الجزائرية سميرة يعلي لـ«الديار» : تعلمت الوئام الوطني من «الرئيس بوتفليقة» وعشت في طريق الجهاد كأسلافى
ليس من سهل أن تلتقي بسيدة جزائرية استطاعت أن تجمع بين تراب الوطن الجزائري وعشرة المصريين في قلب واحد وتحمل خلفها تاريخ من النضال الذي رسمه أسلافها بالدم واشترك فيه الجزائريين والمصريين على حد سواء فالنضال تاريخ مشترك بين الأمة الجزائرية والمصرية ضد قوى الاستعمار.
وتجسد (سميرة يعلى) عميدة الجالية الجزائرية وأمينة الاتحاد النساء الجزائري بالإسكندرية مثالا واضحا على انصهار أمتين الجزائر ومصر فالأمتين يمثلان دين واحد وجغرافية عربية واحدة وأحلام متشابهة.
- بداية نود ان نسالك كيف عاشت الجزائرية سميرة يعلى في مصر؟
-- عشت بمصر ثمانية وعشرين عاما احببتها وتعلمت من زوجي أشياء كثيرة عن طيبة المصريين وعشرتهم السمحة وكان يقول زوجي عنى أن الجزائر تسكن بدمى ومصر تسكن قلبي فكنت دائمة السفر لأعود لوطني الجزائري لاشتم رائحة العاصمة وتعود بذاكرتي أيامى الأولى فاجمل أيام صباي رسمت ملامحي تحت شمس الوطن وأعود مرة أخرى لمصر بمنتهى الاشتياق فهي وطن لكل العرب.
- ذكرتي في أكثر من مناسبة أن الروابط بين الشعب المصري والجزائري ممتدة ولها عمق خاص كيف ذلك؟
-- بالفعل هذا صحيح فالشعبيين يجمعهم دين واحد وهوية متشابهة وتاريخ مشترك ونضال وإيمان حقيقي بفكرة التحرر الوطني لكل الشعوب العربية وهذا ليس على مستوى القادة منذ عهد الزعيم (جمال عبد الناصر) وجبهة التحرير الوطني ونضالهم المشترك ضد المحتل بل الحقيقة أن الأفراد العاديين جمعتهم القضية الوطنية واعرف حكايات عن جزائريات تزوجوا من ضباط بالجيش المصري وسيدات مصريات تزوجوا مجاهدين جزائريين وجمعهم حب الوطن العربي والقومية العربية قبل عشق الزواج وقد رأيت سيدة جزائرية تزوجت ضابط طبيب مصري كان يساهم في الثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي.
- حديثينا عن اسلافك المجاهدين الذين قاوموا المحتل الفرنسي حتى تم الاستقلال؟
-- الحديث عن ابطالنا المجاهدين لا ينتهى فكل جزائري يعيش مجاهد فتعلمنا أن نصبح مجاهدين في كل مجال وكنا أطفالا نتغذى ونتربى على سير المجاهدين لكى نتعلم كيف عاش الرجال وكيف احبوا الوطن وضحوا لرفعته فجدى (عمر خنوشى) كان مرسال المقاومة من العاصمة إلى الجبل الذى كان يعيش به المجاهدين فكان خنوشى يرسل للمجاهدين الأخبار والمعلومات ويرتب معهم عمليات المقاومة ضد الاحتلال وكانت جدتي الصلبة تحضر الخبز بمنزلها من اجل المحاربين الجزائريين فكنت أذهب وأنا طفلة إلى منزل جدى ليروي لنا حكايات الجهاد وكيف وقع باسر الفرنسيين لمدة 15 عام وتم القبض عليه بسبب خيانة حركي أي (خائن) للوطن باللهجة الجزائرية باع نفسه ووطنه للمحتل وتم تعذيب جدى بالسجن وقطعت شفتيه فكان مجاهدا عظيما.