جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 09:36 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”القومي للإعاقة” يخرج بعدة توصيات من لقاء ”تعزيز وعي الكوادر الطبية لمحافظتي القاهرة والجيزة” إفتتاح معرض بداية لتنمية الأسرة ضمن المبادرة الرئاسية ”بداية”ولمدة 3 أيام فى البحيرة وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية UCLG AFRICA بتشريف رئيس الجمهورية..”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” يشارك في إفتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الـ 12 محمد صلاح فى مهمة صعبة مع ليفربول أمام ليفركوزن بـ دوري أبطال أوروبا وزارة الصحة تحذر من ”حقنة البرد”: تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى وزيرة البيئة تشارك في الحوار رفيع المستوى حول المدن و أزمة تغير المناخ نتائج الانتخابات الأمريكية.. تعادل بين هاريس وترامب فى أصغر قرية أمريكية مفوض الأونروا: إسرائيل تنشر معلومات مضللة للإضرار بسمعة الوكالة القبض على المتهمين بسرقة تحف وكتب من شقة بالعجوزة الاستماع لأقوال المؤرخ ماجد فرج فى بلاغ سرقة تحف وكتب من شقته بالعجوزة غارات لجيش الاحتلال الإسرائيلى على المنطقة الصناعية بمحافظة حمص السورية

الدكتور محمد محمود : هناك قمر صناعى مصرى اسمه « نورث2» سيتم إطلاقه فى بداية عام 2019.. وأنا صاحب أول فكرة إنشاء شركات مصرية يكون عملها قائم على تغذية صناعة الفضاء

الدكتور مهندس محمد محمود إبراهيم
الدكتور مهندس محمد محمود إبراهيم

ساهمت فى أداء الاختبارات النهائية على مشاريع بحثية مصرية فى المفاعل «الذرى» اليابانى

 

 

«ناسا» أشارت إلى رسالة الدكتوراه الخاصة بى فى مجلتها العلمية


 

 

 

حينما تحلق عقول الوطن إلى بلاد المهجر، مسلحة بالعزيمة والوطنية والانتماء، عاقدة النوايا على أن يكون لهم شأن وباع فى فضاء العلم والعمل، وتنهل عقولهم بكل ما هو جديد فى العالم الخارجى، فاعلم أن لهذه العقول عودة لأوطانها التى نشأوا وترعروا فيها ردًا لجميل أوطانهم عليهم.

 

 

 

فيسعى كل فى مجال تخصصه لنشر قيم علمية أصبحت ذخيرة عقله، فسهر لأجل تحصيلها الليالى والساعات الطوال لكى ينفع بها أبناء بلاده، معلنًا بذلك مساهمته بذلك الجهد والعطاء فى بناء مستقبل أفضل لوطنه الغالى.

 

 

 

وحرصت «الديار» على تسليط الضوء على أحد هذه النماذج التى لم تدخر يومًا جهدًا من أجل أن يكون لبلده شأن فى مجال العلم والتكنولوجيا، وكان الدكتور مهندس محمد محمود إبراهيم أحد تلك النماذج الوفية التى ساهمت فى بناء مستقبل أفضل لوطنه لا يقل قيمة عما قدمه كبار العلماء أمثال الأجلاء أحمد زويل، وفاروق الباز.

 

 

 

يروى "إبراهيم" تجربته الفريدة فى مجال تكنولوجيا الحاسب الآلى وربطها بمجال بعلم الفضاء خلال حواره مع جريدة "الديار"، فإلى نص الحوار...

 

 

- عرفنا بنفسك فى سطور موجزة؟

 

 

-- أنا الدكتور مهندس محمد محمود إبراهيم، مصرى الجنسية تخرجت فى جامعة القاهرة من كلية الهندسة عام 2000، ثم التحقت بجامعة «كيوشو» اليابانية وحصلت فيها على درجة الدكتوراه، التى تخصصت فيها على تصميم نظام الحاسبات المتعددة الاستخدامات والمعالجات، وقد ساعدنى المشرف القائم على رسالة الدكتوراه الخاصة بى على أداء الاختبارات النهائية على مشروعى البحثى فى المفاعل الذرى اليابانى.

 

 

وقد أشارت وكالة «ناسا» إلى موضوع رسالتى فى المجلة العلمية الخاصة بها، State of work Technology ، وأعمل حاليًا  كبير مصممى حاسبات فائقة الآداء بمركز تصميم الآليات بشركة «هيتاتشى» اليابانية، وعضو لجنة الفضاء المصرى، وأعتبر نفسى ابن برنامج الفضاء المصرى.

 

 

- هل تمكنت من توظيف طاقاتك وقدراتك العلمية والبحثية فى مصر؟

 

 

-- حاليًا أعمل ضمن لجنة استشارية بلجنة الفضاء المصرى مع عدة مجموعات بحثية إحداها برئاسة الدكتورة سمية ياقوت، والأخرى برئاسة الدكتور أيمن محمود، بغرض إنتاج حاسبات أقمار صناعية، ولاسيما خدمة القمر الصناعى المصرى  "نورث2" والذى سيتم إطلاقه فى بداية عام 2019، وأتشرف بأن كنت أحد القائمين على تصميم هذا القمر، والذى يعد اثباتًا قويًا ودليلًا دامغًا على أن مصر لديها القدرة على إنتاج تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

 

 

- حدثنا عن ابتكارك، وأهميته؟

 

 

-- هذا الحاسب الآلى يعد ابتكارًا فريدًا من نوعه حيث يختص بالتحكم فى الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى أن جزءً من هذا الابتكار يعد اختراعاً، وهو أحد التكنيكات القادرة على مسح ذاكرة المصفوفة المبرمجة حقليًا، ويطلق عليه اسم «playnd Scraping» وهو حاليًا  تحت تسجيل براءة اختراع له.

