الأمين العام لاتحاد كتاب مصر لـ«الديار»: لا نستطيع القول أن لدينا مشروع ثقافى عربى.. والمشروع العلمانى لا يستطيع السيطرة
► الثقافة الإسلامية أسهمت فى نهضة العالم فى العصور الوسطى المظلمة
الثقافة فى مفهومها هى أنماط السلوك الإنسانى فى المجتمعات المختلفة والتى تبث وتنصهر بين الأجيال وتنتقل إلى الآخر على اعتبارها موروث اجتماعى يحمل العقيدة والقيم والمبادئ والفنون والآداب والأخلاقيات وتتشكل على محاور عدة ومما لاشك فيه أن الواقع الثقافى العربى مكبل بالعدائية والعجز عن مسايرة أحداث التقدم والتطورالثقافى الغربى فهو يعانى أزمة تحتاج إلى التحليل والتشريح والتفكيك.
من منطلق هذا كان لنا حوار مع زينهم البدوى، الأمين العام لاتحاد كتاب مصر والنائب الأسبق لرئيس الإذاعة المصرية، فإلى نص الحوار..
- هناك شعور بوجود هذا الكل العربى فى وجدان الإنسان العربى وفى أى جزء من العالم العربى؟
-- ربما تتوافر لدينا الرغبة فى أن يكون لدينا كل عربى على أن هذه الرغبة لن تكون أدق إلا إذا اتخذنا الخطوات الكفيلة بتحقيقها على أرض الواقع زوالًا سينطبق علينا قول القال "نرجو النجاة ولم نسلك مسالكها .. أن السفينة لا تجرى على اليبسى".
- أين مشروع الثقافة العربى؟
-- لا نستطيع القول أن لدينا مشروعًا ثقافيًا عربيًا متكاملًا فالمطروح لا يعدو كونه اجتهادات نتفق أو نختلف عليها مثل هذا المشروع المتكامل فى أمس الاحتياج إلى تضافر الجهود عبر كيانات ومؤسسات فاعلة تستهدف التكامل العربى عملًا لا قولًا.
- هل هناك بيئة ثقافية عربية حقًا يزدهر فيها المشروع الثقافى العربى؟
-- ماهو قائم منها حاليًا يمكن البناء عليه وصولًا للبيئة المواتية والصالحة لتطبيق المشروع الثقافى العربى المستهدف، فليس صحيحًا أننا نحتاج إلى البدء من نقطة الصفر، حيث أن الذى يدعونا إلى تحقيق هذا الحلم هو واقعنا الراهن بكل إيجابياته وسلبياته.
- هل يوجد نظام تعليمى عربى مشترك يصلح أن يكون أرضية عامة لمشروع ثقافى عربى؟
-- لا نستطيع القول أن لدينا نظام تعليمى عربى متكامل، فواقع الحال يؤكد أن لدينا أنظمة متعددة تحتاج إلى سد الفجوة والبناء على ما هو مشترك وتقليص مساحات الاختلاف فى الأنظمة التعليمية.
- ما مدى صلاحية النتاج الثقافى العربى لأن يكون أساسًا لمشروع ثقافى عربى؟
-- لدينا تراثًا ثقافيًا زاخرًا وإنتاجًا ثقافيًا عصريًا لا بأس به، فإذا جمعنا بين الأصالة والمعاصرة فى زادنا الثقافى الراهن، صارت لدينا قاعدة للانطلاق نحو المشروع الثقافى المنشود.
- هل الثقافة فعل شعبى؟ أم هى عمل حكومى؟
-- الثقافة عندى انعكاس للمعارف والخبرات على الأفكار والسلوكيات، ومن ثم فهى ترتبط بالأفراد والجماعات والشعوب.
أما الحكومات والأنظمة فموقفها يكون من خلال وضع السياسات الثقافية أو التطبيقق والتنفيذ لهذه السياسات وهذا الموقف ينعكس سلبًا أو إيجابًا على الثقافة فى مجتمع من المجتمعات أو دولة من الدول.
- من يقود الآن المشروع الثقافى العربى؟
-- لا توجد قيادة فعلية لأى مشروع ثقافى عربى لأن هذا المشروع لم تكتمل ملامحه بعد.
- كيف ترى تأثر العالم العربى بالمشروع الثقافى التركى مثال الأفلام والمسلسلات التركى؟
-- ما يدعونا إلى طرح مثل هذه التساؤلات إننا نتشبس بهويتنا الثقافية العربية الأصيلة فلو حدث ذلك ما خشينا على هويتنا الثقافية ولصارت لدينا مناعة ضد التأثر السلبى بأى ثقافات أخرى ولكان لدينا قدرة فائقة على الانفتاح على الثقافات الأخرى دون خوف أو وجل.
- هل هناك مخاطر من إحلال المشروع التركى محل العربى؟
-- لو أننا تركنا أنفسنا فريسة للغزو الفكرى والثقافى لحدث مالا يحمد عقباه، وهذا مرهون بمدى حرصنا على هويتنا الثقافية العربية، فإذا لم تتوافر لدينا حوائط صد تبطل مفعول الغزو الفكرى والثقافى والعولمة الثقافية فلا ينبغى أن لا نلوم إلا أنفسنا.
- هل هناك مشروع ثقافى إسلامى؟
-- بكل تأكيد وهو لا يتعارض بأى حال من الأحوال مع المشروع الثقافى العربى فالعرب إنما كانت نهضتهم الحقيقية بهذا الدين الخاتم.
إن النظرة المنصفة إلى تاريخ إسهام الثقافة الإسلامية فى نهضة العالم فى العصور الوسطى المظلمة تكفى للدلالة على قدرة هذا المشروع على إسعاد البشرية جمعاء.
- هل هناك فارق بين المشروع التركى والمشروع الإيرانى فى الصراع فى المنطقة فى ظل غياب مشروع ثقافى عربى؟
-- من أجل سمات المشروع الثقافى الإسلامى أن يبنى ولا يهدم يجمع ولا يفرق وأعضائه هم الأعداء الحقيقيون للإسلام وهم الذين يدعمون الغزو الثقافى والفكرى ويسعون سعيًا حثيثًا إلى إلهائنا بأعداء مصطنعين.
- هل سيطر المشروع العلمانى على المنطقة وبخاصة الخليج بعد الربيع العربى؟
-- لن يستطيع أى مشروع علمانى أن يسيطر فى بيئة مجبولة على التربية الإيمانية، وتقدر الثقافة الإسلامية حق قدرها ويسودها الإسلام الوسطى معتقدًا وسلوكًا ولا تعانى ويلات الانفصام بين العقيدة والسلوك.