جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 09:30 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”القومي للإعاقة” يخرج بعدة توصيات من لقاء ”تعزيز وعي الكوادر الطبية لمحافظتي القاهرة والجيزة” إفتتاح معرض بداية لتنمية الأسرة ضمن المبادرة الرئاسية ”بداية”ولمدة 3 أيام فى البحيرة وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية UCLG AFRICA بتشريف رئيس الجمهورية..”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” يشارك في إفتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الـ 12 محمد صلاح فى مهمة صعبة مع ليفربول أمام ليفركوزن بـ دوري أبطال أوروبا وزارة الصحة تحذر من ”حقنة البرد”: تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى وزيرة البيئة تشارك في الحوار رفيع المستوى حول المدن و أزمة تغير المناخ نتائج الانتخابات الأمريكية.. تعادل بين هاريس وترامب فى أصغر قرية أمريكية مفوض الأونروا: إسرائيل تنشر معلومات مضللة للإضرار بسمعة الوكالة القبض على المتهمين بسرقة تحف وكتب من شقة بالعجوزة الاستماع لأقوال المؤرخ ماجد فرج فى بلاغ سرقة تحف وكتب من شقته بالعجوزة غارات لجيش الاحتلال الإسرائيلى على المنطقة الصناعية بمحافظة حمص السورية

”أحمد مهران” من صعوبة النطق إلى متحدث بمؤتمر TEDX و مصمم برامج تعليمية.. و السر هو موهبته الفريدة

أحمد مهران
أحمد مهران

يواجه الجميع صعوباتٍ كثيرةً في هذه الحياة، ممّا يجعلنا نتساءل عن جدوى الاستمرار بالمحاولة والكفاح، و للنجاح بعد الكفاح والتعب لذةً لم يجربها الكثيرون ممّن استسلموا في بداية الطريق، فالطريق إلى تحقيق الأهداف صعبٌ ومحفوفٌ بالصعاب والمشقات و كان لنا حوار مع نموذج للكفاح و المثابرة و هو  الدكتور  "أحمد مهران" الذي أبى الاستسلام للظروف الخارجة عن إرادته ، بل و أستطاع تحقيق أهداف كانت شبه مستحيلة له .

أحمد مهران شاب في مستهل عمره فهو صاحب الـ 23عاما ، ولد عام 1997  في مدينة سوهاج بـ صعيد مصر ، و لكنه ولد بأكثر من مشكلة صحية ؛ مثلوا له عقبات كبيرة على مدى طويل من عمره ، حيث كان لديه مشاكل في التخاطب و الحديث ، فكان ينطق الحروف بصعوبة شديدة جدا ينتج عنها التشنجات ، و ولد أيضا بنقص الكالسيوم في العظام بشكل كبير مما عرضه لكسور كثيرة في صغره ، فوجدوا الأهل في عزلته عن الناس الحل الأمثل لـ حمايته من الأذى النفسي و وعرات الطريق ، حيث كان نشاطه محدود بين المدرسة و المنزل ، و لكن حتى هذا المشوار للمدرسة لم يكن ممهدا بالورود ، حيث انه تعرض لـ الاذى النفسي و الجسدي من أقرانه .

ظل أحمد في هذه العزلة لمدة 9 سنوات ، و لجأ  أثناء هذه المدة  إلي خلق صداقات مع الأشياء من حوله ، حيث انه ادرك صعوبة تقبل الأخرين له حيث انه تعرض للكثير من الكلام السلبي ممن حوله ، مثل " ده متخلف عقليا ، مش حيكمل و حيموت ، ربنا حيعوضك مكانه" ، و لكنه رفض التسليم بهذا الكلام وظل متيقنا من انه انسان طبيعي قادرا على تحقيق انجاز .

و كانت اللحظة الفارقة في حياته حينما أكتشف موهبته الفطرية و التي تدعي بـ "Open Scale Imagination" أي القدرة الغير محدودة على التخيل ، سواء تخيل أفكار أو مجسمات أو أشكال ، و من هنا توالت الإنجازات العظيمة في حياة أحمد مهران ، أبرزها تصميم برامج تعليمية طبقتها دول عربية و أجنبية ، و انفردنا معه في حوار يكشف فيه و لأول مرة أسرار و تفاصيل هذه الإنجازات فـ إلى نص الحوار ..

كطفل ، ماذا كان شعورك بعد ما قرروا الأهل عزلتك عن العالم ؟

لم يعزلوني أهلي عن العالم بالمعني الحرفي ، و لكنهم قاموا بذلك بسبب عدم قدرتي على التعايش مع ظروف القرية ، و ذلك بسبب انني ولدت بنقص كالسيوم في العظام فتعرضت لكسور كثيرة بجسمي فقد تعرضت لـ 8 حوادث كسر و أجريت عمليات جراحية بالعظام .

 كطفل أزعجتني جدا هذه العزلة في البداية لعدم قدرتي علي لعب الكرة و اللهو مع الأصدقاء ، و لكنني بعد ذلك ادركت ان هذه العزلة لصالحي ، بالرغم من انها ليست حل صحيح 100% ، و لكنها ما كان متاح في ذلك الوقت.

