الإنشاد يعـد أحد المحــاور الكبرى للعمـل الدعوي النـهضوي الشـامل
أعظم الرسائل إلى البشرية تحتاج إلى وسائل عديدة ومختلفة، وولعل من بين الوسائل الدعوية الجميلة والتي لقيت رواجا وقبولا لدى غالب طبقات المجتمع مؤخرا وخاصة الشباب والأطفال هي تلك الأناشيد الإسلامية ذات المعاني الراقية والأداء الجذّاب المؤثرفي النفوس ، الأمر الذي شجعه الكثيرون من المهتمين بالدعوة وتنويع وسائلها بهدف الوصول إلى طبقات المجتمع المختلفة، إضافة إلى إيجاد البديل الشرعي لتلك الأغاني الماجنة التي ضيّعت الكثير من شباب الأمة وفتياتها...وصارت ترهقهم ولعل فن الأنشودة صار منتشرا في الآونة الاخيرة ...جمعنا حوار صحفي مع المنشد المتألق صاحب الصوت العذب والذي لاتمل الأذن من سماع تلك الألحان الطربية التي تبعث في نفوسنا أجمل سمفونيات الكلمة الطيبة ..محمد زروق منشد وقارئ صدح صوته في عالم الإنشاد من خلال خامة صوته التي يمتلكها..
1/كيف تقدم نفسك وكيف كانت بداية إنطلاقتك ؟
أمين زروق فنان برسالة إيجابية رسالة تحمل في طياتها كل ماله علاقة بالجمال و الإيجابية و الإحسان بمفهومه الواسع بداياتي كانت من داخل مساجد مدينتي حيث كانت توجه لي رفقة مجموعة من شباب مدينتي دعوات من قبل العديد من المشايخ والأئمة بمدينتي لإحياء الحفلات الدينية من ذكرى المولد النبوي الشريف و الأعياد و مسابقات حفظ القرءان الكريم ذلك بمجموعة من الإبتهالات التي لها علاقة بمضمون الحفلات كان هذا منذ سنوات قبل حصولي على شهادة البكالوريا بعد حصولي عليها درست بجامعة أم البواقي وتعرفت على إثرها بصديقي العازف رياض زراري فأنشئنا فرقة وبدينا بإحياء الحفلات الوطنية والدينية وغيرها من المناسبات على مستوى ولايتي ، شيئا فشيئا بتوفيق من الله توسعت رقعة جولاتنا إلى أن صارت تأتينا الدعوات من مختلف الولايات بعد حوالي عام من جولاتنا التي مست تقريبا جل ربوع الوطن فكرت في إنشاء فرقة موسيقية على مستوى الجامعة طرحت الفكرة على السيد مدير النشاطات بالجامعة السيد سفيان جدي فرحب بالفكرة ومنحنا الدعم الكافي فأنشأنا الفرقة وسميناها " نادي جيل الإنشاد " كان هذا بعد "كاستينغ" قمت به رفقة أستاذ متخصص في الموسيقى قمنا بإختيار مجموعة كورال من إناث وذكور و مجموعة من العازفين على الآلات ولله الحمد صارت فرقة "اكوستيك" ، نفس الفكرة قمنا بتجسيدها على مستوى الإقامة الجامعية التي كنت مقيم بها حيث عرضنا الفكرة على السيد مدير النشاطات بالإقامة السيد زكرياء لربس الذي رحب بالفكرة ومنحنا الدعم الكافي فالفرقتين كملوا بعضهم حيث كان وقت تدريباتنا مقسم على فترتين فالنهار في اوقات الفراغ بالجامعة وفاليل على مستوى الإقامة ولله الحمد ساهمنا ولا نزال نساهم من خلال الفرقتين في إحياء جميع المناسبات الوطنية والثقافية داخل تراب الولاية و الجامعة من يوم الطالب و ذكرى أول نوفمبر وعيد الاستقلال وغيره..
