جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:53 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الجزائرية سميرة يعلي لـ«الديار» : تعلمت الوئام الوطني من «الرئيس بوتفليقة» وعشت في طريق الجهاد كأسلافى

ليس من سهل أن تلتقي بسيدة جزائرية استطاعت أن تجمع بين تراب الوطن الجزائري وعشرة المصريين في قلب واحد وتحمل خلفها تاريخ من النضال الذي رسمه أسلافها بالدم واشترك فيه الجزائريين والمصريين على حد سواء فالنضال تاريخ مشترك بين الأمة الجزائرية والمصرية ضد قوى الاستعمار.

 

وتجسد (سميرة يعلى) عميدة الجالية الجزائرية وأمينة الاتحاد النساء الجزائري بالإسكندرية مثالا واضحا على انصهار أمتين الجزائر ومصر فالأمتين يمثلان دين واحد وجغرافية عربية واحدة وأحلام متشابهة.

 

 بداية نود ان نسالك كيف عاشت الجزائرية سميرة يعلى في مصر؟

 

 

-- عشت بمصر ثمانية وعشرين عاما احببتها وتعلمت من زوجي أشياء كثيرة عن طيبة المصريين وعشرتهم السمحة وكان يقول زوجي عنى أن الجزائر تسكن بدمى ومصر تسكن قلبي فكنت دائمة السفر لأعود لوطني الجزائري لاشتم رائحة العاصمة وتعود بذاكرتي أيامى الأولى فاجمل أيام صباي رسمت ملامحي تحت شمس الوطن وأعود مرة أخرى لمصر بمنتهى الاشتياق فهي وطن لكل العرب.

 

 

- ذكرتي في أكثر من مناسبة أن الروابط بين الشعب المصري والجزائري ممتدة ولها عمق خاص كيف ذلك؟

 

 

-- بالفعل هذا صحيح فالشعبيين يجمعهم دين واحد وهوية متشابهة وتاريخ مشترك ونضال وإيمان حقيقي بفكرة التحرر الوطني لكل الشعوب العربية وهذا ليس على مستوى القادة منذ عهد الزعيم (جمال عبد الناصر) وجبهة التحرير الوطني ونضالهم المشترك ضد المحتل بل الحقيقة أن الأفراد العاديين جمعتهم القضية الوطنية واعرف حكايات عن جزائريات تزوجوا من ضباط بالجيش المصري وسيدات مصريات تزوجوا مجاهدين جزائريين وجمعهم حب الوطن العربي والقومية العربية قبل عشق الزواج وقد رأيت سيدة جزائرية تزوجت ضابط طبيب مصري كان يساهم في الثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي.

 

 

- حديثينا عن اسلافك المجاهدين الذين قاوموا المحتل الفرنسي حتى تم الاستقلال؟

 

 

-- الحديث عن ابطالنا المجاهدين لا ينتهى فكل جزائري يعيش مجاهد فتعلمنا أن نصبح مجاهدين في كل مجال وكنا أطفالا نتغذى ونتربى على سير المجاهدين لكى نتعلم كيف عاش الرجال وكيف احبوا الوطن وضحوا لرفعته فجدى (عمر خنوشى) كان مرسال المقاومة من العاصمة إلى الجبل الذى كان يعيش به المجاهدين فكان خنوشى يرسل للمجاهدين الأخبار والمعلومات ويرتب معهم عمليات المقاومة ضد الاحتلال وكانت جدتي الصلبة تحضر الخبز بمنزلها من اجل المحاربين الجزائريين فكنت أذهب وأنا طفلة إلى منزل جدى ليروي لنا حكايات الجهاد وكيف وقع باسر الفرنسيين لمدة 15 عام وتم القبض عليه بسبب خيانة حركي أي (خائن) للوطن باللهجة الجزائرية  باع نفسه ووطنه للمحتل وتم تعذيب جدى بالسجن وقطعت شفتيه فكان مجاهدا عظيما.

 

 

- قلت ان كل جزائري يعيش بروح مجاهد ماذا تقصدين بذلك ؟

 

 

-- أعنى ان قلب كل جزائري يحمل مجاهد وذلك المعنى تربينا عليه فالحياة بالنسبة لنا معركة نرغب فيها النجاح  ليتم الاشارة الينا في النهاية اننا نمثل وطن نستحق ان ننتمي اليه فانا عشت ثمانية و عشرين عاما بمصر كونت اسرة محترمة ومشرفة ولم اكتفى بذلك  فقمت بتجميع الجزائريات بمصر فتواصلت معهم منذ التسعينيات لنكون عائلة جزائرية واحدة نجتمع في اعياد الوطن وافراحه ونربط الجيل الجديد من ابناء الجزائريات في مصر  بالوطن الجزائري ونتحدث الجزائرية سويا ونتناقش في الفن الجزائري ونحي تقاليد الوطن وعاداته ونحل ازمات الاسر الجزائرية بالتشاور والراي المشترك ودعم السفارة الجزائرية ووزارة التضامن الاجتماعي والاتحاد النسائي الجزائري والحكومة الجزائرية كلها.

 

 

- تهتمين بالأدب الجزائري فماهي المدرسة الادبية التي تنتمين اليها ؟

 

 

-- أنا بنت وطن يقدر الفن والادب ويعتبر الفن سلاح للمقاومة ووسيلة لرقى المجتمع والتحريض لبناء الوطن والدفاع عنه ومن يقرا اشعار الجزائريين يعرف ذلك جيدا فالشعر والادب ساهم في مقاومة المحتل فالنشيد الوطني قسما من اشعار المقاومة لشاعر الراحل (مفدي زكريا) والملحن المصري (محمد فوزي) فالفن يربط الشعوب ببعضها ولقد انضممت للجمعية الأدبية التي تحمل اسم مغنى شعبي جزائري هام (الهاشمي جروابى)، حيث اسست زوجته الفاضلة جمعية تضم محبيه وقريبا ستقدم الجمعية برنامج على ارض مصر للجزائريين والمصريين يشمل على اشعار جروابى وعرض ملابس من التراث الجزائري وبوفيه من الحلويات الجزائرية وسيرعى هذا البرنامج التراثي الفني الاتحاد النسائي الجزائري ووزير الثقافة الجزائري والسفير الجزائري بالقاهرة والهدف الأساسي من تلك البرامج الدمج الثقافي بين مصر والجزائر حيث اننا كاتحاد نسائي جزائري اقمنا حفلات في الاوبرا المصرية تضم مطربين جزائريين ومصريين .

 

 

- كيف تقيمين اداء السفارة الجزائرية بالقاهرة وما امنياتك للجالية الجزائرية بمصر؟

 

 

-- أولا اتمنى ان تنعم الجالية الجزائرية بمصر بالسعادة والرخاء ويكون هناك قنصلية او مكاتب صغيرة تابعة للسفارة الجزائرية في اغلب المحافظات المصرية المتواجد بها جزائريات كثر خصوصا الاسكندرية التي بها الكثير من الجزائريات لتسهيل اجراءات اوراقهم المرتبطة بزواجهم بمصريين وانشا مركز ثقافي جزائري بالإسكندرية يقدم تراث الوطن العظيم وبالنسبة لأداء السفارة الجزائرية بالقاهرة فالرقى عنوانه فسفارة الجزائر تعمل بإخلاص وعلى رأسها السفير الجزائري بالقاهرة (نبيل العرباوي) والمكلف بشؤون القنصلية (محمد مشرى) الذى يستحق كل الشكر لاستجابته الدائمة لكل جزائري يحتاج لدعم السفارة فطاقم السفارة وفي مقدمته السيدة الفاضلة (فاطمه الطيب) يقوم بحصر عدد الجزائريات وحل مشاكلهم وإنهاء أوراقهم بكل دقة ويسر.

 

 

- ما الأهداف الرئيسية للاتحاد النسائي الجزائري ؟

 

 

-- بداية أود أن اعترف أن السيدة الفاضلة (نورية حفصي) المسؤولة الأولى للاتحاد النسائي بالشرق الاوسط قامت بمجهود كبير وضخم لتحقيق اهداف الاتحاد وقد حصلنا كاتحاد على دعم وزيرة التضامن الاجتماعي السيدة الفاضلة  غنية الدالية  وننتظر المزيد من الدعم للعائلات الجزائرية خارج الوطن.

 

وبحمد الله حققنا أهداف كثيرة أهمها احصاء دقيق للجزائريات وحث الجزائريات وتنظيمهم لحضور أيه انتخابات وادلائهم بأصواتهم في صناديق الانتخاب في السفارات بالدول العربية ونجحنا في تسجيل اوراق  زيجات الكثير من الجزائريات بالسفارة الجزائرية بالقاهرة وشجعتنا وزارة الثقافة الجزائرية على انشطتنا الثقافية وننتظر المزيد من الدعم من الوزارات الجزائرية من اجل ابناء الوطن بالخارج واطالب كل جزائرية ان تتجه للسفارة لتسجيل اوراق زواجها وحصول على الدفتر العائلي لتنال كل الامتيازات التي ينص عليها القانون الجزائري .

 

 

- في النهاية ما ذكرياتك عن العشرية السوداء ؟

 

 

-- أنها ذكريات مخيفة لأى مواطن جزائري فتألمنا بعنف وفقدنا الأب والأم والأخ والأخت والزميل والصديق في جرائم بشعة عرفنا الفزع وصوت الانفجارات واحذر كل الشعوب من خطورة الإرهاب وتدميره للدول وهدمها لقد راينا رئيس للجزائر (محمد بوضياف) يقتل على الهواء امام شاشات التلفاز في ذهول انتابني حينها لا استطيع ان امحيه من ذاكرتي رغم مرور سنوات طويلة.

 

وتعلمت معنى الوئام الوطني واهميته من الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) الذى انهى سنوات سوداء من الإرهاب المدمر بسياسية الوئام الوطني واعطى اوامره بعودة الارهابين بالجبل الى المدن وتسليم اسلحتهم للجيش الوطني بشروط صارمه لا يخالفها احد لإرساء امن الوطن وبداية صفحة جديدة مستقرة في عمر الجزائر  .