عضو المكتب السياسي لتيار المردة اللبناني لـ«الديار»: الشعب اللبناني يعانى بعد إخفاق الوعود الرئاسية
» الكل يتحمل المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع في لبنان
» تشكيل الحكومة محصور بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية دون تدخل أطراف أخرى
» لو إرتكزنا إلى الدستور لكنا وفرنا على الشعب اللبناني الطائفية
» تحالف تيار «المردة» مع «حزب الله» متين وليس سياسيا فقط
» مصر تتصدر المشهد العربي وحلم كل عربي أن تستعيد مصر دورها الريادي
» أى مبادرة من مصر تلقى صدى إيجابياً في كل الدول العربية وبالأخص لبنان
«دعونا من المناكفات والمهاترات الطائفية، فالشعب اللبناني يعاني بما لايليق به من فقر وقهر وانعدام أبسط مقومات الحياة»، هكذا بدأت فيرا يمين عضو المكتب السياسي لتيار المردة اللبناني حديثها خلال حوارها الخاص مع «الديار» والتي أكدت فيه أن تيار المردة مع ضرورة سرعة تشكيل حكومة لبنانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأوضحت «فيرا يمين» أن الوجهة السياسية المتوقعة لإنطلاق رئيس لبنان منها لسدة الحكم هي «تيار المردة» متمثلة في سليمان فرنجية، لافتة إلى حظوظه القوية نتيجة الوضعين الإقليمي والدولي والدعم الداخلي من التحالفات السياسية الأخرى.
حول الانتخابات الرئاسية وأزمة تشكيل الحكومة وحظوظ تيار المردة وحلفائه ومرشحيه، والوضع السياسي للبنان، كان هذا الحوار...
- ما موقف تيار المردة من أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية؟
-- من الطبيعي أن يكون «تيارالمردة» مع تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد والغد قبل بعده وفق الآلية الدستورية بمعزل عن المناكفات والحديث عن نصيب الطائفية والمذهبية، خاصة وأن الشعب اللبناني يعاني بما لايليق به من فقر وقهر وإنعدام أبسط مقومات الحياة بما فيها حبّة الدواء، لذا ندعو الرئيسين المعنيين بتشكيل الحكومة إلى تخطي كل الأمو والمسارعة إلى تشكيل حكومة بما يعطي الشعب بصيص من الأمل.
- في نظركم ماهي الأسباب التي تكمن الكامنة وراء التعثر في تشكيل الحكومة؟ وهل يرجع ذلك لأسباب سياسية داخلية بلبنان فقط، أم أن الأوضاع الإقليمية بالمنطقة ترخي بظلالها على الأزمة؟
-- لم يكن لبنان يوما بمعزل عن الأوضاع الإقليمية أو الدولية، ولكن المنطقة يظهر فيها شكل من أشكال التسوية بما يفرض على لبنان أن يتلقّف هذه المرحلة إيجابيا ويعمد إلى ترتيب بيته الداخلي، بمعنى أنه لا يجب التحجج بالأسباب الخارجية، لأنها في الحقيقة أسباب داخلية مع ضرورة انتفاء لغة الحوار وقبول الآخر.
- برأيكم إلى أي مدى يتحمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وجبران بسيل زعيم التيار الوطني الحر المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في لبنان؟
-- لا يمكن تحميل المسؤولية كاملة لطرف أو لإثنين الكل يتحّمل المسؤولية حسب موقعه وإمكانياته وقدراته، وقد يكون المسارعة التي تشبه التسّرع في بعض الأحيان إلى عقد الإتفاقيات الثنائية سببا فيما آلت إليه الأمور حين الإنقلاب على الإتفاق أو محاولة غلبة فريق على آخر لأن المطلوب توافقا وطنيا وليس اتفاقيات لصالح الأشخاص وعلى حساب الوطن، أما موضوع الحكومة، فيجب أن يكون حصرا بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وليس شخصا أو طرفا آخرا يحاول القفز فوق الدستور ويحصر المفاوضات أو التسميات بشخصه أو بتياره.
