الغريب أنا ... بقلم: حيان محمد الحسن

غريبٌ بين أهلي وأحبابي

أعيني ماَ لها شوقاً تَرُفُّ
وقلبي سامهُ يأسٌ ونزفُ

كأنّ الرُّوحَ تسبحُ في فضاءٍ
يعكّرُ صَفوَهُ قصفٌ وعصفُ

ووجهي بالكآبةِ ضرَّجتْهُ
يدُ الدنيا وجسمي فيه ضَعْفُ

أنا في وجهِ ريحِ القهرِ طيرٌ
محالٌ عينهُ يا ناسُ تغفو

هموميَ ما عليها العمرَ صبرٌ
ولا الأيامُ منْ كدرٍ ستصفو

لقد هَجَرَ الأحبَّة دار سعدي
فهجرُهُمُ جراحٌ لي تُزَفُّ

حدائقُ لهفتي جدبتْ و بدري
له في عتمُِ هذا الليلِ خَسْفُ

غريبٌ بين أحبابي وأهلي
وأشربُ كأسَ حزنيَ وهْو صِرْفُ

ولا خلٌ يؤانسني وبيتيْ
لوتْ جدرانُهُ وانهدَّ سقفُ

أعاقرُ لوعتي فكأنّ ظلّي
بهِ قلقٌ على أرضٍ تشفُّ

تراني كالغريقِ ببحرِ خوفي
أجدّف دون وعيٍ حيث أطفو

حياتيَ بعدَهمْ صحراءُ قفرٌ
وقلبي دونهم في العتمِ كَهْفُ

وشوقي قُدَّ من كبديْ وقلبي
وروحي شابَها رهفٌ و لَهْفُ

غفتْ أحلامي الكبرى وظني
بصغراها لفُرقاهمْ ستغفو

أعيني هدهدي دمعيْ فإنّي
بغيرِ دموع عيني لا أشفُّ