العدد الورقى| شيخ مشايخ الطريقة الشبراوية لـ«الديار» :من يهاجم الصحابة وشيخ الأزهر ليس بـ«مسلم» .. وعلى السيسي أن يقف إلى جوار الشيخ الطيب كما فعل السادات
بين الحين والآخر يظهر عدداً ممن يدعون أن بناصية أفكارهم ما يعمل على تجديد الإسلام ومفاهيمه لمجرد أنهم يمسكون أقلاماً ويظهرون على شاشات، وزاد الأمر إنتشاراً مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت مع صعوبة الرقابة عليها وتعدد منصاتها حافزاً وأداة لظهور أفكار وأراء متكأة على البحث في دفاتر الماضي مستخدمة شعارات رنانة على نسق أنه لا قداسة لبشر ولا عصمة إلا لرسول الله لتكون مدخلاً للهجوم على صحابة رسول - صل الله عليه و سلم.
كلمات حق إستخدمها البعض ليحيد بها عن الحق ولتكون مدخلاً للهجوم على الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب، فقد أضحى الطعن في الرموز هو السمة الغالبة لبعض من يتقوتون مكاسبهم المتعددة هو السبيل في ظل تزييف لحقيقة الإسلام المتعمد من خلال شخصنة الدين تارة وتسيسه تارة أخرى، فبات إخفاء حقيقة الإسلام وراء النبش في الماضي وشتم وسب الحاضر متمثلاً في أصحاب رسولنا الكريم وشيخ أزهرنا الجليل هو المحرك لبعض من يسعون إلى تشويه الإسلام تارة والتشكيك فيه تارة أخرى.
وهو ما جعلنا في محاولة لإستقصاء الأمر أن نجري حواراً مع المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي، شيخ مشايخ الطريقة الشبراوية، للوقوف على ماهية الهجوم على صحابة رسول الله - صل الله عليه و سلم - والهجوم على الأزهر الشريف وإمامه وشيخه أحمد الطيب، وكيف لذلك من إحداث إنشقاقات في الأمة وإثارة البلبلة فإلى نص الحوار...
- ظهرت في الأونة الأخيرة دعوات وأراء تهاجم الصحابة إستناداً لبعد وفاة الرسول وما حدث في الثقيفة من دخول المهاجرين والأنصار في سجال حول خليفته.. فما هو تعليقكم على التعرض لمثل هذه الأحداث التاريخية في الفترة الحالية؟
- إن هذه الفتن قد قيض لها الله عز وجل علماء وأولياء للرد عليها للرد عليها في حينه ولكن دائماً وبعد فترات من الزمان نجد ظهور مثل هذه الفتن مرة أخرى لإثارة البلبلة في العقيدة الإسلامية لإنتفاء الولاء والإنتماء إلى هذه العقيدة، ولكن لدينا من العلماء الأقوياء الأتقياء الأصحاء من يردون ويفندون هذه المزاعم وهذه الفتن الضارة الغير نافعة والتي لابد من إظهار أضرارها لكي لا ينقسم العباد وتقسم البلاد وتكون هناك فتن طائفية تزيد من بحور الدم في الأوطان.
حيث إن هذه الفتن مزعومة و لكن عندما نرجع لحديث حضرة سيدنا رسول الله - صل الله عليه وسلم - والذي ذكره الإمام الخطيب في كتابه الإتحاف أن الرسول قد دعى سيدنا أبوبكر وقبَّل ما بين عينيه وقرأ له الفاتحة ثم دعى سيدنا عمر بن الخطاب وقبَّل ما بين عينيه وقرأ له الفاتحة ودعى سيدنا عثمان بن عفان وقبَّل ما بين عينيه وقرأ له الفاتحة ودعى الإمام علي بن أبي طالب وقبَّل ما بين عينيه وقرأ له الفاتحة، فكانت هذه لأولي الألباب والإشارات أصحاب سيدنا رسول الله ذوي البصيرة والنور الذي إكتسبوه من المصطفى - صل الله عليه وسلم - إشارات بتولي سيدنا أبوبكر ثم سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي وهذا ما حدث بالفعل وإلا يكون حديث المصطفى - صل الله عليه وسلم - يكون فيه شك كبير ولكن ما قاله المصطفى قد تم وهذا يؤكد أنه حديث صحيح وسليم وأي مزاعم وفتن لا ننظر إليها بعد هذا الحديث.
