طلعت القواس : الدولة قطعت أرجل وأيدى الإخوان.. وأحكام الإعدام التى تتخذ ضدهم هى القصاص!
► مبارك رجل «وطنى».. ولا يوجد ما يسمي بـ«موقعة الجمل» فهو اختراع «شيطانى إخوانى»
► القواس لـ«مجلس النواب»: كان الله في عونكم
► الوضع الإعلامي أثر علي التقيم الصحيح لمجلس النواب.. ولدي النية للترشح
في ظل التخبط السياسي الذي يصيب الساحة العامة، والاختلاف حول محبس دكتور عبدالعال بين مؤيد ومعارض لا يري أنه محلي يمثل كافة أطياف الشعب، خاصة في عدم وجود وتمثيل أحزاب قوية، وفِي وقت عودة مجلس الشوري تحت مسمي مجلس الشيوخ، كل هذا وفِي نفس الوقت محاربة الدولة للإرهاب والتصدي للعمليات الارهابية والتفجيرات من قلل عناصر الجماعات وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وحول أنباء عن عودة أعضاء الحزب الوطني وأعضاء نظام مبارك السابق، إلي الساحة السياسية والبرلمانية والعامة.
حوار مع شخصية تميزت بالخبرة واسعة في الحياة البرلمانية وعضو مجلس شعب سابق لثلاث دورات متتالية منذ عام 1995 وحتي 2010 منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ومرشح سابق لمجلس النواب 2015 ممثلا عن حزب المصريين الأحرار عن دائرتي عابدين والموسكي وباب الشعرية حاصل على درع التميز البرلمانى لأفضل نائب في مجلس الشعب الفصل التشريعى السابع.
"الديار" في حوار خاص مع النائب البرلماني السابق "طلعت القواس".. وإليكم نص الحوار..
- بدايةً..كيف تري الحياة السياسية في مصر؟
-- الحياة السياسية بصفة عامة بها فراغ سياسي وكان بها ارتباك للأحداث التي نعلمها بالإضافة إلى غياب الأحزاب وليس لها دورا خلال السنوات القريبة وبدأ أن يكون هناك حراك سياسي خلال الفترة المقبلة والدليل على ذلك تجاوب الأحزاب مع الاحداث والفعاليات والمبادرات المطروحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي أو مجلس الوزراء.
- كيف تري مجلس عبدالعال؟
-- أقول لمجلس النواب كان الله في العون، فمن الصعب قيادة هذه المسيرة مع اختلاف الاتجاهات الكثيرة الموجودة للمجلس سواء من حيث اللوائح والإعداد الموجودة لكني أعتقد أن الدكتور علي عبدالعال بدأ في عمل كنترول علي المجلس، وبالفعل المجلس يمثل الشعب ولا يخرج قانون أو قرار يكون عليه إجماع وبعض الأشخاص يتصدرون ممن هم أعداء النجاح.
- ما الفرق بين مجلس النواب الحالي ومجلس الشعب وقت حكم مبارك من وجهة نظرك؟
-- المجلس الحالي ليس له عدة دورات علي العكس مجلس الشعب في عهد الرئيس مبارك كان مجلس مخضرم وبه قامات كبيرة مثال الموجودين حاليا لكن كان لهم وجود مؤثر في الشارع وكنت في المجلس منذ عام 1995 ومارست الحياة البرلمانية علي مدار عشرون عاما والوضع الاعلامي الذي نحتاجه أثر علي التقيم الصحيح للمجلس، بمعني أن كل الحوارات التي تتم داخل المجلس الشارع لم يعرف عنها شيئ وأصبح ليس لدينا الرأي والرأي الآخر مطروح على الشارع وهي فترة كان لابد أن نمر بها للم الشمل لكي لا نسمح بالانقسامات والتشتت في موضوعات لاتصل أهميتها للتحديات التي نمر بها، وبالتالي المجلس الحالي أنجز عدد من القوانين وله إيجابيات كثيرة وأجهض بعدم إذاعة الجلسات، والوضع الإعلامي أثر علي التقيم الصحيح لمجلس النواب لعدم إذاعة الحوار والمناقشة وتقديم الاستجوابات، بالاضافة إليّ ان هناك أعضاء لم يخوضوا هذه التجربة من قبل، والآليات التي يملكها النائب لم تستثمر بصورة فعالة.
