جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:08 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سفيرة كوبا بالقاهرة: أدركنا مع بداية ثورتنا أن لا تقدم ولا بناء بدون تعليم جيد

● سفيرة كوبا بالقاهرة أدركنا مع بداية ثورتنا أن لا تقدم ولا بناءبدون تعليم جيد .

● *كوبا تمتلك أربع لقاحات لكوفيد 19 مازالت تحت الإختبار.

● الحصار الإقتصادي علي كوبا من أبشع صور الحرب ضدالإنسانية .

تعد كوبا واحدة من أشهر دول أمريكا اللاتينيةحيث تقع علي البحرالكاريبي وعاصمتها هافانا من أجمل المدن التي يمكنك زيارتهاوالإستمتاع بمعالمها ويبلغ عدد سكان كوبا مايزيد عن 11 مليون نسمة والشعب الكوبي لديه من الصفات مايجعلك تشعر بالود والألفة حيثالتقارب مع الثقافات الشرقية عموما وحبه لمصر تحديدا وترتبط كوبامع مصر بعلاقات استمرت لعقود طويلة ويحتفل كلا البلدين بمرور 72 عاما علي العلاقات الثنائية وبهذه المناسبة كان لنا هذا اللقاء معالسيدة تانيا أجيار فرنانديس سفيرة كوبا بالقاهرة وإليك عزيزيالقارئ نص الحوار :_

** العلاقات بين مصر وكوبا تاريخية مرت بفترات ازدهار وتعمق كبيرة كيف يمكن أن نصف العلاقات بين مصر وكوبا اليوم؟

أقامت كوبا علاقات دبلوماسية مع مصر في 5 سبتمبر 1949، أي قبلعشر سنوات من انتصار الثورة الكوبية، ولكن في الحقيقة شهدت فترةالحكومة التي كان يرأسها فيدل كاسترو في كوبا وعبد الناصر في مصرأكبر ازدهار لهذه العلاقات.

من التفاصيل المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أن الرحلة الأولىالتي قامت بها قيادة الثورة الكوبية بعد الانتصار كانت إلى مصر، وكانإرنستو جيفارا (تشي جيفارا) على رأس هذا الوفد. راؤول كاسترو أيضًاأتي إلي مصرمرتين، مع قادة مهمين آخرين، أعتقد أن حقيقة أن البلدينكانا يواجهان تحديات مشتركة جعلهما أقرب إلى بعضهما البعض.

ونحن نحتفل هذا العام بمرور 72 عامًا على إقامة العلاقات بين البلدين.

ومن الجدير بالذكر أن كوبا تقر بالمساهمة المصرية في حركة عدم الانحياز، ودعم قضية الشعب الفلسطيني، والجهود المبذولة لنزع السلاح النوويوالعديد من القضايا الدولية الأخرى.

والعلاقة مع مصر لا يمكن أن ينظر إليها على أنها شيء سطحي، إنهاحاجة ملحة لشعبين شقيقين توحدهما التحديات والاحتياجات المشتركة.

يقوم البلدين في الوقت الحالي باستكشاف كيفية تعزيز العلاقاتالاقتصادية في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب. نعتقد أننا ما زلنا فيمستوى غير كافٍ من العلاقات الاقتصادية، ولكن الأهم هو أن هناك إرادةلدى الجانبين لتطويرها. كان للوضع الاقتصادي الحالي بسبب تأثيرالكوفيد تأثير سلبي على هذه الجهود.

** الحصار الإقتصادي الذي إمتد لسنوات بعيدة أثر بشكل قوي عليالحياة في كوبا هل يمكن أن نعرف إلي أي مدي عانت كوبا وأثر الحصارعلي الحياة الإجتماعية للكوبيين؟

في الواقع، نحن نتحدث عن 60 عامًا من أقوى وأطول سياسة حصارحدثت في تاريخ البشرية. الآن وقد أصبحنا في وباء نتيجة للكوفيد،للأسفالشديد تم تكثيف هذه السياسة، و تم منع دخول أجهزة التنفسالاصطناعي والأدوية الهامة لإنقاذ حياة السكان إلى كوبا.

