جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:51 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قاضي قضاة فلسطين فى حوار المكاشفة لـ”الديار” : صفقة القرن تآمر أمريكي على الشعب الفلسطيني .. ولن يقبلها أى مواطن عربي

الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين
الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين

-أمريكا تتصرف وكأنها "شرطي العالم"

-فلسطين تستمد قوتها من مصر.. والأمر يتطلب موقف عربي موحد

-حان وقت المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية.. الصمود والمقاومة خيارنا

-السلطة لن تجلس على مائدة تفاوض مع "ترامب" قبل الاعتراف بحل الدولتين

أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفاصيل خطة السلام في الشرق الأوسط، والتي وصفها بـ"صفقة القرن"، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بحضور بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، غضب الشعب الفلسطيني، الرافض لها، محتجًا على وساطة الإدارة الأمريكية التى تقتل عملية السلام، معتبرًا هذه الصفقة انحيازًا كاملًا للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. تضمنت الخطة المقترحة أو ما يعرف باسم الصفقة، أن تكون "القدس" عاصمة موحدة للدولة الإسرائيلية، بجانب توفير 50 مليار دولار للفلسطينيين لتحسين مستقبلهم، وبموجبها ستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وفي المقابل توافق إسرائيل على تجميد الأنشطة الاستيطانية لمدة 4 سنوات، بينما يتم التفاوض بشأن الدولة..

وللإقتراب أكثر من المشهد الفلسطينى وللوقوف على تداعيات الموقف، كان لـ"الديار"، لقاءً خاصًا مع قاضي قضاء فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، الدكتور محمود الهباش، والذي وصفها بأنها "صفقة العار"، مؤكدًا أن بنودها تم تطبيقها عمليًا على الأرض قبل إعلان بنودها رسميًا، متسائلًا في الوقت ذاته: "ماذا أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للعالم ؟"...

وإلى نص الحوار :

-بداية بعد إعلان الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" تفاصيل "صفقة القرن" كيف تراها السلطة الفلسطينية؟

صفقة مشبوهة أو خطة مشبوهة؛ بل هى صفقة العار، إذ تستهدف خدمة الاحتلال الإسرائيلي وتكريس السيطرة الإسرائيلية على القدس وعلى مناطق واسعة من الضفة الغربية، كما تستهدف منع قيام دولة فلسطينية وممارسة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وبالتالى فهى خطة مرفوضة رفضًا قاطعًا جملة وتفصيلًا، لأنها تنتقص من الحقوق الوطنية وتنتزع القدس من الجسد الفلسطيني وتتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة لعملية السلام، إلى جانب أنها بمثابة تآمر أمريكى على الشعب الفلسطينى .

وماذا عن إمكانية تطبيقها من وجهة نظركم؟

الصفقة تم تطبيقها عمليًا على الأرض قبل إعلان بنودها، فقد تم إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل، ونقل السفارة من واشنطن إليها، وأغلقوا مكتب منظمة التحريرالفلسطينى فى واشنطن، وسحبوا قضية اللاجئين، إلى جانب ضم الجولان لإسرائيل .

فماذا تبقى منها ؟ وما الجديد الذى أعلنه ترامب

أمريكا تتصرف كأنها شرطي العالم، تتصرف كما تشاء وكما يحلو لها.

ولماذا اختار ترامب هذا التوقيت لإعلان بنود الصفقة؟ وما هدفه ؟

هناك تحليلات كثيرة، فالبعض يقول إنه أراد أن يهرب من ملاحقة خصومة الداخليين والمطالبات بعزله، بافتعال حالة سياسية أو حركة سياسية لتلفت الأنظارعن موضوعه الداخلى وفى نفس الوقت يقال أيضًا أنه أراد أن يقدم خدمة لـ"نتنياهو" الذى يواجه ملاحقات بالفساد ومطالبات بمنعه من الترشح للانتخابات المقبلة، وبالتالى أصبح مستقبلهما السياسي فى مهب الريح، والأمر الثانى ربما يكون الرئيس الامريكي قد خضع لإملاءات اللوبى الصهيونى المؤيد لإسرائيل والمعادي للعرب وللقضية الفلسطينية.. أسباب كثيرة لكن فى النهاية لا يهمنا ما هى، فالصفقة مرفوضة ولن نتعامل معاها.

وماهي الخيارات أمامكم الآن حال تطبيق بنود الصفقة بمعزل عن السلطة الفلسطينية؟

حال تطبيقها فهي تقضى على القضية الفلسطينية، ونحن سنقاوم وسنستمر فى المقاومة وفى الرفض ونحن موجودون فى أرضنا وسنبقى موجودين والأمور ستتغير، لن يبقى القوى قويًا ولا الضعيف ضعيفًا والموازين تتغير من حقبة إلى أخرى، فهم يريدون أن نقبل بالذل ونعترف بأن القدس عاصمة لإسرائيل وأن تننازل عن حقوقنا وأرضنا وحدودنا فكيف ذلك ؟ أصحاب الحق لن يتنازلون عن حقهم.

