للهروب من هزيمة بحرب اكتوبر .. دولة الاحتلال تتلاعب بالتعليم
نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات مثيرة لأول مرة عن "الحرب الأكثر صدمة في تاريخ إسرائيل"، حسب وصف صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن حرب السادس من أكتوبر عام 1973، هي الحرب التي أثرت بشكل كبير على المجتمع الإسرائيلي وشهدت خلالها العلاقة بين المواطنيين الإسرائيليين والمؤسسة العسكرية تصدعا كبيرا.
وتابعت الصحيفة العبرية: "مر 50 عاما على الحرب ولم تلتئم جراح الشعب الإسرائيلي بعد، فلا تزال عواقب هذه الحرب تتردد في عالم السياسة حتى يومنا هذا، فالمحاربون الذين عادوا من المعارك يواصلون سرد الذكريات الصعبة، والأسر التي فقدت أعز ما لديها تتعامل مع آلام مفجعة وكأنها حدثت بالأمس".
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك فإن نظام التعليم في إسرائيل لا يعلم إلا القليل عن هذه المعركة وبالتالي يتم نسيان ذاكرة التاريخ.
وفي هذا السياق قالت كارميت لاهف سولومون، معلمة تاريخ في الصفوف الثانوية بمدرسة "دارشا رنا كيسين" في القدس للصحيفة العبرية: "الفصل الخاص بحرب يوم الغفران – التسمية العبرية لحرب أكتوبر - هو فصل اختياري في منهج التاريخ لطلاب الثانوية وهو يتناقض مع الفصل الخاص بحرب الأيام الستة – التسمية العبرية لحرب حزيران 1967 - فمن الأسهل على الطلاب تعلم الأيام الستة فقط".
وبحسبها فإن أسباب حرب الأيام الستة ونتائجها أكثر وضوحا، حيث تضاعفت مساحة إسرائيل حينها ثلاث مرات وكان الانتصار ساحقا، مضفية: "بسبب الهزيمة المذلة في حرب يوم الغفران لا يدرسها الطلاب، والأكثر من ذلك، أن جزء الحروب في المناهج الدراسية يأتي بترتيب زمني، لذلك تأتي حرب يوم الغفران في نهاية المادة ، ونحن تحت ضغط المنهج بالشهادة الثانوية العامة فعادة ما يتم إلغاء الفصل الأخير بالمناهج".
وتابعت: "بصفتي معلمة، أحاول أن أتطرق إلى هذا في فصول التعليم قبل ذكرى يوم الغفران حيث يأتي بعض الطلاب مع نقص في المعرفة، وهم متعطشون لها. فهم فضوليون ويريدون معرفة المزيد. ومن ناحية أخرى ، فإن مدى انتباههم محدود فأنا أحضر دائما مساعدات بصرية أو مقاطع فيديو أو عرضا تقديميا لكي يتعلموا الكثير عن هذه المعركة".
وكانت قد اندلعت حرب يوم الغفران على حين غرة في 6 أكتوبر 1973 ، بينما كان العديد من الإسرائيليين لا يزالون في المعابد يحتفلون بعيد الغفران، في وقت شنت الجيوش العربية بقيادة مصر وسوريا هجومًا ساحقا بعد أن رجحت إسرائيل أن فرصة الحرب منخفضة.
وتقول الصحيفة العبرية، إن الحرب التي قادها وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان في حكومة غولدا مائير، انتهت بخسائر فادحة، 2297 قتيلاً (بحسب أرشيف الجيش الإسرائيلي) وأكثر من 7200 جريح.
وأضافت "يسرائيل هايوم" أن الفشل الكبير في المعركة تسبب في فقدان الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة والجيش، حيث تجنبوا التعامل معه لسنوات، ولكن في السنوات الأخيرة، مع نشر المواد الأرشيفية والأفلام والمسلسلات عاد الوعي مرة أخرى للرأي العام، ومع ذلك فهناك من يعتقد أن نظام التعليم يجب أن يركز بشكل أكبر على هذا الموضوع.
وقال جدعون تيران، مدرس تاريخ سابق ونائب رئيس التربية في بيت الكتاب العبري في حيفا عندما اندلعت حرب يوم الغفران للصحيفة العبرية: "لسوء الحظ، يمكنك اليوم التخرج في المدرسة الثانوية تقريبًا دون أن تسمع عن أكبر صدمة قومية حدثت لإسرائيل.. دون أن تلمس الجرح.. فالذكرى تتبخر بل يتم محوها"
وكان تيران طالبا في دورة ضباط المدرعات، وقاتل في معارك على الجبهة الجنوبية في سيناء، وعند الانتهاء من الحرب وعودته من خط النار على قناة السويس، ترأس لجنة التعليم والثقافة في جمعية "مركز حرب يوم الغفران".
وتابع: "على مر السنين، صادفت العديد من طلاب المدارس الثانوية الذين كانت معرفتهم بحرب يوم الغفران ضعيفة وسطحية للغاية، فيجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العديد من المعلمين في نظام التعليم لم يولد في ذلك الوقت، أو كان صغيرا جدا، وفي رأيي كثيرون لا يفهمون ما حدث بالفعل هناك".