 

 

وقام على هذا الابتكار من خلال جهد مشترك لمجموعة بحثية من أبناء مصر فى الخارج، وقد قاموا بتصميم الدائرة الإلكترونية واللوحة المطبوعة، وقمنا باختبار الحمل الإشعاعى وقد أتاحت اليابان لمصر من خلال وساطتى بإجراء هذا الاختبار داخل معاملها فى المفاعل الذرى أيضًا، وتعد هذه المرة الثانية لى بالمفاعل الذرى اليابانى، وبعد نجاح الاختبار تم صناعة الدائرة الإلكترونية، وكذلك تصميم اللوحة المطبوعة فى شركة بنها للصناعات الإلكترونية، وبمساعدة وزارة الإنتاج الحربى كما تم وضع عدة معالجات متعددة الأنوية على تلك المصفوفة لإطلاقها على القمر الصناعى المصرى North2.

 

 

- هل وجدت من قدم لك يد العون والمساعدة فى مصر لإنجاح ابتكارك؟

 

 

-- لأننى كنت صاحب أول فكرة إنشاء شركات مصرية يكون عملها قائم على تغذية صناعة الفضاء فى مصر، فقد اهتم بالفكرة كل من سمع بها، وتقدمت بها إلى الحكومة المصرية، وقد قدم لى المساعدة فى ابراز قيمة هذا الابتكار وتسليط الضوء على هذا المشروع «أحد الأجهزة الأمنية المصرية رفيعة المستوى»، وفى الحقيقة تعاون معى فى هذا الابتكار العديد من الجهات الحكومية المصرية مثل وزارة الهجرة ووزارة الانتاج الحربى وشركة بنها للصناعات الإلكترونية.

 

 

وقد أقرها البرلمان المصرى فى جلسته المنعقدة بتاريخ 25 ديسمبر 2017 وهكذا تكون إنشاء أول وكالة فضائية مصرية قد بات حلمًا قابلًا للتحقيق، وبموجب موافقة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بأن وكالة الفضاء تعد هيئة اقتصادية، و يحق لها إنشاء شركات.

 

 

- كيف ترى مستقبل هذا الابتكار فى مصر والعالم؟

 

 

-- طالما أن هناك نية لإطلاق وصناعة أقمار صناعية فى مصر فإن صناعة مثل هذه الحاسبات فى العديد من تطبيقات الإلكترونيات الصناعية، وأن إنشاء شركة الحاسبات المدمجة وبرمجياتها تعد أول الشركات العاملة فى هذا المجال فى مصر.

 

 

يمكن لهذا الابتكار أن يقدم لمصر أرباحًا  طائلة، وأن الاتجاه العالمى حاليًا يتجه نحو صناعة المعرفة، وطالما أننا استطعنا من خلال المعرفة إيجاد منتجًا مثل هذا الحاسب. فإن هذا يدل على وعينا الكامل بعلوم وتكنولوجيات مختلفة، ولابد لنا ألا نكتفى بهذا المنتج ونطور فيه، لأن أى منتج له وقت معين يعيش فيه، وبعد انقضاء هذا الوقت يتم التخلى عنه والبحث عن آخر متطور، وحتى لا نخرج عن سباق هذا السوق فإننا لابد لنا من أن نمضى قدمًا فى تطوير قدرات هذا الحاسب، وأعتقد أننا لدينا القدرات والطاقات التى تمكننا من استحداث هذا الابتكار لأننا الآن أصبحنا نمتلك المعرفة، وفى حين إصدار العديد من الابتكارات سوف يدر علينا أموالًا وأرباحًا طائلة تسهم فى رفع مستوى الاقتصاد المصرى وزيادة قدراتنا على المنافسة باعتمادنا على الاقتصاد القائم على المعرفة، ليس هذا وفقط بل إنما يضعنا فى مصاف الدول المتقدمة.

 

 

 

- هل يمكن الاستفادة من هذا الابتكار مستقبلًا فى خدمة الأغراض العسكرية؟

 

 

-- فى الحقيقة أنا لست متخصص فى المجالات العسكرية، إنما أعمل فى المجال المدنى، لكن طالما أن ذلك الابتكار قد صمم من أجل تطبيقات التحكم عن بعد، فمن الممكن أن يستخدم فى أغراض كثيرة، لاسيما العسكرية.

 

 

- هل لديك رسالة توجهها للأشقاء العرب فيما يخص التعاون فى مجال ابتكارك؟

 

 

-- رسالتى للأشقاء العرب أنه بات ضروريًا أن نحصل على احترام العالم من حولنا، ولابد أن تتآلف قلوبنا ونتفق جميعًا  نحن العرب على الاستثمار فى العلم، لأن مثل هذا الاستثمار يمكن الأمة من أن تكون صاحبة قرارات مؤثرة، بالإضافة إلى أن الاستثمار فى العلم يدر دخولًا  مالية كبيرة من الممكن أن تفوق عائدات البترول.