اللواء أركان حرب مصطفى قطرى مساعد مدير إدارة المدفعية لشئون التسليح والصواريخ السابق لـ «الديار» عقيدة الجندى المصرى تفوقت على الامتياز النوعى للعدو الاسرائيلى فكان النصر
إنتهت أسطورة اسرائيل التى لا تقهر على ايدى القوات المسلحة المصرية فأدركت اسرائيل أنها ليست القوة العسكرية الوحيدة فى المنطقة بعد أن أثبتت مصر للعالم أنها قوة عسكرية لا يستهان بها ، ولعل أبطال القوات المسلحة المصرية هم من سطروا حروف نصرهم من دماؤهم وإنتمائهم للوطن ، حاورت اخر الاخبار نيوز أحد أبطال حرب أكتوبر الذى أخذ من هزيمة ٦٧ اصرار وعزيمة لإعادة بناء القوات المسلحة فأصبح هدفه الاستراتيجى العودة إلى حدود ما قبل ٦٧ حتى تعود إلى مصر سيادتها وحقوقها فى سيناء والإ كانت ستظل سيناء تحت سلطة العدو أبد الآبدين ، وستظل حرب اكتوبر تثرى بأحداثها وأبطالها حياتنا بالكثير من الوقائع وبعظيم التضحيات والبطولات سطرت فيها القوات المسلحة المصرية تاريخا خالدا لا يمحوه الزمن سنتذكره بكل فخر جيلا بعد جيل ، ففى الذكرى الـ ٤٧ لحرب اكتوبر يجب أن لا نغفل عن أبطال أهدونا سيناء الحبيبة ،فكان لنا الشرف أن نلتقى بإحد أبطال حرب اكتوبر اللواء أركان حرب مصطفى قطرى مساعد مدير إدارة المدفعية لشئون التسليح والصواريخ السابق .
بداية ما الإجراءات التى اتخذتها القيادة السياسية والعسكرية عقب النكسة ؟
كانت القيادة العسكرية على قدر كافى من الوعى لأنها اعادت بسرعة شديدة تنظيم القوات المسلحة ولعب هذا الدور بكفاءة شديدة اثنين من الرجال لا يجب أن يغفل ذكرهم فى التاريخ وهما الفريق محمد فوزى والفريق عبد المنعم رياض ،اتسمت القيادة العسكرية بقراراتها الجماعية وليست الفردية حتى يتم اتخاذ قرار صائب ،وأضاف أن دور السادات كان مكمل لدور عبد الناصر فهدفهما استرداد الارض ، يفعلها عبد الناصر يفعلها السادات فى النهاية هدفهما مصر ، فتم التجهيز للعبور وخلق لديهم نية الحرب عن القيام ببعض المشاريع الاستراتيجية .
وما هى المشاريع الاستراتيجية التى نفذتها القوات ؟
هى مراكز قيادة ومشاريع على خرائط ومشاريع بالقوات ومشاريع قوات مع الذخيرة الحية ومشروعات لواءات وفرق وصاحب تلك الخطة الفريق عبد المنعم رياض بانضباطه وعلمه الشديد ، فكان يقوم بانتقاء الضباط وكان يشرف على تدريبهم بنفسه وكذلك مشاريع الخرائط فكان سابق زمنه بعقليته الفريدة .
ما هو دور الفريق سعد الدين الشاذلى فى اعادة تعبئة القوات ؟
أدى الفريق سعد الدين الشاذلى دوره بكفاءة عالية لانه حفظ القوات واجبها فى العبور حفظ آلى أوتوماتيكي ، حفظوا دورهم والمهام التى تقع على عاتقهم أدى ذلك عند العبور بأن المشهد كان أبلغ بالمعجزة ،كان يشرف على تدريب الجنود بنفسه داخل الوحدات عقب توليه رئاسة اركان حرب القوات المسلحة لأنه يؤمن بأن التلاحم بين القادة والجنود هو الطريق لتحقيق النصر وأن مكان القائد هو الميدان وسط جنوده .