2/ماهي أهم المحطات التي شاركت فيها ؟
بالإضافة إلى أنني منشد أنا قارئ للقرءان والحمد لله فمن بين المحطات التي شاركت فيها وزادتني ثقة ودعما لمواصلة مسيرتي مسابقتين ولائيتين فالتجويد الأولى نظمتها جمعية العلماء المسلمين بالولاية تحت شعار احسن صوت فالتجويد تحصلت فيها على المركز الأول ، والثانية مسابقة ايضا فالتجويد تحت عنوان القرءان في بيوت الرحمان والتي نظمتها مديرية الشؤون الدينية بالتنسيق مع إذاعة أم البواقي الجهوية وتحت رعاية السيد الوالي ، شارك فالمسابقة أزيد من 800 متسابق ولله الحمد تحصلت فيها على المركز الأول ، من بين أهم المحطات التي شاركت فيها في عالم الفن والإنشاد المسابقة الوطنية منشد الجامعة حيث تحصلت فيها على المركز الثالث والتي احتظنتها جامعة المسيلة بتنظيم من التنظيم الطلابي "Real" ، كانت لي مشاركة ايضا العام الماضي في المسابقة الوطنية الإنشادية "حادي الأرواح" التي يحتظنها التلفزيون الجزائري حيث وصلت الى الدور الربع النهائي من المسابقة والتي نطمح أن ننال لقبها يوما ما باذن الله من بين أبرز محطاتي في عالم النشيد هو مشاركتي من خلال نادي جيل الانشاد بتسجيل نشيد فديرالي رسمي لجامعة أم البواقي النشيد جاء بعد مناقشتنا للفكرة مع السيد مدير النشاطات بالجامعة والذي بدوره عرضها على السيد مدير الجامعة الأستاذ زهير ديبي ولاقت الفكرة إستحسانهما حيث تكفلوا بمصاريف الاستوديو وقمنا بالاعلان عن مسابقة لأحسن كلمات للنشيد خصت أساتذة وطلاب جامعة أم البواقي حيث فاز فيها طالب دكتوراه الشاعر رشيد بوكراع ، لحنت الكلمات ووزعت من طرف الفنان عبد الرحمان بوحبيلة وقمت رفقة كورال النادي بتسجيلها ولله الحمد عرض النشيد في الملتقى الدولي للشهيد العربي بن مهيدي حيث كرمنا رفقة النادي على إثره من طرف السيد وزير المجاهدين وأخت الشهيد البطل العربي بن مهيدي والسيد والي الولاية ومدير الجامعة .. ونحن الان بصدد تصوير فيديو كليب للنشيد ليخلد كلماته التي تحمل في طياتها ماورثه شهدائنا الابرار لأحفادهم من علم وحب للدين و الوطن
3/الإنشاد هل تراه خدم الدعوة الإسلامية ؟
لعلي استذكر هنا مقطع من احد مقالات إبن عمي صهيب زروق رحمه الله الذي كان له الفضل علي بعد الله في أن استمر في هذا المجال والذي يجيب فيها عن هذا التساؤل ويقول : يعتبر الفن أحد المحاور الكبرى للعمل الدعوي النهضوي الشامل، وقد كان للفن أيام الصحوة الإسلامية بصمته من خلال اقتحام الكثير من الفضاءات السمعية والبصرية والمقروءة، لكن ذلك لم يعمر كثيرا فسرعان ما استيقظت الحركة الإسلامية على صوت مفزع مدوٍ ينادي: "لا يدخل إلى سوقنا من تفقه في الفن"، منذ ذلك الحين والتضييق يمارس على كل من أراد أن يفكر في عمل فني متشبع بالفكر الإسلامي الصافي والعادات الوطنية الأصيلة، فلم نجد بعدها في الساحة الفنية إلا النطيحة والمتردية..
4/ماتعليقك على واقع الأنشودة حاليا في العالم العربي الإسلامي؟
اظن انو فيه تحسن ملحوظ في المستوى من ناحية تماشي الاعمال الإنشادية مع متطلبات السوق وما يطلبه الجمهور من جهة كذلك من ناحية اعطاء فرص للظهور لأصحاب الأصوات الجميلة بالمسابقات ..
5/كثير من المنشدين في العالم العربي أصبحوا مغنيين لماذا؟
وهل تعتقد أن السبب في رأيك يعود إلى أن الإنشاد صار يعاني التهميش أم لم يعد له أهمية مقارنة بالسابق أم هناك أسباب أخرى ؟ اظن ان لمثل هكذا تغير فالمسارات و الخروج عن السكة راجع لقناعة الشخص في حد ذاته ونيته التي تلازم كل أفعاله وتحركاته فلو كان الشخص مقتنع بأن مايفعله هو الصحيح ومايقدمه من فن هو الفن بعينه وان المنشد هو الشخص الذي يستحق أن يطلق عليه لقب الفنان لأنه يقدم في رسالة نبيلة وراقية رسالة تحمل أبعاد كثيرة وتشمل مجالات وقيم متنوعة منها الإنسانية و الاجتماعية و الثقافية والدينية وبصورة جمالية وابداعية تعكس صفة الفن فلو كان الشخص مقتنع بهذا ما حاد عن الطريق ، من جهة اخرى لا ننسى جانب التهميش ايضا التهميش موجود وممارس للاسف هذا حالنا نسأل الله أن