- ولكن هناك من الأحاديث ما هو ضعيف وتشوبه بعض الأقاويل من حيث السند أو من حيث المتن بما لا يتوافق مع العقل وما يعزز فكرة أصحاب هذه الدعوات أيضاً إنتشار التيارات الدينية ودخولها المعترك السياسي وهو ما يجعلهم يقومون بعمل إسقاط لذلك ويقولون أن الموضوع سياسي بحت منذ وفاة الرسول - صل الله عليه وسلم -؟ -- لو لنظرنا إلى سيدنا أبوبكر - رضي الله عنه - أنه كان خليفة المصطفى، أي المقتدي الأول بحضرة المصطفى- صل الله عليه وسلم - ولم يخرج عن ما أمر به المصطفى - صل الله عليه وسلم - و ترى ذلك في تحضير الجيش للغزوة بقيادة أسامة بن زيد وكان عمره حين ذاك خمسة عشر أو ستة عشر عام، وإذا ما تحدثنا عن سيدنا عمر بن الخطاب قال رسول الله- صل الله عليه وسلم - لو كان هناك نبي من بعدي لكان عمر وسيدنا عمر إشتهر بالإجتهاد وإشتهر بأن رأيه دائماً يأخذه من نور المصطفى - صل الله عليه وسلم - فكان مع سيدنا عمر العلم السياسي وكذلك العلم الديني بإمامة الإمام علي بن أبي طالب فكان هو الإمام الذي يرجعون إليه في فتاويهم وفي مقتضايات حاجاتهم الدينية.
أما عن سيدنا عثمان بن عفان فهو ذا النورين الذي تزوج من إبنتي رسول الله - صل الله عليه وسلم والذي قال فيه المصطفى - صل الله عليه وسلم - أن الملائكة تستحي من سيدنا عثمان بن عفان، أما الإمام علي بن أبي طالب هو زوج السيدة فاطمة إبنة رسول الله - صل الله عليه وسلم - الذي قال فيه أنا مدينة العلم وعلي بابها. فيكون السؤال هنا والملح إذا كان رسول الله - صل الله عليه وسلم - قد قال عنهم ذلك ووضعهم في هذه المكانة.
كيف ومن يتجرأ وينقص من قدرهم سوى أصحاب العقول الجاهلة بقدرات و مقادير أصحاب رسول الله - صل الله عليه وسلم -؟!
- ولكن في الآونة الأخيرة بدأت الدعوات في الإزدياد لما أعقب وفاة رسول الله - صل الله عليه و سلم - للتشكيك في الصحابة من زاوية أنهم في النهاية بشر وكانوا يبحثون عن مغانم و مصالح سواء سياسية أو إقتصادية كما جاءت أحداث الفتنة الكبرى و مقتل سيدنا عثمان وأضحت مدخلاً للهجوم على الصحابة،
فهل هذا يعد طرف أو خط للهجوم على الدين بالأصل؟
- بكل تأكيد هو خط للهجوم على الدين والإنتقاص منه وعدم الزود عن صحابة رسول الله وآل بيته - عليهم الصلاة والسلام - فيه خطر كبير ولابد للمجتمع أن يُراعى حق رسول الله - صل الله عليه وسلم - فيهم وفي تربيتهم الذين أسلموا على يديه وإلا ضاع الدين وهم ثوابت هذا الدين والخروج عليهم لا يستحب إطلاقاً ولابد من وقفة من الأزهر الشريف ومن دار الإفتاء ومن الأوقاف، وقفة للزود عن ثوابتنا الدينية لكي لا تضيع بين الشيعة وبين المعتزلة وبين الحتمية وبين الدهرية وبين الرافضية وبين الماسون الأعظم الذي يحركهم دائماً ضد الدين.