كان هناك اجتماعات عدة مع السلطة الأمريكية من الجانب الإسرائيلى من أجل التفاوض قبل إعلان الصفقة.. هل تم دعوة السلطة الفلسطينية؟

نعم تم دعوة السلطة الفلسطينية من قبل الرئيس الأمريكي، ولكن لم يحضر أحد، فهناك مقاطعة سياسية بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية منذ عامين، على خلفية إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من واشنطن للقدس، منذ ذلك الحين ليس هناك اتصالًا سياسيًا بينا، وفي العموم نحن نرفض التعامل مع هذه الإدارة والحديث معها، لأنها أدارت ظهرها للقانون الدولى ، ونحن متمسكون بالشرعية الدولية والقانون وهم لا يريدون ذلك ..يريدون أن تحل أمريكا مكان القانون الدولى والشرعية الدولية وتنفذ ما تشاء وتخطط غلى ما تشاء وهذا أمر لا نتحمله ولن نقبله.

إذن ما شروطكم من أجل الجلوس للتفاوض؟

أن يعترف "ترامب" بدولة فلسطيين وعاصمتها القدس ، وحل الدولتين على حدود 1967 ، فى اليوم التالى نجلس معه ، لكن لا يريد أن يعترف بحقوقنا ولا بالشريعة الدولية ولا أن يتراجع عن الخطوة الحمقاء بنقل السفارة الأمريكية للقدس ، وأعلن صفقة القرن من طرف واحد ، فلماذا نجلس معه حتى يقول تم التفاوض مع السلطة الفلسطينية ويتم إعلان الصفقة المشبوه.

ماذا عن دور الجامعة العربية حيال تلك الصفقة؟ وما تقييمك لمواقف دول الجوار؟

الجامعة العربية هى إطار ينفذ سياسات التى يضعها القادة العرب ومخرجات القمم العربية المختلفة، لذا فهى بحاجة إلى أن تبذل جهدًا أكبر وأن تحظى بدعم أكثر، ولكن دورها مرتبط بدور الدول العربية نفسها، والدول العربية حيال تلك الصفقة يقولون كما قالت القمة العربية نحن نقبل بما يقبل به الفلسطينيون ونرفض ما يرفضوه، وبالتالى الدول العربية والأمة العربية ترفضها، وأى مواطن عربى أيضًا لا يقبل بها على الإطلاق.

- مصر استعادت قوتها ومكانتها العالمية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، كيف يؤثر ذلك إيجابيًا على القضية الفلسطينية؟ قوة مصر هى قوة لفلسطين، وأيضًا أى قوة لدولة عربية بمثابة قوة لنا، وأى ضعف هو ضعف لنا، نحن نعتبر الدول العربية السند والدعم الحقيقى للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.. وبالتالى قوة مصر بكل تأكيد هى قوة لفلسطين.

وماذا عن المصالحة الفلسطينية ..وكيف تقيم اتفاقات القاهرة وإلى أى مدى تري إمكانية تلاحم القوى لتحقيق الوحدة والمصالحة؟

نحن متفقون على أن المصالحة ضرورية وواجبة وهناك خطة مصرية قدمت للمصالحة ولم تنفذ حتى الآن، هناك دعوات قدمها "عباس أبو مازن" لإجراء انتخابات لكى ينتخب المواطن الفلسطينى ما يمثله، ونحن فى انتظار ذلك بحيث أن تكون مقدمة وبوابة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، فالانقلاب أثر سلبيًا القضية الفلسطينية ، وأن هذا الانقسام جزء من أجندة خارجية ومن مؤامرة تقودها أطراف غير فلسطينين وتستخدم فيها حماس وغير حماس لخدمة أغراضها بأن تظل تمارس التمرد على الشرعية الفلسطينية، ففى عام 2007 انقلبت حماس على السلطة واختطفت قطاع غزة وقامت بتصفية وجود السلطة به، بقوة السلاح وبدأت حربًا أهلية.. لذا حان وقت المصالحة.

بعد إعلان صفقة القرن.. هل هناك تخوف لديكم من تولى ترامب فترة رئاسية جديدة ؟

على الأطلاق فوجود ترامب فى الرئاسة أو أن يتركها لا يمثل بالنسبة لنا أي شييء، نحن ندرك تمامًا أن الإدارة الأمريكية لن تكون حليفا لنا ، سواء مع ترامب أو مع غيره، لذا نعتمد على أنفسنا وعلى ثقتنا بالله وعلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية يجب أن تكون فى موقف موحد بجوار فلسطين لمواجهة صفقة القرن وإسرائيل، ودون أيضا الوحدة الوطنية الفلسطينية سيبقى الشعب الفسطينى ضعيفًا وموقفه ضعيفًا، ونحن مستمرون الآن فى مقاومة الاحتلال ومحاولة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة بخطين متوازيين.