محمد سعد عبد اللطيف يكتب: لِماذَا لَا يقتُلُوننَا مرةً واحدةً؟
مساء أمس سألني شَابّ في الطريق وبطريقة عفوية من أهل قريتنا "يا أستاذ متى تتوقف الحرب عن غزة...؟
اعترف أنه أصعب سؤال الإجابة علية/ رغم في جُعبتيِ الكثيرِ والكَثيرُ من الإجابات المُؤلِمَه،، منذ أقل من ثلاثة عقود سألني "مُستَشرِقًا"
في بولندا في المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة (وارسو)... لماذا منطقة الشرق الأوسط مناطق صراع وقتل وحروب...؟احيَانًا يتوقف العقل عن الاجابة في ظل زخم معلومات تتداخل مع بعضها للرد علي أسئله أمام هذا الوضع المتردي من حرب تجري الأن علي اهلنا في غزة...! وفي ظل صمت عربي ودولي من حرب إبادة جماعية لشعب اعزل،، سُؤَالًا يحتاج الي تفكير عميق ولا أستطيع الاجابة علية.!! ومتي توقفت الحروب في الشرق الأوسط...؟ كانت إجابتي مختصرة.
إسرائيل لن توقف الحرب الآن إلا بعد إعلانها الإنتصار علي غزة لآن إسرائيل والغرب لايسمحوا بهزيمة إسرائيل، هزيمتها يعني في عقيدتهم زوال دولة إسرائيل، ولن يسمح الغرب وامريكا بهزيمة إسرائيل، وفي ظل حالة التشرذم العربي وغياب عدالة المجتمع الدولي، وحالة التخلف والجهل وغياب الهوية والثوابت في الشخصية العربية، وفي غياب شعوب لاتقرأ، سمح لإسرائيل أن تفعل كل شيء،، وفي ظل ثقافة الفرجة والتفاهات لِلإِمَةِ إِقرَأً،،شَابتْ الرُّؤيةُ فِي قضايَانَا المصيرية،
فأصبحنا مثل قبائل (الآوس والخزرج) وفي سياق ذلك الوضع الخفي، سوف أسرد لغز إبادتنا البطيء
في المحاضرة التي القاها البروفيسور {ماكس مانوارينج} خبير الاستراتيجية العسكرية
في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية،
ومكان المحاضرة 《اسرائيل》 في 13 أغسطس عام/ 2013،
لضباط كبار في حلف" الناتو "وتم تهريب المحاضرة من أفراد في منظمات حقوقية ويسارية،أسرَارًا تكشف بوضوح
كل الغاز الخراب الحاصل في المنطقة العربية منذ سنوات،
وهو ايضًا
خبير" الجيل الرابع من الحروب "،
وبتعبيره الواضح إن اسلوب الحروب التقليدية صار قدِيمًا
والجديد هو" الجيل الرابع "من الحرب
وحرفِيًّا
والنص له:" ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم،
أو تدمير قدرتها العسكرية،
بل الهدف هو: الإنهاك التآكل البطيء، لكن بثبات،
والهدف هو ارغام العدو على الرضوخ لارادتك "ويضيف حَرفِيًّا :" الهدف زعزعة الاستقرار وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون
من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة "." ما يهدد فكرة سيادة الدولة العدو، يقول،
هو التحكم باقليم خارج سيطرة
الدولة تتحكم به مجموعات غير خاضعة للدولة، وهذا الواقع موجود في سوريا والعراق من
محاربة وعنيفة وشريرة،حَرْفِيًّا، وهنا نستطيع التحكم،
وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء وباستخدام
مواطنو دولة العدو،
فسوف يستيقظ عدوك مَيتَا ".
هذه المحاضرة التي قيل إنها {أخطر محاضرة في التاريخ
الحديث} توضح كل ما جرى من حروب وصراعات مسلحة
أهلية ومن قوى محلية شريرة ومحاربة وعنيفة.