وشددت إدارة ترامب الحصار إلى أعلى مستوياته، على سبيل المثال، حظرالرحلات الجوية من الولايات المتحدة إلى جميع المقاطعات الكوبية، باستثناءهافانا؛ ملاحقة وترهيب الشركات التي ترسل إمدادات الوقود إلى كوبا، وحظر حصول كوبا على التقنيات التي تم انتاجها في أي بلد أخر،اذا ماشاركت أمريكا في هذا المنتج بقيمة أكثر من 10٪ من تكنولوجيا أو مكوناتأمريكية، و ملاحقة المعاملات المالية الكوبية بالدولار، تعد من أبرز الأمثلة.

وعلى وجه التحديد، إن تطبيق الإجراءات ضد البلدان الأخرى التي تقومبالتجارة مع كوبا، سواء من خلال سياسات الضغط أو الابتزاز أوالعقوبات، يعد من الأمثلة الأخرى البارزة علي الحصار فعلى سبيل المثالالدولة التي تقبل أطباء كوبيين تعلم أنها ستواجه ضغوطًا في نفس الوقتمن مسؤولي الحكومة الأمريكية لوقف هذا التعاون.

كل هذه الإجراءات لها تأثير قوي على الأنشطة الاقتصادية لكوبا، ولا سيماتلك المتعلقة بعمليات التجارة الخارجية والاستثمارات الأجنبية ، وقد أجبرهذا الوضع كوبا على اتخاذ تدابير طارئة مؤقتة، ممكن اتخاذها فقط فيبلد منظم، مع سكان متحدين وداعمين، ومستعدين للدفاع عن نفسهم منالعدوان الأجنبي والحفاظ على العدالة الاجتماعية التي وصلوا إليها. تهدفالإجراءات المتخذة إلى تعزيز الاقتصاد الكوبي والتخفيف من آثارالحصار.

في الواقع لا يوجد قطاع من الاقتصاد الكوبي ولا حتي مواطن واحد لايشعر بآثار الحصار الذي يعيق التنمية التي يحق لأي بلد بناؤها بطريقةسيادية.

بالنسبة للكوبيين المقيمين في الخارج، تشكل أحكام الحصار أيضًا عقباتيومية لهم. فهم ممنوعون من فتح حسابات مصرفية أو استخدام بطاقاتائتمان معينة أو إجراء معاملات بشكل طبيعي لمجرد أنهم يحملون الجنسيةالكوبية.

ولأول مرة، تجاوز إجمالي الأضرار الناجمة عن هذه السياسة في عام واحدحاجز الخمسة مليارات دولار، وهو ما يوضح مدى اشتداد الحصار فيهذه المرحلة. الأضرار التي تم تقديرها لا تشمل الاجراءات التي اتخذتهاحكومة الولايات المتحدة في سياق وباء كوفيد 19، لأنه جاء بعد نهاية الفترةالتي تم تحليلها.

يضاف إلى الاجراءات السابقة الهجوم الإرهابي الذي تم شنه ضد السفارةالكوبية في الولايات المتحدة، في 30 أبريل 2020. وكان الصمت المتواطئللحكومة الأمريكية وعدم القدرة على التنديد أو التصريح علنًا أمام هذاالعمل الإرهابي،بمثابة دليل على التزامهم بالتحريض على العنف ورسائلالكراهية ضد كوبا ومواطنيها، وهو سلوك يشجع على تنفيذ أعمال من هذاالقبيل.

** لدي كوبا تجربة رائدة في مجال التعليم ومحو الأمية ماهي أهم ركائزبرنامج كوبا لتطوير التعليم وكيف تنقل خبراتها لدول أخري؟

كانت الحكومة الكوبية على يقين منذ البداية من أن أهداف التنمية لا يمكنتحقيقها إلا بشعب متعلم، ولهذا كان من الضروري البدء بمحو الأمية. فيعام 1961، تمكنت كوبا من أن تكون أول دولة خالية من الأمية في كلأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بعد أكثر من عام بقليل منانتصار الثورة. كانت هذه هي نقطة البداية، إلى جانب التعليم المجانيالجيد في جميع المستويات، أصبحت كوبا مرجعًا ليس فقط في أمريكااللاتينية ولكن أيضًا في العالم بأسره.

