جريدة الديار
السبت 18 مايو 2024 07:01 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
«جمعيتي » تتاجر بالسلع المدعمة وتتلاعب بالسوق بالإسكندرية المهرجان القومي للمسرح المصري.. يعلن عن شروط مسابقة التأليف المسرحي في ضيافة نقابة زراعيين الإسكندرية : إنطلاق الإجتماع التنسيقي العام الأول لمُبادرة راصد أسواق نميرة نجم : تحية لصمود المرأة الفلسطينية في مُواجهة حرب الإبادة الجماعية بغزة قافلة طبية مجانية لأهالي البنجر غرب الإسكندرية البيئة : البنك الدولي يواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة المخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية فى ذكرى ميلاده الـ84.. محطات من حياة زعيم الفن عادل إمام انتخاب «هشام الغزالي» عضوا بالمجلس العلمي للوكالة الدولية لبحوث السرطان «IARC» تقرير يكشف نجاحات مصر في شراكتها الاقتصادية مع الإمارات بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف.. متحف البريد يستقبل الزائرين غدًا بالمجان ”مرأة الشعب الجمهورى بالدقهلية” تكرم عاملات وعمال مصر .. بحضور وكيل وزارة العمل الاستمتاع بزيارة متحف ومنزل كفافيس بالإسكندرية مجانا

أسرار وحكايات .. من زمن فات ( 9)

" القلعة " بناها صلاح الدين ولم يراها !!

إرتبط إسم القائد العظيم السلطان " صلاح الدين الأيوبى " إرتباطا وثيقا بقلعة الجبل فالكل يذكرها منذ نشأتها عام ٥٧٨ هجرية / ١١٨٣ ميلادية وحتى الآن بإسم " قلعة صلاح الدين " .. والغريب أن صلاح الدين لم تطأ قدماه القلعة مطلقا ولم يرها ولم تقع عيناه على أسوارها الحصينة التى ظل يحلم بها ولم تدر الدولة من مقر الحكم الذى أمر بإنشائه السلطان فى قلعته الجديدة إلا بعد رحيله بنحو أربعة عشر عاما فى عهد أحد خلفائه وهو الملك الكامل الذى إستكمل إنشائاتها عام ٦٠٢ هجرية  / ١٢٠٧ ميلادية.
لم يقض " صلاح الدنيا والدين " _ كما كان يطلق عليه _ فى مصر سوى ثمانية أعوام من فترة حكمه التى إستمرت ٢٤ سنة وقبل أن يستقر فى سوريا أمر بتشييد سور من الحجر من منطقة " المقس " غربا وإلى المقطم جنوبا مرورا بمدينة الفسطاط حتى حافة النيل .. وقد تم مد سور القاهرة شمالا من نهايته عند الخليج حيث أقيم " حصن المقس " المنيع حتى منطقة باب الوزير جنوبا وهى الأسوار الباقية حتى الآن.
أراد صلاح الدين أن يتخذ من القلعة مقرا لحكمه لكرهه الشديد لقصور الحكام الفاطميين حيث كان مقر حكمه قبل رحيله إلى سوريا يقع فى شارع الجمالية حاليا والذى حوله أحد المماليك البحرية فيما بعد وهو الملك " بيبرس الجاشنكير " _ الذى ستكون لنا معه وقفة فيما بعد _ إلى مكان للتعبد الصوفى والذى عليه إسم " خانقاة " والذى لا يزال يعد من الآثار الإسلامية البديعة التى تتميز بها الجمالية.
ورأى صلاح الدين أن قمة جبل المقطم موقعا مناسبا لإنشاء القلعة فأختار مكانا فى جبل المقطم يرتفع عن سطح الأرض بمائتين وخمسين قدما.
وبدأ العمل فى بناء القلعة بأيد مصريين وعدد ليس بقليل من الصليبيين الذين أسرهم صلاح الدين عند تحرير بيت المقدس وكانت البداية مع عام ٥٧٢ هجرية / ١١٧٦ ميلادية وذلك تحت إشراف أحد الأمراء وهو الأغا " أبوسعيد قراقوش " الذى إرتبط إسمه فى أذهان الأهالى بالشدة والصرامة والجدية المطلقة وأيضا بالوحشية والقوة والإستبداد ولذلك فقد يشبه الناس عهود الظلم منذ تلك الفترة إلى الآن بحكم قراقوش.
وكانت أهرامات الجيزة تستخدم كمحاجر لجلب الأحجار اللازمة لبناء القلعة لدرجة أنه تم هدم بعض الأهرامات الصغيرة بأمر من صلاح الدين لتوفير الأحجار المطلوبة .. وعلى الرغم من عدم إكتمال جميع إنشاءات القلعة إلا أنه سجل على باب المدرج من الناحية الشمالية من القلعة نقشا مؤرخا فى سنة ٥٧٩ هجرية / ١١٨٣ ميلادية مازال موجودا حتى الآن ينص على " أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة لمحروسة القاهرة .. مولانا الملك الناصر صلاح الدين .. محيى دولة أمير المؤمنين .. وولى عهده الملك العادل ومعين دولته قراقوش سنة تسع وسبعون وخمسمائة ".
ويعد الملك الكامل هو أول من حكم البلاد من مقر الحكم بالقلعة والذى ظل مقرا لكل الحكام حتى عام ١٨٧٤ م حين إتخذ الخديوى إسماعيل قصر عابدين مقرا رسميا لحكم البلاد.