- هل تري أن النائب لابد من تأهيله لكي يصبح عضوا في البرلمان؟
-- المؤهلات وغيرها جميع المجالس السابقة كان بها نسب ولا يوجد مجلس يكون جميع أعضاءه مؤهلين أو غير مؤهلين ولدينا نسب متزايدة داخل هذا المجلس، ولكن كان هناك ضروريات تحكم هذه التشكيلة والدورة الماضية تحتم ان يكون مجلس ممثل لجميع الفئات مرأة وشباب واقباط، وبالتالي ليس من الضرورة أن يكون مؤهلا بالصورة الصحيحة التي نرضي عنها.
- هل تنوي الترشح لعضوية مجلس النواب؟
-- الحياة البرلمانية أصبحت داخل الممارسة بصورة أو بأخرى وخصوصا لو انك تحب بلدك وتقديم الخدمات والتفاعل والشعور بالمواطنين عليك ان تترشح، ولم أتخذ القرار النهائي لكن لدي نية للتشريح وأتمني ذلك.
- وماذا عن دور الأحزاب السياسية.. كيف تراه؟
-- خمسة وتسعون في المائة من الأحزاب لا تتحرك لكن حزب الحرية المصري يتحرك بخطوات ثابتة وفكر جديد فهو ليس حزب نمطي ولدينا قيادات كبيرة سوف تخوض الانتخابات القادمة ونأمل أن يكون عدد جيد.
- ترشحت لعضوية البرلمان الدورة السابقة.. سبب عدم فوزك بالانتخابات حدثنا عن الكواليس؟
-- الانتخابات في الدول النامية والمنطقة بصفة عامة يحكمها بعض المعايير التي لا يكون للنائب قرار فيها بمعني عندما يطرح موضوعا ويكون فيه المصلحة العامة فهو يوجب عن أي نائب ان يتقبلها، فقد كنت نائبا عن دائرة عابدين والموسكي منذ عام 95 وبعد ذلك تمت اضافة دائرة الأزبكية لتكون خاصة بي وكان لدي بعض الاعتراضات نظرا لكثرة الدوائر وبعدما عملت بدائرة الأزبكية وقبل الانتخابات تم تغييرها بدائرة باب الشعرية وكان المنافس وقتها مرشح قبطي، والأمريستدعي تمثيل الاقباط في المجلس، وقد كان رغم فرق الأصوات بيننا بكثير لصالحي، وكل هذه التغييرات كانت للصالح العام رغم الضرر الذي لحق بي، وقتها استأت من الوضع ولكن وقتي ثم تقبلت الوضع الذي يخدم الصالح العام.
- كنت من اعضاء الحزب الوطني المنحل الذين امتنعوا للترشح للانتخابات البرلمانية وقتها.. كيف واجهت الامر وهل كلن ذلك السبب الذي ساهم في عدم فوزك في الانتخابات السابقة؟
-- بالفعل كان داخل المجلس تجنب لنسبة كبيرة لعدد من النواب المحسوبين علي النظام السابق وأعضاء الحزب الوطني، فهناك بعض المعايير التي تفرض نفسها علي المشهد، ولَم ألجيء الي القضاء، وكان لابد أن يكون هناك شريحة من الشباب والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة في المجلس، وكل هذه الشرائح أثرت في التركيبة وفي المرحلة الأولى، رغم أنني كنت بحزب المصريين الأحرار عن دوائر عابدين والموسكي وباب الشعرية وكنا الأوائل في أعداد النواب الناجحون علي مستوي الجمهورية ومتفوقين علي كل الأحزاب بعدد كبير من المقاعد، ومن سوء حظي أنني كنت في المرحلة الثانية وكنت أخوض الانتخابات وأنا اعلم صعوبتها والقائمة كان بها حوالي 23 متنافس كنت الأول عليهم رغم أن هناك ثلاث نواب منافسين داخل القائمة وكان من المفترض عدم دخولي في الإعادة ولكن حدث وكان المرشح المنافس قبطي، وكنت واثق من النجاح إلا أن الأمر كان به ترتيبات أخري لاستكمال عدد الأقباط والحزن الخاص بي كان مؤقت ما لم يستغرق 48 ساعة نظرا للمصلحة العامة للنظام في مصر وقتها كان يريد تمثيل لكل هذه الشرائح.