هل تم تشكيل وحدات جديدة فى القوات المسلحة عقب ٦٧؟
نعم كان لابد من ذلك فتم إنشاء كتائب اصطياد دبابات من المدفعية لتنفيذ التمهيد النيرانى ،وإنشاء وحدات كبارى ومعديات وإنشاء شبكة طرق لتنفيذ هجوم غير عشوائى طبقا للخبرات التى تم دراستها لقوات عبرت موانع مائية .
ما هى الأزمات التى كانت تعوق عملية العبور ؟
سيناء كان عمقها حوالى ٣٥٠ كم والعدو استباح تلك الاراضى فكان بها عدد كبير من القوات ومراكز القيادة ومحطات رادار ومحطات توجيه طائرات وجميعها أهداف مدفعية ولم تكن قواتنا تقدر على الوصول إليها ،فكان لابد من إسقاط تلك الأهداف ، وعقب ٦٧ وتدمير غطاءنا الجوى ، تم الأخذ فى الاعتبار التفوق الجوى للعدو ،فكان لابد من سلاح رادع لتلك الهجمات خاصة وأنها طالت مدن القناة ، بالإضافة الى خط بارليف الذى كان يفخر به العدو وأنه لابد من تدميره استخدام قنبلة نووية لكى نعبر القناة ،كل تلك الأزمات كان لابد التغلب عليها بتطوير أفرع القوات المسلحة وإنشاء أفرع جديدة .
وكيف تم تطوير أفرع القوات المسلحة وماهى الفروع الجديدة التى تم إنشاءها ؟
بحثت قيادة المدفعية ولم تجد أمامها الا الصواريخ أرض-أرض فتم اعادة بناء منظومة المدفعية وتزويدها بتلك الصواريخ حتى أصبح لنا تواجد فى العمق الاسرائيلى فى سيناء ، وبالنسبة للتفوق الجوى للعدو فتم سحب جزء من سلاح المدفعية وهو المدفعية المضادة للطائرات وإنشاء قوات دفاع جوى ،وأصبحت تلك القيادة قوة وليست جزء من سلاح تحت قيادة المشير محمد على فهمى ،الذى عمل على خلق شبكة دفاع جوى اصبح العدو لا يقدر على خرقها ، اما خط بارليف فنجح اللواء باقى ذكى يوسف فى جمع سلاح المهندسين العسكريين تحت قيادته ،باستخدام طلمبات المياة فى عمل ثغرات بالساتر الترابى لعبور القوات خلال عملية العبور ، وأيضا تم التنسيق بين القوات الجوية برئاسة الفريق حسنى مبارك والمشير محمد أبو غزالة وكان يرأس وقتها قائد مدفعية الجيش الثانى لتنسيق الضربة الجوية بجانب التمهيد النيرانى لمفاجأة العدو.
كيف تم اعادة تسليح القوات المسلحة بالرغم من امكانات مصر المحدودة عقب النكسة؟
حصلت مصر على مساعدات من القوى العربية وبالأخص دولة الجزائر كان لها دور كبير فى مساندة مصر ، كما ساهم الشعب المصرى فى بناء قواته سواء بالتطوع أو التبرع ، وهذا ما نطلق عليه القوى الناعمة فى مصر والتي كان لها دور كبير فى توفير الدعم المادى.
اما الجانب السوفيتى كان يمد القوات بصواريخ أرض-أرض والصواريخ المستخدمة فى تدمير إيلات وصواريخ الدفاع الجوى ،فكان السوفييت مصدر قوى ورخيص وصديق وغير مؤيد للأمبرالية ولا الصهيونية مثل امريكا.
كيف تم اعادة تأهيل الضباط والجنود وماهى الإجراءات التى اتخذتها القيادة لرفع روحهم المعنوية؟
مع بداية يوليو ٦٨ حتى وقت الحرب كان هناك تدريب قاسى وليس للضباط والجنود فقط وإنما للقادة ايضا ،عن طريق اعداد الفرق والدورات والبيانات العملية وتدريب كافة الأفرع والوحدات الى جانب بعضها البعض ،كان تأهيل الضباط يتم على سنتين كل سنة ٦ أشهر ولكن فى هذة المرحلة اصبح مرتين فى السنة فيبدأ من أول يناير وينتهى فى ديسمبر، كل ذلك أعاد الثقة الى الضباط والجنود فأصبحوا جاهزين للعبور ونية الحرب تزداد داخلهم يوما بعد يوم.