بلا شك لا يمكن أن يتم ذلك من" اشرار وعنيفين "
من دون خلق" مفهوم القضية "وتوظيف (الدين)
لهذا الهدف أكبر محفز لتحقيقه،
لتحمل مشاق حرب طويلة وتحمل الموت،
مع الوعد الآخروي بفردوس هديته الكبرى
حفلة جنس مع حوريات وعشاء فوري مع النبي، وهذة الدسائس والآكاذيب من آحاديث ضعيفة وللآسف الاتباع البهائم ينفذون أَهدَافًا لا يعرفون عنها شَيئًا،
أكثر ما يلفت الانتباه في هذه المحاضرة المسجلة في
شريط فيديو، نشرة الروائي العراقي/ حمزة الحسن/
عن الحالة العراقية ... انقل منه حرفِيًّا هو عبارة:"عن الإنهاك، والتآكل البطيء ".
ولكن لماذا لا يتم الانهيار السريع بدل التآكل الهادئ
والبطيء؟
هذا هو الجزء الأخطر في محاضرة "خبير الجيل الرابع من الحرب"،
أي حروب بالوكالة التي ينفذها بتعبيره" مواطنون محليون "
بدعم عسكري وسياسي أمريكي.
التآكل البطيء يعني الخراب المتدرج للمدن والنفوس والمؤسسات والقيم الاخلاقية،
وتحويل الناس الى قطعان هائمة،
وشل قدرة البلد العدو على تلبية الحاجات الاساسية،
بل تحويل نقص هذه الحاجات الى وجه آخر
من وجوه الحرب حتى الانهيار الكلي والاستسلام،
وهو عمل مدروس ومنظم بدقة.
(البروفيسور وهو ليس خبير الجيل الرابع للحرب فحسب،
بل" ضابط مخابرات سابق "
لا يلقي المحاضرة في روضة أطفال ولا في مركز ثقافي،
بل لجنرالات كبار في" حلف الناتو "لا تظهر وجوههم في التسجيل.
وفي عبارة لافتة في المحاضرة يقول بوقاحة مبطنة مُخَاطِبًا
الجنرالات:" في مثل هذا النوع من الحروب قد تشاهدون اطفَالًا قتلى او كبار السن،
لكن علينا المضي مباشرة نحو الهدف ".
بمعنى لا تتركون المشاعر أمام هذه المشاهد،
تحول دون" الهدف ".
وهذا هو الاسلوب المطبق في العراق وسوريا واليمن
وفي ليبيا وغزة وَغُدٌ لا ندري أين
واما فلسطين فهي مشروع اقتلاع وابتلاع قديم.،،،
مرة أخرى السؤال:
لماذا"الِانهاكُ والتَّآكُلُ البطيء،
بدل اسقاط النظام مرة واحدة...؟ ".
علينا فحص اللغة الماكرة والمراوغة هنا
وبصورة خاصة"الِانهَاكُ وَالتآكُلُ البطيء "
وهي الأخطر وقد تم تطبيق ذلك حرفِيًّا مِنْ قَبْلُ مواطني" الدولة العدو "،
وهو تعبير التفافي عن المنظمات الارهابية."الِانهَاكُ والتَّآكُلُ البطيء هو سيطرة على اقليم ما،
والتحكم باستيقاظ العدُوٍّ مَيتًا "استراتيجية الانهاك تعني نقل الحرب من جبهة الى أخرى،
من أرض الى أخرى، تهدئة جبهة وتسخين اخرى وجعل الدولة تركض خلف أشباح،
تشتعل في" تونس فتهدأ ثم تشتعل في مصر فتهدأ وتشتعل في سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان، فتسقط أنظمة وتتحر، تنفتح جبهة أخري،
تنهار هذه الجبهة فيسقط رئيس
وحكومة واحلال آخر، تقوم مظاهرات حاشدة هنا لكي تشكل حكومة على المقاس،
لأن هذه المعارك لا تهدف الى استنزاف موارد الدولة فحسب بل تحقيق الاهداف السياسية،
والوضع الاقتصادي والتلاعب به جزء من هذه الحرب.