 

بسبب العزلة لجأت لخلق صداقات مع الأشياء من حولك ، كيف صار الأمر ، وهل مازلت؟

في ذلك الوقت كان نشاطي مقتصر علي المذاكرة فقط ، فكانوا أصدقائي هم الكتب و الكشاكيل و الأقلام ، فكنت أحب الكتابة جدا و أصبحت أكتب شفرات لأستخدمها لاحقا سواء في اختراعاتي الحالية أو في مجال التعليم و تسهيله .

 و التفكير في تكوين مثل هذه الصداقات كان نتيجة لموهبتي الفطرية ، حيث انني أملك قدرة عالية على التخيل من غير حدود ، فبدأت أخلق شخصيات من حولي وصل عددهم لـ 8 أصدقاء وهميين ، أقوم بخلق سيناريو للتفاعل فيما بيننا و تمثيل افعالهم و أداء أصواتهم  .

 و لكن حاليا أصبح لي حياة ، و تعرفت على عدد كبير جدا من الناس ، و عندما يغلبني الحنين لأصدقائي الوهميين أقوم بتجربة أداء ذلك العرض المختلق بشكل سريع و ليس مستمر.

 

كطفل عمره سبع سنوات، كيف حصلت على كل هذا الإصرار في انك طبيعي و قادر علي تحقيق إنجاز ، رغم الكلام السلبي حولك مثل "ده متخلف عقليا، مش حيكمل و حيموت ، و ربنا حيعوضك غيره"؟

في هذا الوقت كنت أسمع مثل هذه الكلمات من الناس من حولي أو من الجيران ، و لكنني لم إدرك معناها السلبي إلى أن كبرت ، فقط كنت أشعر إن هؤلاء ينظرون لي بشكل مختلف عنهم ، و كان هذا الكلام يؤثر علي بطريقة سلبية ، و لكنني كنت أحاول أن أتناسي ذلك الحديث و الانخراط مع شخصياتي الوهمية .

كيف اكتشفت موهبتك ، و استغلتها و طورتها ؟

اكتشفت موهبتي عن طريق الصدفة ، و هي عندما كنت بالمرحلة الابتدائية ، قام أستاذ العلوم بشرح درس لنا و كانت "حاجة مكلكعة علينا كطلبة" و لكنني قمت بفهم الدرس من أول مرة حيث انني استغليت موهبة التخيل فـ استطعت ان أصيغ الدرس بشكل جديد ، و عندما عرضته على أستاذي أنبهر بي ، و سألني "عملت كدة ازاي" فكانت إجابتي "معرفش" ، فقررت أن أعيد هذه التجربة بشكل متكرر في جميع دروسي  ، إلى أن دخلت المرحلة الإعدادية ، فبدأت اقرأ عن القدرة عن التخيل ، و حينها اكتشفت انني أمتلك هذه القدرة بشكل كبير جدا .

ثم قمت بتطويرها عن طريق الاستمرار في إعادة صياغة الدروس أو تلخيصها ، حتي يستفيدوا زملائي و تيسير الدراسة لهم .

 

عام 2015 قررت تخرج من العزلة و تحقق لنفسك إنجاز فماذا فعلت ؟

في هذا العام أتممت الدراسة بالمرحلة الثانوية و حصلت علي مجموع 98 % و التحقت بكلية الصيدلة جامعة سوهاج ، و كنت في هذه الفترة لا أزال أعاني من بعض اللعثمة في حديثي ، بل انني فقدت النطق نهائيا لمدة 7 أيام ، و علمت أن هذا نتيجة الضغوطات و التنمر الذي اتعرض له يوميا ، حينها ادركت انه رغم عزلتي فأنا أتضرر أيضا ، و من هنا قررت أن انهي هذه العزلة و انطلق في العالم الخارجي ، و ابدأ في عرض أفكاري و مقترحاتي ، و كنت واثقا انني سأتعرض للانتقادات في حال عرض أفكاري ، و لكن يشاء القدر أن أجد داعمين لي يؤمنون بما أفعله و ما أريد فعله ، و ظل عددهم في الزيادة يوم بعد يوم حتي أصبح لي شعبية كبيرة حاليا .

 

كيف تغلبت علي المرض و اصبحت تتحدث بطلاقة؟

كان هدفي أن أتكلم بشكل صحيح من دون أن أتلعثم ، فبدأت أن أتدرب يوميا بعدت طرق مختلفة ؛ مثل أن أردد جمل من أفلام أجنبية ، أو انني أبحث عن نصوص عبر "الانترنت" لأقوم بترديدها ، أو أن أقوم بترديد كلمات متشابهة في الحروف أكثر من مرة حتي اتقنها .

 

كيف قمت بتصميم البرامج التعليمية و تطبيقها في بعض الدول ؟

كان شغف لدي أن أنجح في تصميم برنامج تعليمي ، فبدأت بدراسة مجال "Instruction designing " أي تصميم البرامج التعليمية ، فاستطعت دراسة الجانب العلمي و العملي لهذا المجال .

