د.محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ«الديار»: ما يحدث فى فرنسا مختلف تمامًا عن الثورات العربية 2011.. والمصالح المصرية أهم
استعادة فعالية المجتمع الدولى حتمية من أجل تنمية وسلام الشعوب
السياسات الترامبية تخدم المواطن الأمريكى ولا تهتم بالرأى العام الدولى
علينا إدراك حجم التغيرات بالخريطة الدولية والإقليمية .. والمؤثرة بطبيعتها فى العلاقات الدولية
تراجعت مؤخرًا فعالية المجتمع الدولى، ولم يعد قادرًا على القيام بمهامه المنوط به إنجازها، وربما تجلى ذلك واضحًا إزاء عجزه عن التعامل مع العديد من القضايا سواء الإقليمية أو الدولية، بل والوصول إلى حلول أو على الأقل وضع تسويات سلمية لها، ولعل هذا ما دفع الرئيس "السيسى" وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- سبتمبر الماضى- إلى تأكيد ضرورة استعادة فعالية المجتمع الدولى، حينما شدد على ضرورة الأخذ بعدة مبادئها اعتبرت حتمية إذا أردنا مواجهة حقيقية، فى المقدمة منها محاربة النزعات الطائفية والولاءات المذهبية، إلى جانب الالتزام بالحلول السلمية لتسوية النزاعات، والأهم تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من أجل عالم أكثر استقرارًا.
توجهنا إلى د.محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، للحديث معه عن هذه القضية الجوهرية ومخاطر تداعياتها، ومنها تطرق النقاش إلى أبرز المشاهد والمتصدرة الساحة الدولية، ولعل أزمة خاشقجى، وما يحدث فى فرنسا، والأهم تأثير السياسات الترامبية على الخريطة الدولية، اعتبرت صلب الحوار.
حيث علق "كمال" مؤكدًا على التراجع الواضح، ضاربًا المثل بالسلوك الأمريكى وانسحاباته المتتالية من العديد من المنظمات والاتفاقيات، فى تعدِ واضح على المجتمع الدولى ودوره، مشيرًا إلى خطورة تداعيات التراجع، إذا ما سعت الدول ولاسيما الكبرى إلى صيغة توافقية من شأنها تحقيق أهداف المجتمع الدولى وأهمها تنمية وسلام الشعوب، منوهًا إلى تغير الخريطة الدولية والإقليمية أيضًا، وأنه علينا إدراك ومراعاة هذه التغيرات، واختتم مؤكدًا إعلاء المصالح المصرية إزاء كافة العلاقات الدولية، وكان لنا معه هذا الحوار...
- مبدئيًا نود معرفة هل تراجع دور المجتمع الدولى؟
-- بالتأكيد تراجع دور المنظمات الدولية، لتنامى النزعات الوطنية والشعبوية والحارسة لسيادة الدولة الوطنية، على سبيل المثال ما يحدث فى أمريكا وتمسكها بما يعرف "بأمريكا أولًا"، بالتالى لا يوجد أى انصياع أو اعتراف بدور المنظمات الدولية، فى اعتقاد بأن هذا ينقص من مكانة وسيادة الدولة، ومن يقود هذه المنظمات أشخاص غير منتخبين، أيضًا تراجعت فكرة العولمة والربط بين القارات جراء هذا الفكر.
- هل لديكم أمثلة على هذا التراجع؟
-- منظمة التجارة العالمية، وتعامل الولايات المتحدة من خلال الشكل الثنائى مع الدول المختلفة بشأن اتفاقيات التجارة، دون اللجوء إلى منظمة التجارة فى تهميش واضح لدورها، أيضًا انسحاباتها المتتالية من اتفاقيات حقوق الإنسان، والتوقف عن تمويل منظمة الأونروا والمعنية بتمويل اللاجئين الفلسطينين، أيضًا انسحابها من اتفاقية المناخ، وجميعها مؤشرات على عجز المجتمع الدولى.
- ماذا عن تداعيات هذا التراجع؟
-- من المهم أن يكون للمنظمات الدولية دور واضح وقوى، تلك والتى أنشئت من أجل سلام وتنمية الدول، فعلى سبيل المثال منظمة الأمم المتحدة، منظمة التجارة العالمية، والبنك الدولى وغيرها، جميعها تستحق الاستمرار من أجل أدوارها وأهدافها الأساسية، بالتالى يصعب الحديث عن نتائج التراجع لمثل هذه المنظمات الدولية.
- إنما على عاتق من تقع مسئولية عودة فعاليتها؟
-- بالتأكيد الدول الكبرى عليها مسئولية القيادة سواء فى صورة تحالفات ثنائية أو متعددة الأطراف، وفى غياب هذه القيادة من الممكن جدًا أن يتحول العالم إلى ساحة من الفوضى، ومن هنا نحتاج إلى خلق حالة من التوافق فى الأهداف المشتركة والمصالح بين الدول الكبرى، مع تجنب الصراعات قدر الممكن.