نحن نركز على المعارك المسلحة في حين الخراب الاعظم على الجبهة الاجتماعية لانها الهدف الرئيسي من المناورات وإدارة الازمات وفتح وغلق الازمات الحربية والاقتصادية والسياسية. استنزاف كل قدرات الدولة العدو على مراحل،
وجعل" الدولة العدو "تقاتل على جبهات عدة
محاصرة بضباع محليين من كل الجهات،
وتسخين جبهة وتهدئة أخرى،
اي إدارة الازمة وليس حلها لكي لا يتم انهيار الدولة السريع،
لأن الانهيار السريع يبقي
على كثير من مقومات
ومؤسسات الدولة والمجتمع،
وأفضل الطرق هو التآكل البطيء،
بهدوء وثبات وعبر سنوات من محاربين
"محليين شرسين وشريرين" كما يقول هو، بصرف النظر عن وقوع ضحايا أبرياء لأن الهدف وهو السيطرة وجميع الأطراف المتحاربة هم أعداء
وتقويض الدولة والمجتمع أهم من كل شيء،
أي محو الدولة والمجتمع عبر عملية طويلة.
هذا المخطط الذي يعترفون به ويدرسونه مطبق وممارس منذ سنوات،
لكن عبر طرق ملتوية ومموهة،
ومغطاة بشعارات صاخبة من حقوق الإنسان والديمقراطية،
وهي لا تشمل حسب المحاضر الأطفال والشيوخ والمدنيين العزل الذين سيقتلون،
لأن الهدف، السيطرة، هو الأهم. هل عرفنا الآن لماذا القتل المتدرج،
والبطيء، والهادئ،
وأسلوب إدارة الأزمة بدل حلها،
ولماذا لا يقتلوننا مرة واحدة؟
لكي تبدو الإبادة ،فعلًا محليًّا وصراعًا مُسَلحًا بينَ عقائِدَ صُلْبَةٍ
ونظِّمَ حُكمُ، يتم توزيع السلاح على كل أطرافها،
لكي يستيقظ العدو، أي نحن والسلطة والمجتمع،
موتى.
يجب أن يتقطع كل شيء ببطء وعلى مراحل وبثبات،
النفوس والضمائر والقيم والمدن والمؤسسات،
لكي يَلُوحُ الانهيار القادم كما لو أنه خيار داخلي وليس نَخْرًا مُبرمَجًا ولَانِ الانهيار السريع يحافظ على قيم ومؤسسات وروابط وتقاليد ونفوس وضمائر حية وإلخ. دع كل شيء ينهار بالتدريج وبشكل غير مرئي. الاستراتيجية مستمرة، ومعلنة وممارسة في السياسة والإرهاب والاقتصاد،
وأكبر من يغطي عليها ويبحث عن أسباب لهذا المحو المنظم،
هو نحن مرة بتجريم التاريخ،
ومرة أخرى الدين وثالثة ثقافة العنف
المتوارثة في الجينات، لخلق عقدة الشعور بالدونية،
هي سبب هذه الحروب.
يتم استعمال مفهوم (إبادة المجتمع).
بموازاة هذا التآكل البطيء المنظم يجري إشغال الناس بحاجات يومية مثل/ غلاء الأسعار،ارتفاع سعر الذهب و العملات الاجنبية مقابل العملة المحلية وانقطاع الكهرباء، والرواتب والأزمات والضوضاء والمخدرات ..
الخ ،، إضافة إلى تضخيم حوادث تافهة وتحريك كتائب سرية من بث إشاعات كاذبة وتقليب الرأي العام بإستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، في وقت واتجاه ونبرة واحدة ثم الصمت في وقت واحد لان المركز واحد وهناك جيش من الغوغاء والبلداء يندفع وراء هذة الاشاعات ،
من حق [ماكس مانوارينج وقادة الجيل الرابع ]من الحرب، حروب بالوكالة،
أن يشربوا الويسكي ضاحكين لأننا نقتل ببطء ونتأكل بهدوء وثبات،
دولة وسلطة مع كل قيم المجتمع،
دون أن نعرف وجوه القتلة،
وهي أكثر وضُوحًا من وجوه القتلى.،،
فمتي يعلنون وفاة العرب بالسكتة الدماغية قبل أن يقتلوننا ببطيء ...!!