بفضل مجانية التعليم، تمكن أطفال الفلاحين والعمال الفقراء من الذهابإلى الجامعة وتغيير المشهد في البلاد إلى الأبد. كجزء من طبيعة الثورةالكوبية، كانت البلاد على استعداد دائمًا لمشاركة تجاربها مع بلدان أخرى.

بفضل المستوى الذي تم الوصول إليه، في عام 2001 تم ابتكار طريقة فيكوبا لمحو الأمية تسمى "نعم أستطيع"، والتي لم نكن بحاجة إليها داخلكوبا، ولكن لمساعدة الشعوب الأخرى. بهذه الطريقة، تم المساعدة على محوالأمية في العديد من البلدان الأخرى مثل فنزويلا وهايتي وبوليفيا وغيرها.

لم يستغرق الأمر أكثر من شهر لإستكمالها والبدء في إعداد الاستراتيجيةالتلفزيونية و بحلول عام 2002، تم الانتهاء بالفعل من الكتابات التمهيديةوالنصوص الخاصة بالدروس المتلفزة. في مايو من ذلك العام تم البدأ فيتسجيل الدروس.

لقد تم تصميمها بطابع دولي، وتم إعدادها للتكيف مع الواقع الاجتماعيواللغات المختلفة.

تقسم طريقة "نعم أستطيع" الأنشطة التدريبية إلى ثلاث مراحل مختلفة؛ التدريب، تعليم القراءة والكتابة و التقوية.

هذا ويعد تحديد الطلاب وحصراحتياجاتهم بالإضافة إلى المعرفة الواسعةبطباعهم وثقافاتهم أمرًا ضروريًا لنجاح تلك الطريقة ومن المهم مراعاةمستوي الطالب في البداية، حيث توجد مستويات مختلفة من المعرفة.

يستطيع اليوم أكثر من 5 ملايين شخص القراءة والكتابة بفضل هذهالطريقة، والتي تم اعتمادها من قبل اليونسكو ولها العديد من الاعترافات الدولية.

** من المعروف أن كوبا تزدهر بها صناعة الدواء وبها تقدم كبير في مجالالكيمياء الحيوية سؤالي كيف تولي كوبا بإقتصادها الذي يعاني من فترةهذا الإهتمام بالبحث العلمي وكيف تدبر الميزانية المخصصة لذلك؟

التكنولوجيا الحيوية هي واحدة من أكثر الفروع تطوراً في كوبا. الأدويةالفريدة من نوعها في العالم مثل Heberprot-P (لعلاج قرحة القدمالسكرية)، لقاح CIMAvax-EGF (لقاح علاجي ضد سرطان الرئة)، وكذلك ابتكار علاجات لعلاج أمراض الجهاز العصبي المركزي والسرطانوالتهاب الكبد B أو التهاب السحايا والدماغ، حولوا بلدنا لقوة عالمية.

يقود اليوم حوالي 20 ألف من العاملين في مختلف مراكز البحوث صناعةيبدو أنها، بسبب تكلفتها الباهظة، تقتصر على البلدان المتقدمة. ومع ذلك، أدركت الثورة الكوبية في وقت مبكر أهمية التكنولوجيا الحيوية كقطاعأساسي لصحة الشعب الكوبي وصعود اقتصاده، ولهذا السبب اليوم تجنيثمار إنشاء هذا القطب العلمي.

ما يقرب من أربعة عقود من الجهد قد وسعت مجموعة منتجات ومؤسساتالتكنولوجيا الحيوية الكوبية مثل مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية(CIGB)، ومركز المناعة الجزيئية (CIM)، ومركز المقايسة المناعية (CIE)، ومركز العلوم العصبية. (CNeuro) و الذين أصبحوا مراجع دولية.

على وجه التحديد، لكوننا دولة نامية، لكننا تعرضنا لحصار قاسي يمنعنامن الوصول إلى العديد من الأدوية، اضطررنا لتطوير هذه الصناعة. أحدركائزها هو على وجه التحديد التطور العالي في مرحلة البحث الذي يسمحلنا بتطوير منتجاتنا الخاصة، والعديد منها فريد من نوعه في العالم.