يغيره للافضل لاكن لا نلقي اللوم على من نرى فيهم انهم بقدرتهم ان يعطوا للنشيد حقه من مسؤولين في قطاع الثقافة وغيرهم من القطاعات ذات الصلة في نظري وبكل صراحة التهميش راجع للمنشد او الفنان بحد ذاته المنشد يحب عليه أن يجتهد ويصنع اسما له في السوق الفني ولدى الجمهور ، هناك العديد من المنشدين المعروفين الذين وضعوا بصمتهم في عالم النشيد نذكر منهم المصري محمد طارق وبامكانيات بسيطة و عانقت أعمالهم ملايين المشاهدات .. والزمت وفرضت على من مارس التهميش عليهم في وقت مضى ان يعطيه حقه ويحسب له الف حساب ، فالقرن الواحد والعشرين وزمننا هذا شئنا أم ابينا قيمة الفنان تقاس بما يملكه من متابعين لا بما يملكه من قدرات وامكانيات و تمكن فالمجال الفني الموسيقى كان او غيره ، فلذا على المنشد مواكبة هذا التطور والاجتهاد في أعمال ذات احترافية عالية اكيد مع المحافظة على المضمون مضمون مايقدم وبصورة جمالية تتواكب مع مايحبذه او يطلبه الجمهور
6/كمنشد ماهي الرسالة التي تود إيصالها ؟
تحظرني الان مقولة للفنان المغربي رشيد غلام حيث يقول فيها نحن لا ننزل الى ذائقة الناس بل يجب ان نسعى إلى أن تحدث تربية ذوقية جديدة لترتفع بذوق الناس , فكما قال و اوافقه الرأي بشدة .. يقول انوا الذوق العربي اليوم في الحضيض و لكي تغني او تنشد وتصبح مشهورا اليوم يجب أن تنزل الى الحضيض او الى ذاك المستوى فعلى الفنانين والمثقفين اليوم ان يحدثوا تربية ذوقية جديدة لدى ابنائنا وصغارنا فنحن مسؤولون عنهم لانهم مستقبل الغد . وكم هي معبرة تلك الكلمة التي فصح بها الممثل الجزائري "صالح أوقروت" عند مشاركته كلمةً بمناسبة الحملة الوطنية "علمني رسول الله" لجمعية المعالي الجزائرية، "واليوم آن الأوان لأن يتدين الفنانون، ولأن يدخل للفن أهل التدين، يجب أن لا نترك لهم الساحة لوحدهم".. لقد أحسن هذا الفنان التعبير عن الواجب الذي ينبغي أن يكون عليه الفنان المسلم .
7/هل تعتقد أن النشيد الإسلامي ساهم في محاربة الفكر المتطرف ؟
بطبيعة الحال أكيد فالنشيد كما قلنا يحمل كل ماهو مسالم وراقي وهادف فالانشاد كان ولا زال ولله الحمد يدعوا الى الوسطية و الاعتدال ..
8/كيف ترى علاقة التصوف بالأنشودة الإسلامية ؟ وماالذي يستهدفه النشيد لدى الجمهور ؟
الفن الإسلامي والنشيد بصفة خاصة له القدرة الفائقة على أن يصمم لبناء صلب يتمكن من الفكر فيرشده، ويسلك أغوار القلب فيهديه، ويرافق السلوك فيقومه، ولا يتصور فقيه لمسألة الفن أنه يجب على الفن أن يتقيد بإيراد الآيات والأحاديث كلما كتب أو مثل أو صوَّر.
9/هل الفيديو الكليب خدم النشيد وكيف ذلك ؟ وهل سنرى لك شيئا يعرض عبر الفضائيات مستقبلا؟
اكيد فالعصر والزمان تغير كما تكلمنا سابقا فجل الأعمال الفنية الناجحة والرائدة حاليا تصور كليب ، تحضرني كلمة للفنان الجزائري عبد الرحمن بوحبيلة قالها لي في نقاش دار بيننا حول هذا الموضوع الكليب قال لي انو الكليب يختصر مسيرة شهور او ربما سنوات للمنشد او الفنان ، فالكليب يختصر المسافات ويبرز صاحب العمل و العمل بصورة جمالية متكاملة سمعية وبصرية بالنسبة لي باذن الله تعالى فالقريب العاجل سنشرع في تصوير كليب النشيد وسيعرض باذن الله تعالى في جل القنوات الوطنية ولما لا العربية
١٠/ماهي طموحاتك كمنشد ؟ انا اسعى وبتوفيق من الله الى الوصول الى ماتحدثت عنه سابقا من فرض نفسي فالساحة الفنية وصنع قاعدة جماهرية تمكنني من أن اكتسح الساحة الفنية بقوة واصلاح مايمكن اصلاحة من تردي للذائقة الفنية كما ذكرنا ، حسب ما أرى انو فيه طريقتين للوصول الى هذا بالمسابقات التي تعطي للمنشد او الفنان اسما ووزننا و بالاجتهاد في أعمال تكون في مستوى مانقدمه من رسالة راقية ونبيلة كلمة ختامية...
فالاخير كل الشكر والتقدير لهذا المنبر ... على دعمه للمواهب الشابة بهكذا التفاتات طيبة قد تكون سببا دفعة قوية تدفع الانسان لقطع مسافات كبيرة في مشواره ، الشكر والتقدير للصحفية المتألقة ابتسام حفيظي وكل طاقم يومية الديار .
حاورته إبتسام حفيظي/الجزائر.