جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:57 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حوار… المفكر السياسي جهاد عودة لـ«الديار»: «وائل غنيم ومحمد علي» صراع الديوك الصغيرة.. وهذه أسرار تمويلات جماعة الإخوان المحظورة

جهاد عودة مع محررة الديار
جهاد عودة مع محررة الديار

لما تمر به مصر داخليا وخارجيا من معتركات سياسية تعد نتاج لتغيرات متتالية في مرحلة فريدة تداخلت فيها العديد من القوي السياسية.

ومع تزامن فصائل وتنظيمات إرهابية تظهر في شكل مليشيات أو أفراد قبل قدوم اعياد ثورة يناير بفترة ليست طويلة توالي ظهور كل من رجل الأعمال محمد علي ووائل غنيم أبرز عناصر ثوره يناير بعد اختفاء في حروب اعلامية علي مصر عبر شاشات القنوات الفضائية واكبت تحريض علي التظاهر أيدته حركات وأحزاب تندرج تحت مسمي "حركات مدنية".

ومن منطلق التفسير كان لنا هذا الحوار مع الكاتب والمفكر السياسي جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، فإلى نص الحوار...

- بداية.. ما اسباب ظهور وائل غنيم والمقاول محمد علي في هذه الفترة؟

-- ليس لدي معرفة بالأسباب ولكن اعرف السياق، أولا وجود "غنيم" ليس دلالة علي سياسات الدولة ولاشيء بعينه. وإنما هي صراعات ديوك صغيرة لا أكثر.

وكان للنظام القدرة علي تحجيم هذه الصراعات الصغيرة وإن كنت أري أن هذه الصراعات جاءت ضئيلة التأثير علي المجتمع. فهؤلاء ليس لهم أي ممارسات سياسية.

والمقاول ما ذكره هو خلافات شخصية اعلن فيها شكوته فيما يخص اعمال المقاولات بينه وبين الجيش المصري. فوجدها فرصة ليصبح زعيم سياسي.

أما عن "غنيم" فهو لايعلم أن دوره انتهي ولا جديد له ولايجوز له مد الدور طالما لم يوجد لديه قول جديد.

- وكيف قرأت خروج من اطلقوا علي أنفسهم "الحركة المدنية" ملبين نداء محمد علي للتظاهر في سبتمبر هل جماعة الإخوان داعم لكل ذلك؟

-- جماعة الإخوان كجماعة ممولة فهي انطلقت تستعرض قدراتها بشكل منظم بعد أحداث 25 يناير في شكل اعلامي منظم خاصة أثناء الاستفتاء علي الدستور وأصبح الوجود الاسلامي في الشارع المصري حدث غير مسبوق.

وطالبت بالافراج عن المسجونين مثل عمر عبد الرحمن في سجون أمريكا. وأصبح هناك اندفاع كمي ونوعي غير مسبوق للتيارات الاسلامية المختلفة وظهور أحزاب جديدة للإخوان مع حزب النور السلفي والوسط والجهاد والجماعة الاسلامية بشكل داعم من قبل جماعة الإخوان وهذا صراعات واهواء ومصالح.

- وما هي كيف تدار عجلة التمويل الاستثمارات الاخوانية؟

-- يعتبر خيرت الشاطر هو وزير المالية للجماعة علي مدار ثلاثون عاما مشاركا في إدارة الاقتصاد المناسب وحسن مالك المتزوج من شقيقة رجل الأعمال محمد عليوة المالك لشركة الحجاز لتوظيف الاموال مشتركين في تجارة العملات الاجنبية ويعد هذا أول نشاط مالي قوي للجماعة.

هذا إلي جانب شركات متعددة ولكن شديدة الخطورة حيث يصعب التعرف علي قيقة المساهمين، حيث تجد شركات برمجيات تدخل معها شركات ملابس وأغذية وسياحة. هذا ما أدي إلي صعوبة في وصول الخبراء الماليين وفحص أوراق هذه الشركات عقب 30 يونيو.

هذه الاستثمارات التي بلغت 100 مليار دولار والتي أشرف عليها الشاطر وحسن مالك ويوسف ندا مفوض العلاقات الدولية للجماعة بحسب ما كان يوصف به.

- عما أشرت إليه من تجانس الشركات وصعوبة التعرف علي المساهمين التي بالطبع منهم رجال اعمال هل يمكن الفصل في ذلك؟

-- من الصعب فصل أموال الجماعة عن أموال رجال الاعمال المنتمين إليها. خاصة وأن الجماعة كيان غير قانوني فهي تستثمر اموالها من خلال واجهات. مع وجود ضمانات لاستعادة اموالها في الوقت المناسب أي ما يسمي بأوراق الضد الموثقة.

فمثالا علي ذلك مقر الجماعة هو ملك حسن الجمل ورغم ذلك لم يورث لعائلته لأنه تنازل عنه قانونيا بأوراق الضد. أيضا ورثة التلمساني لم يستطيعوا الحصول علي نصيبهم في دار النشر والتوزيع الإسلامية التي يمتلك جزء منها. حيث وجدوا أوراق تحرمهم من ذلك.

وهناك جملة لمرشد الإخوان محمد بديع حينما قال "لا أثرياء بالجماعة بعد سقوط دولتهم من يريد إخراج امواله من مصر فليفعل ومن لم يريد أن يكمن فليكمن".

- هل ترجع حقيقة تكوين جماعة الإخوان إلي اوروبا؟

-- الجماعه توسعت في أوربا حتي اصبحت اوربا مفرخه للفكر الاسلامي والتطور السياسي. حيث استطاع عدد من اعضاء جماعة الإخوان الرحيل إلي اوربا بصحبة المتعاطفين معهم. وكونوا هناك أكبر شبكة منظمة من الجمعيات الخيرية والمساجد والمنظمات الاسلامية في سرية وبطء شديد.

وجاءت الثمار عقود من التعليم والتثقيف للطلبة اللاجئين من الشرق الأوسط وهم الآن يقودون تنظيمات تمثل المجتمع الاسلامي الذي يتعامل مع النخب السياسية الأوربية.

وهذه التنظيمات تتلقي تمويلات هائلة من الخليج العربي. وعبر خطاب هذه التنظيمات الناطق بالالمانية والفرنسية والهولندية لاقت قبول من الحكومات الاوربية ووسائل الاعلام والسياسين في اوربا. حيث تحاول هذه النخب كسب ود هذه التنظيمات كلما ظهرت قضية تمس المسلمين.

- حدثنا عن خطورة الاختراق الاخواني خلال العقود الماضية في مصر ومستقبله؟

-- فترة قاربت الثلاث عقود شهدت تحولات عديدة علي مستوي الفكر والممارسة للجماعة. فقد استطاعت الجماعة التسلل إلي العملية السياسية واصبحت القوي السياسية المعارضة الأولي في الدولة.

كما تمكنت من تواجد عالي في النقابات والمؤسسسات التعليمية أسهم بدوره في الحصول علي نسبة 20% من مقاعد مجلس الشعب في 2005 تحت شعار الإسلام هو الحل.

هذا الشعار سابق الاستخدام في انتخابات عام 1987 حينما تحالفت الجماعة مع حزبي الأحرار والعمل وحصلت فيه الجماعة علي 27 مقعد لأول مرة في تاريخها وصولا لما حدث في يناير ومازال يحدث.