- هل من مبادرات أو تعاون بين «تيار المردة» وباقي التيارات السياسية والحزبية في لبنان من أجل تشكيل الحكومة اللبنانية؟
-- «تيار المردة» هو أحد أهم الأدوات التي تساهم في تعزيز لغة الحوار والتي من شأنها التخفيف من حدة المواقف المسبقة أو الخالفات، ولكن لو كنا ارتكزنا إلى الدستور لكنا وفرنا على شعبنا كل هذه الخالفات التي أدت إلى زيادة تطييف الخطابات وتخفيض الكلام الوطني.
- ما هو تقيمكم لعهد الرئيس ميشيل عون؟
-- كنا نتمنى لو أن هذا العهد استطاع أن يترجم بعض ما وعد به لكنه رفع سقف الوعود وعدم ترجمة أي منها ما أدى إلى زيادة حالة الإحباط السياسي وتفاقم الوضع سوءا.
- إذا ما قررتم فى «المردة» ترشيح سليمان فرنجية للإستحقاق الرئاسى هل تتوقعون دعما من حزب الله؟ وما هى مدى قوة هذا التحالف اليوم برأيك؟
-- لنبدأ الإجابة من آخر السؤال، إن التحالف مع «حزب الله» هو تحالف متين وليس مرتبطا بمفصل انتخابي أو سياسّي أما من ناحية موضوع رئاسة الجمهورية، فالمعروف في لبنان أن الظروف هي التي ترسم صورة الرئيس، وفي اعتقادي أن الأمور متجهة لرئيس الجمهورية من محورنا لذا، فإن حظوظ فرنجية قوية نتيجة الوضعين الدولي والإقليمي والوضع الداخلي مع الحلفاء ومرونته التي تقنع إلى حد ما ما بعض الخصوم.
- صرحتي مؤخرا «نحن ذاهبون في لبنان إلى الهلاك والفناء تحت العناوين المذهبية والطائفية».. فهل برأيك أن جوهر الأزمة اللبنانية طائفى، وهل لبنان يعانى أزمة حكم أم أزمة هوية؟
-- معاناة لبنان أكبر بكثير مما يعانيه من غياب الدولة نفسها وفي ظّل هذا الغياب نكون معّرضين لشتّى أنواع الانهيارات من ضمنها الطائفية والمذهبية.
ونشهد اليوم استعادة لكثير من هذه الخطابات التي من شأنها زيادة الأمور سوءا لأن الطائفية نقيض الوطنية، فأي بلد لايحدد هويته يفتح الباب أمام كل فصيل سياسي أن يتصرف على هواه، فالهوية تكّرس أيضا فعل الانتماء للوطن والأرض، ونحمد الرب أننا كتيار المرده مرتاحون مع قناعتنا ومع تحديدنا لهّويتنا العربية.
- وهل تخشى فيرا يمين ويساورها شك أو خوف من دخول لبنان في حرب طائفية جديدة؟
-- كل الإحتمالات واردة ولكن كل حرب لكي تقع يلزمها طرفان وأعتقد أن هناك والحمد لله أطرافا ضنينة على السلم وعلى تجنّب أي احتكاك طائفي أو مذهبي، وأعني بذلك المقاومة التي انتصرت في حربها على العدو الصهيوني وعلى الإرهاب وقدّمت الإنتصار لكّل لبنان بما في ذلك أيضا تلاحمها مع الجيش اللبناني.
- ماذا عن الأزمة الإقتصادية بلبنان؟ وهل تعتبرونها وليدة أزمة سياسية أم نتاج تراكمات تحالف الطبقة السياسية مع رجال المال منذ انتهاء الحرب الأهلية؟
-- معلوم أنه لا يمكن الفصل بين السياسة والإقتصاد بل إنه في معظم الأحيان فإن يظلل الإقتصاد السياسة وهذا واقع دولي، وما نشهده من انهيار اليوم هو نتيجة سياسات اقتصادية غير موفّقة بالتوازن مع سوء إدارة في الدولة وهدر في كل المرافق العامة إضافة إلى واقع اقتصادي غير مطمئن في كل المنطقة.