- ولكن هذا لا ينفي أن صحابة رسول الله - صل الله عليه وسلم - كانوا بشر و الجانب البشري كان موجود و يمكن أن يكون ذلك كان محركاً في التاريخ الإسلامي؟
- يعني إذا ما قلنا اليوم أن هذه الأمة قد خلت كما قال المولى عز وجل في محكم تنزليه بعد بسم الله الرحمن الرحيم {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون} صدق الله العظيم، فإن هذا يعني أن نعيش فترتنا ونعيش الحياة السليمة ذات الدين السليم لعدم ضياع الدين.
- ولكن بناء على ذلك فإن الأزهر ذاته والشيخ أحمد الطيب نفسه إمام الأزهر يتعرض للهجوم في هذه الفترة التي نعيشها، فما هو تعليقك على ذلك؟
- الذي يتعرض بالهجوم على الأزهر الشريف والإمام العابد الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وإمام المسلمين هو ليس من المسلمين.
ليس من المسلمين؟! ولكن يمكن أن تفسر هذه الكلمة بمعنى التكفير؟!
- أنا لم أكفر ونحن لسنا من دعاة التكفير والكلمة التي ذكرتها واضحة فقد قولت ليس من المسلمين ولم أقل كافراً، فالمسلم كما جاء في حديث سيدنا رسول الله - عليه الصلاة و السلام - هو من سلم المسلمين من لسانه ويده، ولقوله - صل الله عليه وسلم - ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، وهذه هي أخلاق المسلمين
-فكيف إذاً أكون مسلماً وأتعرض لإمام المسلمين؟! كيف؟!
-إمام المسلمين له الحجة وله الطاعة حيث أنه يسير على المنهاج الديني السليم والقويم ومن يخارجه عن هذا الإطار فهو ليس بمسلم.
- أفهم من ذلك أن ما يتعرض له الأزهر وشيخه من هجوم تأتي في إطار حملة ممنهجة للهجوم على الأزهر والإسلام؟
- بالطبع وبكل تأكيد هي كذلك ومن ثم الهجوم على مصر وضياع الدين، يعنى حينما تقول إيران في المؤتمر الصحفي للصحوة الإسلامية في إيران واضعين صور لثلاثة ممن تقول عليهم وتصفهم بالشهداء وتكون هذه الصور لثلاثة ينتمون لجامعة الإخوان المسلمين وتقول عنهم الشهيد الإمام حسن البنا والشهيد الإمام سيد قطب والشهيد الإمام الهضيبي
فكيف ذلك وما هو المطلوب؟!
أهو المطلوب أن تظهر القوة الفارسية مرة أخرى، لماذا الفرس أو إيران تعتز بلغتها الفارسية ولا تعتز باللغة العربية، أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، ينعتون البنا وقطب والهضيبي بالشهداء وهم أبناء الفكر الوهابي الذي إنتشر سنة ١٨١١ في الأراضي الحجازية عن طريق محمد بن عبدالوهاب وعن طريق مجلس الكنائس العالمي بقيادة مستر هنفر
- في النهاية أتمنى لحضرتكم بالتوفيق وأن يتصدى الأزهر لما يتعرض له من هجوم شرس؟
- أشكرك .. ولكن لن يتم ذلك إلا بمساعدة الدولة، فلابد أن تقف الدولة إلى جوار الأزهر وإلى جوار الإمام أحمد الطيب.
- وهل هذا يعد طلب مباشر من الدولة لمساندة الأزهر؟
- نعم.
- ومن في الدولة توجه له رسالة بأن يدعم الأزهر والشيخ أحمد الطيب ويقف خلفه في ظل الهجوم الشرس عليه؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسي، فأنا أناشد وبكل وضوح سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يدعم الأزهر الشريف ويقف إلى جوار العلامة الإمام الشيخ أحمد الطيب كما وقف الرئيس محمد أنور السادات مع الإمام العارف عبدالحليم محمود.