في الوقت الحالي، كوبا لديها 4 لقاحات مرشحة ضد كوفيد في مرحلةالاختبار، وكلها مصممة من قبل علماء كوبيين.

** أزمة جائحة كورونا عاني منها العالم أجمع كيف أدارتها كوباوهل لي أن أسأل كيف تواجه كوبا الأزمات الطارئة عموما مثلإعصار إيرما مثلا كيف وفرتم الكهرباء والرعاية الصحية والماءوغيرها إبان الأزمة؟

أعتقد أن كوبا لديها خبرة في التعامل مع الأمراض والكوارث الطبيعيةوالعوامل السلبية الأخرى، مثل الحصار الذي تحدثتي عنه سابقًا.

وقد أدى ذلك إلى خلق ثقافة لدى القادة وفي عموم السكان حول كيفيةمواجهة هذه المحن.

أولا، لا يمكن تحقيق نتيجة إيجابية إذا لم يتم توعية الشعب و تشجيعالمجتمع بأكمله على العمل معًا لحل المشكلة.

لم يكن الكوفيد مهمة من مهام وزارة الصحة الكوبية فحسب، بل كانت قبلكل شيء مهمة الحكومة والباحثين والمواطن العادي، و كل من الشركاتوالمدارس والجامعات. كل فرد قام بمساهمته.

على الرغم من حقيقة أن الحالات الآن تتزايد قليلاً في كوبا في هذه الموجةالثانية، لكن عدد الحالات والوفيات أقل بكثير من معظم البلدان، بما فيذلك البلدان المتقدمة. على سبيل المثال، إجمالي عدد الإصابات حتى الآنمنذ بداية الوباء هو 18773، و إجمالي حالات الشفاء 14214 و 175 حالة وفاة فقط.

لا يمكن مواجهة وضع من هذا القبيل إذا كان المجتمع غير متماسك وملتزملمواجهة تلك التحديات.

كان هذا هو الحال مع جميع التحديات الكبيرة التي واجهناها خلال هذهالسنوات ال 62. الحلول العظيمة تخرج من الأزمات، وكوبا ليستالاستثناء.

** تبذل كوبا جهودا كبيرة في مجال مكافحة المخدرات حيث انتهجتسياسة "لا تسامح أبدا" وكانت شعار الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات هلنجحتم في الحد من المشكلة؟

كوبا دولة طرف في اتفاقيات الأمم المتحدة الثلاث لمواجهة تعاطي المخدراتوهي عضو في منتدى التعاون بين أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي.

نحن لا نشارك "الأساليب الجديدة" بشأن المخدرات التي تدافع عن عدمتجريمها دوليًا، فضلاً عن تخفيف العقوبات عن من يتاجر بها. هذهالسياسات ليس عليها إجماع دولي. وتؤكد كوبا من جديد على ضرورةالحفاظ على الإطار القانوني الحالي لأن هذه التعبيرات الجديدة تحاولفقط إضفاء الشرعية على السياسات الوطنية للبلدان التي فشلت فيهاالمواجهة مع المخدرات.

إن الثورة الكوبية لم تتسامح أبدا مع المخدرات، واليوم هذا يتضح فيسياسة "عدم التسامح مطلقا" وهذا ينعكس في قوانيننا وفي الاجراءاتالتي تتخذها السلطات.

ينتشر اليوم أكثر من 490 نوعًا من المخدرات في جميع أنحاء العالم. إنكوبا ليست بمنأى عن آثار هذه المواد ولذلك يتم اتخاذ الإجراءات اللازمةلمواجهتها. نكرر أننا لسنا دولة منتجة و لا نسمح بتخزين المخدرات أوتجارتها إلى دول أخرى.

يقع بلدنا جغرافيًا في منتصف الطرق البحرية للحركة الدولية من أمريكااللاتينية إلى الولايات المتحدة، لذا فإن التحكم في حدودنا أمر ضروري.

إحدى الطرق التي نكافحها ​​بالتحديد هي إعادة جمع عبوات المخدرات التييلقيها المهربون في البحر عندما تعترضهم قوات خفر السواحل الكوبية أوالتابعة لبلدان أخرى.

