جريدة الديار
السبت 18 مايو 2024 07:48 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
«جمعيتي » تتاجر بالسلع المدعمة وتتلاعب بالسوق بالإسكندرية المهرجان القومي للمسرح المصري.. يعلن عن شروط مسابقة التأليف المسرحي في ضيافة نقابة زراعيين الإسكندرية : إنطلاق الإجتماع التنسيقي العام الأول لمُبادرة راصد أسواق نميرة نجم : تحية لصمود المرأة الفلسطينية في مُواجهة حرب الإبادة الجماعية بغزة قافلة طبية مجانية لأهالي البنجر غرب الإسكندرية البيئة : البنك الدولي يواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة المخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية فى ذكرى ميلاده الـ84.. محطات من حياة زعيم الفن عادل إمام انتخاب «هشام الغزالي» عضوا بالمجلس العلمي للوكالة الدولية لبحوث السرطان «IARC» تقرير يكشف نجاحات مصر في شراكتها الاقتصادية مع الإمارات بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف.. متحف البريد يستقبل الزائرين غدًا بالمجان ”مرأة الشعب الجمهورى بالدقهلية” تكرم عاملات وعمال مصر .. بحضور وكيل وزارة العمل الاستمتاع بزيارة متحف ومنزل كفافيس بالإسكندرية مجانا

أتعثـر حـين احـاول نسيانك ....

نور عباس
نور عباس

اليوم أنا أنسى كثيرا الأمرُ محرجٌ للغاية بالنسبة لي ويسبب تلك المضايقات البغيضة والتي قد تنتهي
بكوني متهماً بجرمٍ ما، أنا فاشلٌ في الشجارات، لا أدرِ كيف يستطيع أيُّ شخص يعرفني أن ينتظر مني صوتاً مرتفعاً ووجهاً مخيفا حقاً أهتم، وأودُّ تذكُرَ مواعيد الجميع ،لكنني ودون دراية أنسى.

بدأت بكتابة تفاصيلِ يومي على مذكرةٍ صغيرة. أدفُنها في جيبي ، ثم أنساها أسفل وسادتي

أكد لي الطبيب أن الأمرَ جيدٌ ما دمت أنسى نصف الأشياء وليس جميعها.. لكنني غير متزنٍ البتة لدي دوماً نسخةُ مفاتيحَ احتياطية لمنزلي، لغرفتي في السكن الجامعي، ولدرج مكتبي.

أشاطرُ إخوتي كلمة السر لحساب "الفيس بوك" خاصتي، ولم أعد أضعُ قفلاً لهاتفي ،وهذا يؤلمني...يؤلمني جداً لقد بدأت أفقـدني في منتصف أيّ حديث، فلطالما نسيت البداية، وكثيراً ما أنطقُ " لا أعلم " في ختام الحوارات ،على شيء يؤسفني أنني كنتُ حذقاً به، عاهدتُ شخصاً ما على البقاء ثم رحلت، فاتتني حفلة عيد ميلاد صديقٍ غالٍ، وقفت أحدق بواجهة محل أحذية لربع ساعة.

ولا أدري لمَ أخبرني الطبيب أنني أعاني من النسيان المبكر بسبب صدمة عاطفية عنيفة لم أستطع التخلص منها، فقامت أمي بتكذيبه بشراسة وألقت اللوم بأكمله عليكِ ،. تقولُ "جملة ما" في كلّ مرة تغضب فيها ،كنتُ أرددها تلوها دوماً لأضحك ، لكنني لا أتذكرها الآن أنصتي لي هذه المرة لن أنسى فرسالتي إليكِ مبللة بما يكفي من الدموع، لأتحول إلى مجرد دمعة بدون ذاكرة.
إنني أستيقظُ يومياً على أمل نسيانكِ. أحفظُ كرهكِ لثمرة الكيوي وحبك للتفاح الاخضر الهش

أحفظ تسريحة شعرك المفضلة في شهر الامتحانات واللون الذي تختارينهُ لكنزاتك الصوفية

أحفظ اسم جارتك الحاسدة، ونوع المذياع في الرف الداخلي لمكتبة والدك.
ذات مرة نسيتُ هويتي الشخصية، فتذكرت في مخفر الشرطة أنّ وجهك في الهوية غضٌ ولا يُلمس البارحة ماتت جارتنا، تناسيت الذهاب إلى عزائها وغفرت لي السماء ثم جلست نصف النهار أتأمل وجهك في صورتنا القديمة لكنني خذلت قلبي ونسيت خيانتك لي، ثم مشيت في شرياني حاملاً إياكِ ، ظاناً أن صوت المذياع الذي يُرتّل القرآن في الخارج صادرٌ من قلبكِ أنتِ لا غير .