كيف تم تطوير سلاح المدفعية عقب ٦٧؟
عقب ٦٧ اصبح سلاح المدفعية مفكك، ففى حرب الاستنزاف شهدت المدفعية إنجازات عديدة وتم عمل عمليات هجومية وتراشق نيران شبه يومى على الجبهة ، فجميع من تولوا ادارة المدفعية ادوا ادوارهم بكفاءة عالية ،حتى جاء يوم المدفعية الثامن من سبتمبر ١٩٦٨،كان لكل مدفع فى الضفة الغربية دور لضرب نقطة من نقاط العدو ،كلما سارع فى بناء دشمة سارعنا فى تدميرها، فنفذنا قصفة نيرانية استمرت ٣ ساعات دمرنا خلالها ٣١ نقطة حصينة للعدو على طول القناة وحتى عمق ١٠كم تحت قيادة اللواء عبد التواب أحمد هديب مدير سلاح المدفعية آنذاك.
كيف تم التمهيد النيرانى خلال معركة العبور؟
هو خلطة سحرية صنعها المشير محمد أبوغزالة عندما كان قائدا لمدفعية الجيش الثانى، من المعتاد أن التمهيد النيرانى مكون من ٣ قصفات لكنه جعله ٥ قصفات وقصفة كاذبة، الست قصفات كبدوا العدو خسائر فادحة فكان أشبه بالمعجزة، فقد كان قائدا له رؤية جديدة وعقلية غير معتادة.
هل كان لاستخدام الصواريخ أرض-أرض تأثير فى سير الحرب لصالحنا؟
نعم ، أحدثت الصواريخ أرض-أرض هزة فى الشرق الأوسط بأكمله وعلى وجه الخصوص فى مسرح العملية العسكرية التى دارت بيننا وبينهم، فدمرنا مراكز القيادة ومراكز توجيه الطائرات ومحطات الأنذار وتجمعات المدرعات فى العمق الاسرائيلى الذى كان يقدر بحوالى ١٠٠كم فأصبح لا يستطيع الحركة فيهم بسبب التواجد النيرانى المكثف، حققنا أهدافنا جميعا وهذه احدى خطط المفاجأة التى حدثت فى الحرب.
ما هو تقييم سيادتكم لقواتنا وقوات العدو وماهو العنصر الأساسى الذى كان له أكبر أثر فى انتصارنا؟
أى قاعدة عامة فى الحرب تقول " لا تهجم قبل أن تتفوق " فلو كنّا انتظرنا هذا التفوق استحالة كنّا هنحارب وكنا انتظرنا سنين ،ولكن العقيدة المصرية والإصرار والعزيمة والوعى والتحدى وهدفنا الأساسى وهو استرداد سيناء كانت هذة صفات الجندى المصرى ولكن كان مردوم عليها من أثر النكسة الى ان بدأت حرب الاستنزاف فبدأت تظهر، فأصبح التفوق النوعى وهم اسرائيلى لم نعترف به ابدا، وبصفتى ضابطا بسلاح المدفعية فى الحرب لم يكن التمهيد النيرانى نوعى ولكنه تفوق عددى ،فالتفوق النوعى لا يهم امام القدرات القتالية للعنصر البشرى، فعندما تم الإعداد والتخطيط والتدريب على أكمل وجه لم يهمنا ابدا تفوقهم النوعى.
حملة نظافة مكثفة بنطاق حى ثان المحلة
محمد محمود_محمد انور السادات_خط بارليف_جمال السادات_السادات_حسن يوسف_ريهانا_احمد زاهر_حرب اكتوبر_الاسماعيلى_فيلم الممر