعية للبرلمان الأوروبي فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائي رصين يلبى متطلبات المسلمين فى دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لظاهرة الإسلام وفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك، ولم تألو جهدًا في مساعدة أوروبا ودول العالم في بلورة خطاب إفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك، حيث تم الاتفاق على إمداد البرلمان الأوروبي بـألف فتوى مترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية أعدتها دار الإفتاء المصرية، تراعي الوضعية الخاصة لمسلمي أوروبا وقوانينها، كونها أعدت رداً على استفسارات أوروبية المصدر بالأساس، وكذلك ترجمة التقارير الصادرة عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، والتي تفند دعاوي الجماعات الإرهابية وتدحضها بمنهج علمي، كما تم التباحث حول إمكانية تدريب وإعداد عدد من الأئمة الأوروبيين في مجال التصدي للفتاوى المتشددة، الأمر الذي ساهم في اعتماد الدار كمرجعية دينية لدى الاتحاد الأوروبي.
ماذا عن ظاهرة الإسلام فوبيا واستعداء الغرب للمسلمين التي أشرتم لها قبل قليل؟
مما لا شك فيه أننا كمسلمين أصبحنا نعاني حالة استعداء وتشويه غير عادية ضد الإسلام وانتشار لظاهرة الإسلاموفوبيا نظرًا لما تتبناه وسائل إعلام غربية موجهة وكذلك أحزاب يمينية متطرف، وحالة الاستعداء من الغرب لم تبدأ هذه الأيام فحسب، ولكن بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وما أعقبها من أحداث إرهابية في الشرق والغرب.
ومن أهم أسباب هذه الحالة وكذلك انتشار الإسلام وفوبيا نشاط المراكز الإسلامية المتطرفة، وخاصة في أوربا، حيث سيطر على تحركاتها وتوجهاتها عاملا المال والسياسة، ودخول بعض الدول على خط إقامة تلك المراكز، ودعم وتمويل المساجد في أوربا ؛ ومن ثم أصبحت تلك المراكز حاضنة لتفريخ الإرهاب في الغرب.
وهل تلك الظاهرة في تنامي؟
بالفعل.. ظاهرة الإسلاموفوبيا تنامت بشكل كبير في ظل الخوف الغربي من التطرف، وأصبحت هاتين الظاهرتين تغذي إحداهما الأخرى في دائرة جهنمية مفرغة يعاني المسلمون والعالم من آثارها، فضلًا عن أن ملف الإسلام في الغرب، سواء فيما يخص المهاجرين أو المسلمين المنتمين إلى تلك الدول الغربية، من الملفات التي خضعت كثيرًا لسيطرة الفكر المتطرف، ويجري تغذيتها بالأفكار المتطرفة التي أوجدت حالة من العداء والكراهية والانعزال الحقيقي والشعوري بين المسلم وبين هذه المجتمعات.
كيف يمكن مواجهتها برأيك؟
مواجهة موجة العداء والإسلام وفوبيا والإساءة إلى النبي وغيرها من الأمور التي يتعرض لها المسلمون في الغرب يمكن أن نؤصل له من خلال محورين أساسيين؛
أولهما: الاستنكار لمثل هذه الأفعال والرفض التام لها، وكان هذا على مستوى المؤسسات الدينية ومن بينها دار الإفتاء التي اتخذت موقفًا واضحًا، فأنشأت مرصداً تحت اسم الإسلام وفوبيا، لرصد حركة الكراهية التي تقع ضد الإسلام في أنحاء العالم، وذلك في عام 2015، ويختص برصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
وثانيهما: دعوة القادة الدينيين والسياسيين في الغرب، إلى إيجاد أرضية مشتركة لحوار متكافئ، بهدف الوصول إلى نقطة ضوء تنكسر عليها تلك الظاهرة، وخطابات الكراهية، فالحوار هو السبيل لحلول لهذه القضايا العالقة، وعلى المسلمين في الغرب كذلك أن يظهروا الإسلام بصورة حضارية تنبئ عن حقيقة الدين، ولا تستخدم لأغراض أخرى. فضلاً عن الاندماج الإيجابي الفعال الذي يُظهر صورة المسلم الحقيقية التي ترفض الانعزال.
لاحظنا مؤخراً تفاعل كبير من الدار على مواقع التواصل الاجتماعي على تنوعها فلماذا كل هذا القدر من التفاعل؟ وما أهميته؟
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أفضل الطرق للتواصل مع الناس دون حدود مكانية فهي عابرة للقارات وأسرع في التواصل وإيصال المعلومة، فضلًا عن الوسائل والطرق الكثيرة التي تتضمنها وتعين على ذلك مثل إمكانية البث المباشر أو عرض مقاطع صوتية أو مرئية، وكذلك التفاعل المباشر مع المتابعين ومعرفة ردود أفعالهم واستفساراتهم. لذا كان لزامًا علينا مواكبة العصر وكافة الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل إيصال رسالة الدار إلى الناس في كافة أنحاء الأرض.
كما أن الجماعات الإرهابية تعتمد بشكل كبير على تلك المواقع في جذبها للشباب، فكان من المهم أن يكون لدار الإفتاء دور في ردع هؤلاء المتطرفين بتواجدها في الفضاء الإلكترونية ومحاولة تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب.