الإعلامية الأردنية زرايلدا حداد للديار: الإعلام الدولى يفتح الأفق للتفكير بشكل مختلف.. والمحلى له نكهة خاصة
► الأردن من أوائل الدول التى اتخذت إجراءات مبكرة ضد فيروس كورونا
► الكتابة هى عشقى.. والأدب أحد أهم أمنياتى المستقبلية
الإعلامية الأردنية زرايلدا حداد، من أهم الاعلاميات فى الوطن العربى، لها باع طويل فى الإعلام العربي حيث عملت فى العديد من البرامج من خلال أكثر مؤسسة إعلامية مثل الميديا سيتي، تلفزيون الآن، تلفزيون دبي، أبو ظبي وحاليا قناة المملكة.
وقالت "حداد"، أنها كانت تعمل فى المجال الدولى دائما وهو يجعلها تفكر بطريقة ثرية وخارج الصندوق، أما بالنسبة لعملها فى قناة المملكة فى العمل المحلى فهى ترى أن له نكهة خاصة.
إلتقت "الديار" الإعلامية الأردنية زرايلدا حداد، للحديث معها حول كل هذه الأمور والعديد من الأسرار الأخرى، فإلى نص الحوار...
- بداية ما هى أوجة التشابة والاختلاف بين تجاربك الإعلامية السابقة وتجربتك الحالية فى قناة المملكة؟
-- تجاربي السابقة كانت دولية اشتغلت فى الميديا سيتي فى الإمارات فى تلفزيون الآن، فى تلفزيون دبي، وفي قناة تالتة، كمان أبو ظبي، يعني تقريبا ثمان سنوات.
كما أن الدولي شغله يثري الإعلامي حيث يجعله Think outside the box يفكر بمنظور دولي حيث تفتح الآفاق عندك وفترتها كمان كانت فترة الثورات فكان فى فرصة أفهم تركيبة الدول العربية سواء السياسية أو الاجتماعية وتشكل عندي منظور عميق وواسع وطبعا لا ننكر أيضا أننا كنا حزيينين لما كنا نشاهده من الدم الذي سال بكل المناطق خاصة سوريا.
ولكن كانت تجربة فتحت الآفاق عندي كتير وجعلت عندي أيضا حس عربي إني أفهم خصوصية كل دولة عربية، وعندما رجعت للمملكة كان أول مرة بشتغل محلي أردني ان في نكهة خاصة بالمحلي عم تحكي أهلك وناسك وأقاربك وفي جانب خدمي حلو بيكون فى الإعلام المحلي هذا نفتقده بالإعلام الدولي لأنه سياسي أكثر.
كما أن الإعلام المحلي خدمي حيث تحكي عن أوجاع الناس اليومية البسيطة سواء مدارسهم تعليمهم اوجاعهم فقرهم وما إلي ذلك من مواضيع ويعني ما بيكون مسلي مثل الدولي لكن بيكون هيك احساس بالآخر ببلدك فكمان ليه نكهة حلوة كتيرة واستمتعت فيها حقيقة وفتح عندي أفق ثانية صرت أفهم كثير أمور ببلدي بطريقة أعمق تعرف الشغل بالإعلام بيخليك تشوف الأمور بمنظور آخر كنت زمان وأنا صغيرة إقرأ وأعرف كثير أشياء عن الأردن ولكن ليس كما تشتغل فى الإعلام وتتعامل مع أوجاع الناس بصورة يومية وتكون حلقة وصل بين المواطن والمسوؤل وتحس بنكهة أن Making the difference أى تحدث فرقا.
- ذكرتى أن تجربتك الإعلامية السابقة تزامنت مع ثورات الربيع العربى .. برأيك إلى مدى ساهم الإعلام فى نجاح أو انحراف ما سمى بالربيع العربي؟
-- أنا ما اشتغلت فى قنوات إخبارية مائة بالمائة ما عندي تجربة شخصية أقدر احكيها فأنا اشتغلت فى تلفزيون دبي وتلفزيون الآن وهي ليست قنوات إخبارية لكن بشكل بعام.
وربما الثورات بدأت بداية جيدة ونظيفة لكنها سرقت ليس فقط من الإعلام لكن من عدة جهات وكل هذه الجهات لعبت أدوار، لذلك ما بقدر أحكي عن قنوات إخبارية مثل العربية والجزيرة لأني ما اشتغلت جوه وما بعرف شو اللي انطبخ.
لذلك عليك أن تسأل حدا اشتغل جو هذه القنوات ويقدر يجاوبك بمجمل أن الثورات سرقت من جهات عديدة وليس الإعلام فقط وبالنسبة للإعلام المحلي حكيتلك أن حبيت إني بعمل فرق بيه قادرة أجل مشكلة.
حيث تصير مشكلة جوه البلد أحكي المسوؤل فيأخد قرار بهذا الخصوص فأنت عن جد قادر تعمل فرق في السياسة الداخلية.
أما السياسة الخارجية تتحكم فيها دول عظمي مثل أمريكا، روسيا، تركيا، وما إلي ذلك ده موضوع كبير شائك وأكبر بكتير مما نتصور، فالإعلام المحلي قادر يخليك تعمل فرق لأهلك وناسك هذا وجه نظري.
- برأيك ما هى الأسباب والعوامل التى ساهمت بنجاح تجربة تلفزيون المملكة؟
-- تلفزيون المملكة بدأت فكرته كتلفزيون دولة وليس تلفزيون حكومة مثل BBc مثلا وهذا النموذج غايب لدينا بعض الشيء تلفزيون المملكة كمان أجتذب كفاءات أردنية ممتازة لديها تجارب كبيرة بالخارج سواء فى الخليج أو خارج المنطقة العربية التجارب والكفاءات الأردنية كانت أهمل العوامل فى نجاح التجربة.
- الأردن كان لديه تجربة نموذجية تجاة التعامل مع أزمة كورونا.. كيف نظرتى إلى هذه الإجراءات وإلى أى مدى ساهم الإعلام فى إنجاح هذه الخطة؟
-- في الحقيقة الأردن كان من أول الدول التي اتخذت إجراءات مبكرة وصارمة من أجل التأقلم مع الواقع الجديد "واقع الكورونا"، شوفنا دول عظمي تأخرت حتي أدركت مدي خطر كورونا ومابعد كورونا.
والخطر ليس فقط علي الصحة بل علي النظام الاقتصادي وعلي البنية الاجتماعية وبالتالي حتى على النظام السياسي، فالوباء هو حرب عالمية ولكن صامتة من دون أسلحة.
والأردن دولة صغيرة أدركت الخطورة مبكرا وحاولت تفادي وقوع هذه الكوارث ونجح من خلال التخطيط الصحيح وكان يوازي هذا التخطيط أيضا إعلام ينقل الصورة كما هي دون إرهاصات إعلامية أو تخويف للناس أو تطمين زائد عن حده يعني نوع من الموضوعية إذا جاز التعبير.
وطبعا أكيد بيكون فيه غلطات لكن كانت الغلطات مقبولة والنجاحات كانت أكثر، فالإعلام والإجراءات الحكومية اشتغلت أيد بإيد وبخط متوازي وكمان أخذوا بعين الإعتبار الوضع الاقتصادي وكانت هناك خطة كيف أن نرفع هذا الحظر مش بس كيف أن ندخل في هذا الحظر.
وفيه خطة كيف أن جميع القطاعات ترجع تشتغل ولكن بشكل تدريجي بحيث أنه ما تساهم في انتشار الوباء وطبعا اتخذت الحكومة قرارات عديدة سواء بالتبرع، ضبط الإنفاق، تمويل النفقات الجارية وما إلى ذلك.
وكانت خطتهم ناجحة وهذا ليس فقط حكي لكن هذا حكي ربما الصحف الأمريكية أشادت بالجهود الأردنية وإحنا دولة صغيرة واستطاعنا حقيقة أن نخرج من موضوع كورونا بأقل الخسائر.
- كيف كانت بداية مسيرتك الإعلامية؟
-- درست الأدب الإنجليزي وأيضا حزت شهادة الماجستير من الجامعة الاردنية في intercultural and political studies ، حيث درست العلاقات الدولية، ثم ذهبت إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه لكنني أكملت ماجستير ثانية في الإعلام وعدت للتدريس في الأردن، ثم تزوجت وذهبت مع زوجي إلى دبي حيث تحقق الحلم وبدأت العمل هناك.
كما عملت لمدة عشر سنوات عدت بعدها إلى الأردن، فأنا إجمالا أحب كل العلوم الإنسانية من الأدب إلى الإعلام إلى السياسة وغيرها فهي كلها متداخلة ومتعلقة ببعضها لا تنفصل، فالإعلامي يجب أن يفهم السياسة والثقافة والأدب والتنوع وإلا لن يكون ناجحا.
- ماهى أحلامك بعيدا عن الإعلام؟
-- تظل الكتابة هى عشقى طبعا وأنا بالفعل نشرت مقالات سياسية واجتماعية بجريدة الغد الأردنية وهى جريدة عريقة ومعروفة والأدب أحد أهم امنياتى المستقبلية هو إصدار بعض الروايات للأسف الإعلام والأسرة واخد اغلب الوقت.
والرواية تحتاج إلى تفرغ بشكل كامل لكن لن أتنازل عن هذا لأنى بالفعل لدى بعض الأفكار التى تلح دائما أن تترجم فى عمل أدبي.