جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 01:53 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الفحام : الموقف المصري في التعامل مع القضية الفلسطينية أثبت للعالم أن مصر لديها أوراق ضغط تتحكم بها في إستقرار الشرق الأوسط بالكامل

اللواء محسن الفحام
اللواء محسن الفحام

في ظل إعتداء جيش الإحتلال الإسرائيلي على أهلنا بقطاع غزة ، التقت "الديار" مع اللواء الدكتور "محسن الفحام " مساعد وزير الداخلية ورئيس مباحث امن الدولة بمطار القاهرة الأسبق و عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة ، لكشف الغموض الأمني والسياسي ،عن بعض الأوضاع في ملف الإعتداء الأسرائيلي الأخير على قطاع غزة ،فشرفنا سيادته بحوار سياقه كالتالي :

س) ماهو السبب الرئيسي في العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة ؟

ج) السبب الرئيس في إندلاع الاشتباكات هو رغبة قوات الإحتلال لاسرائيلي نزع ملكية 20 منزل في حي الشيخ جراح وتسليمها للمستوطنيين الإسرائيليين ، وهو ما قوبل بالرفض والصمود من السكان الفلسطينيين ورفض التهجير ، وهو ما لقى تعاطف وتكاتف من قبل كل الفصائل الفلسطينية وأدى الى اشتعال الموقف .

س)ما هو تقيمك لأداء المقاومة الفلسطينية الأن ؟

ج) يُحسب للمقاومة الفلسطينية أنها بطريقة أو بأخرى طورت من سبل وأدوات الدفاع عن نفسها وأرضها ، وذلك بدعم لوجيستي ايراني كما يقال للفصائل الفلسطينة خاصتًا حركتي حماس والجهاد الاسلامي ،والذي لاحظنا جميعاً نتائجه ، في حجم الخسائر التي تكبدها الجانب الإسرائيلي وليست الخسائر العسكرية فقط ، ولكن أيضاً فقدان ثقة المواطن الإسرائيلي في قدرة الحكومة الاسرائيلية على حمايته من صواريخ المقاومة الفلسطينية ، رغم إستخدام أحدث وأقوى منصات دفاع جوي، مما مثل صفعة قوية للجانب الاسرائيلي تشابه بعض الشيئ الاجتياح الذي تم من حزب الله للحدود الاسرائيلية منذ سنوات وأحرج الكيان الاسرائيلي كثيراً.

س)أين الجماعات الأرهابية التي تتحدث بإسم الإسلام من دعم وحماية المسجد الأقصى ونصرة القضية الفلسطينية ؟

ج) أتضح للجميع عدم تواجد الجماعات الارهابية التي تتخذ الدين سترتًا لاعمالهم الارهابية ، والدين منهم براء ، في المشهد الحالي في الدفاع عن المسجد الأقصي ونصرة القضية الفلسطينية ، أثبتت بالدلالة القاطعة ان هذة الجماعات تعمل لحساب أجهزة استخبارات أجنبية لإستهداف الدولة المصرية ، وإلا كانوا وجهوا أسلحتهم تجاه العدو الرئيسي وهو الكيان الاسرائيلي .

س) ما هو تقيمك للدور الذي تلعبه مصر في حل الصراع الجاري بالاراضي الفلسطينية ؟

ج) دخلت مصر بكل ثقلها في حل الصراع ودعم القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، وذلك أتضح في أكثر من موقف مثل ، إنسحاب المفاوض المصري من مفاوضات حل الصراع الحالي لعدم إستجابة الجانب الاسرائيلي للطلبات المصرية ، فتح المعابر لدخول وخروج المصابيين الفلسطينين ، فتح المستشفيات المصرية أمام الجرحى الفلسطينين ، واخرها تخصيص مبلغ نصف مليون دولار لإعادة إعمار غزة مع السماح للشركات المصرية للمشاركة في تعمير القطاع ، وكل هذا بث الرعب في قلوب الجانب الاسرائيلي من صلابة ووضوح الجانب المصري في التعامل مع الصراع الجاري ، وأيضاً بدليل اليوم مصر تطلق مبادرة لوقف إطلاق النار تبدا غداً الخميس 20/5 بشروط توافقية والتي لاقت استحسان من الجانبين .