أما عني فقد حصلت علي أكثر من مرة النائب المتميز في تقديم مشاريع القوانين وكنت معارض علي بعض الأمور من خلال القنوات الشرعية وكنت رئيس اللجنة الاقتصادية وبالتالي لدي خبرة في هذا الشأن ولكن علمت أن هذه مصلحة عامة لابد أن تسير بهذا الشكل لان عندما نواجه التحديات الخارجية نكون قادرين علي التباهي بعدد الشباب والمرأة والأقباط فمثل هذه الشرائح يجب أن تكون علي حساب أشخاص أخرين والذي يجب الوطن لابد من الوقوف بجانبه حتي لو كانت علي حسابي.
- ذكرت سابقا إنك تلقيت اتصالات عبر وسطاء للترشح على قوائم حزب النور السلفي بالانتخابات ولكنك رفضت تجنبنا للشبهات ..ما خلفيات هذا الاتصال وماذا حدث وقتها؟
-- جميع الأحزاب قامت بالاتصال بي وكنت مؤسس لحزب المواطن المصري وقتها بعد حل الحزب الوطني وكان مقره بمكتبي بعابدين وكان به قيادات كبيرة لكي يكون هناك بديلا للنزول للحياة السياسية والحزبية في مصر ونجح منه عدد من الأفراد وحاليا داخل المجلس وقمنا بخوض تجارب صعبة للغاية ودفعنا تمنها كثيرا وكنا في منتهي الشراسة ضد الاخوان لدرجة أنهم اعتقلوني لمدة عامين بحجة موقعة الجمل.
- ومن المتسبب الحقيقي في موقعة الجمل.. من وجهة نظرك؟
-- لا يوجد ما يسمي بموقعة الجمل فهو إختراع شيطاني إخواني، لان الرئيس مبارك بعدما قال الخطاب الخاص به أصبح ميدان التحرير شبه خاليا وتفهم المتظاهرين لهذا الأمر بإلاضافة الي وطنية هذا الرجل فأصاب جماعة الإخوان الخوف وكان في هذا التوقيت كان بعض الأشخاص بمنطقة الهرم نظموا مظاهرة سلمية نظرا لوقوف حالة السياحة ودخل بميدان التحرير اربع جمال وسبع أحصنة فقط، وبالعكس الموجودين داخل ميدان التحرير قاموا بذبح جمل منهم وطبخه وأكله، وكان مقر الحزب قريب من ميدان التحرير، وفي حكم الإخوان جميع الافراد المتهمون في القضية أخذوا براءة نهائية لأنها كانت ملفقة وهذه لعبة الإخوان.
- كيف تري معركة الدولة مع الاخوان والارهاب هل قلمت الدولة أظافر الجماعة أن ان الأمر لم ينتهي بعد؟
-- الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي قطعت لهم أرجلهم وأيديهم وليس اظافرهم فقط، ولكن لم ينتهي الأمر بعد، فهم لديهم جيوب وتمويلات خارجية كثيرة ولن يكون لهم قائمة مرة أخرى لأن الشعب استوعب العملية جيدا ونتورثها مع اولادنا أن الإخوان ما قاموا به بداية من اغتيال الرئيس الرئيس السادات حتي الآن، واحكام الاعدام التي تتخذ ضدهم هي قصاص وقانون وأسلوبهم الكذب والخداع.
- في رأيك من المتسبب في خلع نظام مبارك وكيف تري ثورة يناير؟
-- في البداية كان الموقف بين الشباب والشرطة بسبب بعض الممارسات الخاطئة، وتعمدوا أن يخرجوا متظاهرين في يوم عيد الشرطة، الا ان كان الترتيب أكبر من هذا بكثير وميدان التحرير كان به عشرات من المخابرات وكل جهه لها رجالها يقوموا بالتخريب، والذي أنقذ الوضع أن مصر محروسة فالذي حدث يهد أي دولة لكن عندما ننظر للوضع بعقلانية وسقوط نظام مبارك والجميع معه في هذه أية "ولو كنتم في بروج مشيدة" وغلطة العمر التي كسرت هذا النظام استمرارية الثلاثون عاما متتالية والحديث عن التوريث لكن مبارك أعلن عدة مرات عدم حدوث للتوريث.