يمكنك السير في شوارع أي مدينة كوبية ولن ترى مدمني المخدراتيتسكعون كما في بلاد أخري وسيكون من المستحيل عمليا العثور علىالمخدرات. نعتقد أننا حققنا هذا الأمن ليس فقط من خلال القوانينوالإجراءات التي تتخذها السلطات، ولكن أيضًا من خلال العمل الوقائيمع جميع السكان، بما فيهم الأطفال في المدارس.

● نعتقد أن المخدرات تم السيطرة عليها في كوبا، لكن لا يمكننا أبدا أننخفض من حذرنا، وهذه هي إرادة الحكومة ورغبة الشعب.

** العلاقات الكوبية الأمريكية معقدة جداً وتنقسم إلي شقين الحكومي والشعبي في ظل إعادة حكومة ترامب لكوبا علي قائمة الدول الراعيةللإرهاب ماهو تعليقكم و هل ترون انفراجة أو تغير في الموقف من الإدارةالأمريكية الجديدة؟

نعم، العلاقات معقدة وقد جعلها ترامب أكثر تعقيدًا، ليس فقط من خلالالتراجع عن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد الاتفاقات مع أوباما، ولكنأيضًا من خلال الانتقال إلى سياسة شديدة الهجومية والوقاحة ضد كوبا.

لقد أعلنت كوبا مرارا أننا نؤيد الحوار والتفاهم مع الولايات المتحدة، علىأساس احترام الشؤون الداخلية للدول والحق في تقرير المصير. كوبا لنتتخلى أبدا عن مبادئها. هناك أمثلة كافية، كلها سلبية، في العالم لما حدثلأولئك الذين تخلوا عن مبادئهم لتلقي بعض الفتات من الولايات المتحدة.

في كوبا، من الصعب جدًا أن يكون هناك كوبي ليس لديه فرد من عائلته أوصديق له يعيشون في الولايات المتحدة، لذا فإن الرابطة الأسرية قويةونعتقد أنه من الظلم أن سياسة الحكومة الأمريكية كانت تهدف، من بينأمور أخرى، إلى الإضرار برابطة الأسرة الكوبية من خلال حظر السفروإرسال الحوالات، وما إلي ذلك.

في يوم الإثنين، 11 يناير، أعلن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزيةووزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو أن الولايات المتحدة أعادت كوباإلى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي القائمة التي قام أوباما مسبقابإخراجها منها.

نحن نقدر أن مثل هذا الإجراء المسيس للغاية هو هجوم على الديمقراطيةمن قبل ترامب واليمين المتطرف للولايات المتحدة، والذي يحاول بهذا الاجراءضد الثورة الكوبية، وضع العراقيل أمام احتمالية إعادة العلاقات من قبلالرئيس جو بايدن، ويصبح عدوانًا جديدًا يضاف إلى تلك التي نُفِّذتمنذ يناير 1961 عندما قطعت إدارة أيزنهاور العلاقات الدبلوماسية معالحكومة التي كان يقودها فيدل كاسترو.

بعبارة أخرى، هذا الإجراء له غرض مزدوج يتمثل في إحداث تناقضاتأكبر لإدارة بايدن في خططها المحتملة لتعديل السياسة تجاه كوبا. فيالوقت نفسه، تعمل كإشارة إلى اليمين الكوبي الأمريكي المتطرف فيفلوريدا، الذي أيد إعادة انتخاب ترامب الفاشلة.

على الرغم من أن إدارة بايدن من الممكن أن تعكس القرار، لكن القيام بذلكسيستغرق شهور، حيث يتعين على وزارة الخارجية إجراء مراجعة شاملةللقضية، ودعم سبب استبعاد كوبا من تلك القائمة.

أوضح بعض الديمقراطيين البارزين، مثل جريجوري ميكس، عضوالكونجرس عن نيويورك والرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية بمجلسالنواب، و بن رودس، مستشار الأمن القومي السابق خلال إدارة أوباما، أنكوبا ليست دولة راعية للإرهاب، مستنكرًا نية التأثير على قدرة إدارة بايدنعلى المناورة.

إن كوبا ليست دولة راعية للإرهاب، بل هي دولة ضحية للإرهاب حيث يوجد3478 من الوفيات و 2099 من ذوي الإعاقة، ضحايا بسبب أعمال إرهابيةارتكبتها أو خططت لها حكومة الولايات المتحدة.