و استطعت تصميم أول نظام تعليمي في عام 2017 ، و تم تطبيقه بمدارس خاصة بـ سوهاج ، ثم تم تطبيقه في أماكن بمحافظات القاهرة و الجيزة و الاسكندرية و الفيوم ، و على الصعيد العالمي قمت بتطبيق هذا البرنامج في السعودية و الكويت و ليبيا و الأردن و الإمارات و فلسطين كدول عربية ، و روسيا كدولة أجنبية ، حيث نقوم بتجربة هذا البرنامج على مجموعة طلاب من كل دولة و إن نجح يتم تعميمه ، و إن يفشل يتم إجراء بعض التعديلات حتي يلائم طلاب هذه الدولة .

و لكن حتي الان لم يتم الموافقة من مصر على تطبيق البرنامج بشكل عام ، و لكنني أسعي حاليا للحصول على موافقة من وزارة التربية و التعليم ، و وزارة التعليم العالي ،  لتطبيق هذا البرنامج التعليمي بالمدارس و الجامعات .

 

ما هي الوسائل و الطرق  التي يتتبعها البرنامج التعليمي الذي قمت بتصميمه ؟

يقوم النظام على الدمج  بين 3 مميزات :

HR : بنعرف من خلاله الشخص المتعلم من البداية بنقاط القوة الشخصية عنده علشان يستخدمها ف عملية التعلم

Planning : بنساعد فيه الشخص يصمم خطة التعليم المناسبة لإمكانياته المادية و الشخصية و الجسدية و الروتينية من حيث عامل الوقت و الفرص المتاحة

Mentorship : بنوفر للشخص نظام متابعة و تقييم دائم و مستمر علشان نخليه يعرف هو وصل لفين ف رحلة تعليمه بشكل يخليه يطور من نفسه أول بأول

 

حدثنا عن الإنجازات التي حققتها .

 أنا خريج كلية صيدلة دفعة 2020 ، و استطعت حتي قبل التخرج  أن أعمل في أكثر من شركة للصيدلة .

عملت في مجال الموارد البشرية "HR Manger" في إحدى الشركات ، فكنت مسؤل عن توظيف العاملين و متابعتهم و مساعدته للتطوير من أنفسهم .

عملت ك Soft Skills Facilitator أي تعليم الطلبة كيفية تطوير مهاراتهم الشخصية ، و استطعت خلال 3 سنوات أن أدرس لأكثر من 7000 شخص تعليم مباشر على أرض الواقع ، و من خلال الانترنت قمت بتعليم أكثر من 50000 شخص .

كنت متحدث في مؤتمر TEDX Zagazig الرابع في ٢٠١٩ ، _ و هو مؤتمر عالمي يهتم بعرض النماذج الناجحة _ و تحدثت بصفتي مصمم برامج تعليمية .

مؤسس شركة Sa3edi x Ninja  للخدمات التعليمية  ٢٠٢٠ .

تم تكريمي في عام 2017 كواحد من الشباب المؤثرين في محافظة سوهاج و الصعيد .

و تم تكريمي عام 2020 كشخصية مؤثرة على السوشيال ميدا من حيث الأثر التطبيقي .

 

ماذا كان رد فعل الأهل و الجيران بعد أن حققت كل هذه الإنجازات ؟

الوضع اختلف 180 درجة ، حيث بدأوا في دعمي و تشجيعي بل ومشاهدة مقابلاتي التليفزيونية ، و أضاف قائلا :" اللي كان مصبرني على الأذي اللي سببوه ليا ، أني كنت واثق انهم هيدعموني في يوم من الأيام ، و الحمد لله اللحظة دي اتحققت" . 

ما هو طموحك و ما هي مشاريعك القادمة ؟

رغم إني طبيب صيدلي و لكن طموحي و جميع مشاريعي القادمة تتلخص في شركة Sa3edi x Ninja  ؛ حيث اني قمت بتأسيسها لاهتمامي بمجال التعليم و تطويره ، Sa3edi x Ninja   تمثل شركة لتصميم أنظمة التعليم ، فضلا عن جانبها التعليمي الذي يتيح للطلاب التعلم بنظام حديث و مختلف ، فأسعى لأن أقوم بإنشاء مقر للشركة على أرض الواقع .

و أيضا أطمح بأن أصمم برامج أخري للتعليم ، و أن تتطبق هذه البرامج في المدارس و الجامعات على مستوى العالم .

بماذا تنصح الشباب؟

في مبدأ مؤمن بيه جدا و هو " أنك هتتحاسب على حياتك بالكامل ، فلازم تاخد حقك منهاا بالكامل" ، و أضاف قائلا : "و من ضمن حقوقنا في الدنيا هو احترام الناس لينا من خلال نجاحنا " ، و أختتم حديثه بـ : "اللي واقف مكانه و بيتحجج بالإمكانيات مش هينجح ، و لكن السعي و الاجتهاد لتحقيق هدفك و حلمك هيمكنك من تحقيق كل اللي كنت شايفه مستحيل " .