- لو كان مبارك مازال في الحكم ولَم تكتمل الثورة.. كيف سيكون المشهد والوضع من وجهة نظرك؟
الشواهد جميعها كانت تؤكد أن جمال مبارك كان سيترشح للرئاسة والعملية اثناء الثورة كانت تصاعدية والذي يشعلها الإخوان، لذلك اري أن ثورة يناير هي مؤامرة من كثير من دول العالم وليست ثورة، والأصل في ذلك الإخوان الحركة النابعة من رحم الموساد وتتبع اسرائيل، والذي يشكلهم هما انجلترا وقطر وتركيا هي التي تمولهم ولا أنسي عندما قال أوباما "ناو" للحكم فقد كانت إهانة غير عادية لمصر فخطاب مبارك قام بتصليح عدد كبير من الموضوعات وهي أنه لا يريد الكرسي وعدم التوريث واقتناع الكثير من المواطنين لكن استمرت الثورة وفي التحقيق الخاص بي سئلت نفس السؤال عن رأيي في الثورة وقلت انها جميلة وخرج الشباب يعبر فيها أنه مضطهد من جهات سيادية مثل الشرطة، ولكن بعد ذلك تتطور الوضع.
ومن وجهة نظري أن السلبية جاءت من النظام حينها نظرا لعدم تجوبه مع سرعة الأحداث ولكن كان التطور عند دخول الإخوان وكانوا متربصين دليل علي ذلك عدم نجاح خيرت الشاطر ومحمد مرسي وغيرهم فهي عناصر تمول من الخارج بالإضافة إلي الفلسطينيين وحماس وحزب الله الذين دخلوا بإعداد كبيرة وغير مسبوقة إلى مصر عبر الحدود وهي سقطة تحسب علي النظام والأسلحة الحديثة والتمويلات وقتها وقد كان المتظاهرين يجلسون في التحرير ويأكلون أطعمة بعشرات الآلاف من الأشخاص والعملية كانت غير طبيعية ومصر في هذا الوقت كانت مستهدفة لكنها محروسة بأمر الله.
- أُوصِّف لنا علاقتك بجمال مبارك؟
-- كانت علاقتي معه طيبة دائما فهو مثقف ومحترم وهذا طبيعي لأنه ابن رئيس الجمهورية ومبارك كان وطني بدرجة كبيرة وفي عز الازمات والدعوات الخارجية قال سأموت في بلدي وكانت في وقت صعب علي إنسان أن يقولها وله الكثير من الإيجابيات.
- ماهي التحديات التي تواجهها مصر حاليا من وجهة نظرك؟
-- التحديات كثيرة وعلي رأسها الإرهاب والحالة الاقتصادية وإعادة تسليح القوات المسلحة بعد 73 والانتصار العظيم حدث فترة ركود في التسليح وخلال السنوات الماضية حدثت طفرة غير مسبوقة للقوات المسلحة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والأهم من التسليح هو تنوع السلاح حتي لا نكون تحت رحمة أحد ومصر لها علاقات كبيرة مع عدد من الدول، ومعرض إيدكس هو بداية أنتاج للأسلحة لكنه مشوار طويلا.
- ما رؤيتك في خطة القضاء علي الاٍرهاب؟
-- الإرهاب يحدث في جميع دول العالم رغم حزننا علي جميع الشهداء لكنهم في النهاية يدخلون الجنة، والدولة تسعي للقضاء عليه وبالفعل حققت.
- بما أنك كنت رئيس اللجنة الاقتصادية سابقا بمجلس النواب.. ماهي الحلول الاقتصادية من وجهة نظرك؟
قضية الدعم من بدايتها خاطئة ونري السلبيات في جميع المجالات ومن ضمن سلبيات الرئيس مبارك الاستمرارية في الدعم للحفاظ على الوضع الرئاسي لدرجة أننا وصلنا للسفه في الاستهلاك.
أما الآن الوضع مختلف والجميع حريص في الشراء علي كافة احتياجاته فقط، فلابد من ترشيد الاستهلاك في كل ما نحتاجه ووصول الدعم الي مستحقيه، وأيضا من تقليل كثرة الاولاد، وبدأت الدولة في التفكير في مثل هذه الإجراءات لأن التعليم يكلف علي الدولة مبالغ كثيرة من ضمنها تكاليف المعلمين والمدرسين.
ولابد من التفكير بأسلوب حضاري يتواكب مع الاحداث ومن عظمة الدين أنه يتواكب مع كل الأزمنة والذي يحدث الان من صعوبة في المعيشة والجميع يعاني منها، لأننا في مرحلة تحتاج أن يكون الجميع في وحدة وتكاتف ونحتاج الي إصلاح في التفكير وتقييم كل ما نحتاجه.