إن إدراج كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب هو بلا شك واحدة منالمحاولات الأخيرة لإدارة فاشلة وفاسدة مرتبطة بالمافيا الكوبية في ميامي، كما أشار الرئيس دياز كانيل. لكن الثورة الكوبية استطاعت أن تظل باقية، خلال حكم 12 رئيس، منذ أيزنهاور حتى ترامب، و بالرغم من وجود حصارإجرامي، لذلك ليس هناك شك في أنها بطريقة أو بأخرى، ستظل باقيةخلال حكم جو بايدن.

** السياحة في كوبا تواجه عقبات كثيرة رغم ما تتمتع به بلدكم من مقوماتسياحية عالية ماهي الخطوات التي اتخذتها كوبا لتشجيع السياحة والسفرإليها؟

أكبر عقبتين أمام السياحة في كوبا هما حصار الولايات المتحدة الذي يمنعسفر مواطنيها، ورسو السفن السياحية، وكذلك استخدام المنصات الدوليةالمستخدمة على نطاق واسع لإدارة السياحة، والعقبة الثانية هي مشتركةبين جميع البلدان، و أقصد بها الكوفيد.

شجعت كوبا بناء فنادق في وجهات ممتازة، والتي تحتوي على شواطئرائعة و في الأماكن التاريخية الموجودة في المدن، وكذلك قامت بتطويرالسياحة المتخصصة، مثل سياحة الطبيعة وسياحة المناسبات.

** هل أدارت كوبا قضية الكوبيين الخمسة بشكل كاف ومتناسب مع حجم القضية وبعدها السياسي؟

كان لقضية الكوبيين الخمسة الذين سُجنوا ظلما في الولايات المتحدة تأثيركبير وأولوية أولى في كوبا، التي أعطيت الأولوية السياسية القصوى. لميكن موضوعًا متكررًا في الصحافة فحسب، بل كان أيضًا قضية يوميةللكوبيين، الذين عبروا عن تضامنهم ودعمهم بطرق عديدة.

نعتقد أن هذا العمل الإعلامي والدبلوماسي جلب معه ضغطًا دوليًا قويًاومستمرًا على حكومة الولايات المتحدة للإفراج عنهم، كما حدث أخيرًا معالسجناء الثلاثة المتبقين الذين تم إطلاق سراحهم بعد الاتفاقات بين أوباماوراؤول كاسترو. في ديسمبر 2014.

على وجه التحديد، أعتقد أنه تم التعامل مع هذه القضية بشكل مناسب منالجانب الكوبي، ولكن لا أعتقد نفس الأمر بالنسبة لوسائل الإعلام التابعةلليمين المتطرف للولايات المتحدة وخاصة في جنوب فلوريدا.

** هل الشعب الكوبي يشعر بالرضا عن ثورته و سياسات زعمائه كنتيجةلنجاح الثورة الكوبية؟

الشعب هو صاحب ثورته ويفتخر بها لأنه بطل ذلك العمل غير المكتمل. أقولغير مكتمل لأنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لتحقيق أهداف التنميةالتي وضعناها لأنفسنا. كلمة "يشعر بالرضا" التي استخدمتيها في سؤالكمطلقة جدًا ولا أعتقد أننا راضون على الإطلاق لأن ذلك يعني أنه لا توجدأهداف لتحقيقها.

لقد تعلمنا أنه كلما هاجمتنا أكثر الولايات المتحدة، فهذا يعني أننا نقومبالأشياء بشكل جيد، إنه شيء مثل مقياس الحرارة الذي تعلمنا استخدامه. يزعجهم أننا نفعل الأشياء بشكل جيد.

سنواصل العمل لتحقيق رضا شعبنا و لمساعدة الدول الأخرى التي تحتاجلمساعدتنا.

في نهاية حواري أسجل عظيم شكري وإمتناني للسيدة تانيا أجيارفرنانديس سفيرة كوبا بالقاهرة متمنية أن تقوم الحكومتين في مصر وكوبابتطوير العلاقات الثنائيةودعم القضايا المشتركة بما يحقق مصالح البلدين .