س)ما هو تقيمك لدور الاعلام العربي والعالمي في التعامل مع القضية ؟

ج) الغريب في الامر غياب دور الاعلام العربي بأثتثناء الاعلامي المصري عن نقل الصورة الحقيقية للعالم عن الإعتداءات والمجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي تجاة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة ، والذي قوبل بنجاح الجانب الاسرائيلي في الترويج الاعلامي لدعم موقفه وإثبات أنه يقوم بالدفاع عن نفسه وأراضيه ، والدليل هو انحياز وتعاطف المجتمع الاوروبي والدولي لموقف الكيان الإسرائيلي في الإعتداء على الفلسطينين ، بعكس الانتفاضات السابقة وما وجدناه من تعاطف دولي مع القضية الفلسطينية.

س)هل القيادة الأمريكية الجديدة مع "بايدن " أثرت على موقف الكيان الأسرائيلي عن ذي قبل مع "ترامب"؟

ج) إذا نظرنا الى السياسة الامريكية الخارجية في التعامل مع ملف  الصراع الاسرائيلي والفلسطيني وجدناها تدار بأجهزة استخبارتية بغض النظر عن الانتماء السياسي للرئيس فسواء جمهوري أو ديموقراطي ، فالهدف هو الدعم الكامل للكيان الاسرائيلي ولن تتغير والذي يختلف فقط هو طريقة الإخراج ، والذي نستطيع ان نلاحظه في طريقة "ترامب "من تأيد واضح ومُعلن وصريح للكيان الاسرائيلي ،أو الآن مع" بايدن" باظهار طريقة متزنة في التعامل من القضية ، ولكن الهدف واحد هو نصرة ودعم الكيان الاسرائيلي ، والدليل على ذلك حتي الان مجلس الامن لم يتخذ قرار بوقف الاشتباكات الدامية في الاراضي الفلسطينية تخوفا من الموقف الامريكي المتحيز للجانب الاسرائيلي ، باستخدام حق الفيتو .

س) ما هي الرسالة التي توجهها الى كل المشككين في دعم مصر لقضايا المنطقة بوجه عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص ؟

ج) اذا تمعنا بالنظر سنجد ونستخلص من كل ذلك عدة أمور وهي :

* ان مصر هي الراعي والداعم الاول للقضية الفلسطينية بالمنطقة بغض النظر عن المزايدات التي تتم على القرارات المصرية من بعض الدول في المنطقة .

* مصر استطاعت بذكاء شديد لما لديها من أوراق ضغط ان تثبت بالدلائل القاطعة بانها لها القدرة التي تؤثر بها على استقرار أو عدم استقرار المنطقة ككل ، وفقاً لمصالحها و لأمنها القومي ، كما حدث في القضية الليبية واختفاء التهديد الامني من الجهة الغربية، وأيضاً توافق المصالح المصرية السودانية للضغط بكل السبل على الدولة الاثيوبية لعدم الاضرار بمواردنا المائية ، أخيراً الدور الذي تلبعه السياسات الخارجية المصرية في حل الصراع الجاري بالاراضي الفلسطينية ، والذي أرعب الجانب الاسرائيلي .

* مصر بسياساتها الخارجية الناجحة وتحت القيادة السياسية الحكيمة لسيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لديها الريادة في توجية سياسات الدول بالمنطقة والشرق الاوسط أيضاً ،كما أتضح وسيتضح الأيام القادمة من إقتداء بعض الدول بالقرارت المصرية الأخيرة بالدعم المادي لقطاع غزة ،بل والمزايدة عليها من بعض الدول .