الكشف عن اختراق روسي لجهاز المخابرات الخارجية الألمانية
وصل تحذير غريب للاستخبارات الألمانية من جهاز حليف: ان أسرار جهاز المخابرات الخارجية الألمانية تصل لروسيا، لديكم اختراق داخلي، لتبدأ تحقيقات داخلية سرية، توصلت إلى أن المعلومات المسربة لا تخص ألمانيا فقط، وإنما بعضها يشمل دولًا حليفة.
بدأت الاستخبارات نسج خيوط المعلومات، وشرع محققو دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، في معرفة مصدر المواد المسربة ومن متاح له الوصول إليها، وهي مهمة صعبة خاصة مع أكثر من 7 آلاف موظف بالاستخبارات الألمانية.
واستمرت التحقيقات والمراقبات، لتقف عند موظف حكومي كبير يعمل في إدارة مجموعة الاستطلاع الفني (TA) يدعى كارستن إل، مسؤول عن مراقبة اتصالات الهاتف والأقمار الاصطناعية والإنترنت في جميع أنحاء العالم.
حساسية موقع كارستن، في أنه المكان الذي تتجمع فيه نتائج المكالمات الهاتفية التي يتم التنصت عليها، أو الرسائل اللاسلكية أو رسائل البريد الإلكتروني التي يجرى اعتراضها، من مناطق الحرب والأزمات مثل أوكرانيا أو سوريا، أو إلى البرنامج النووي الإيراني، كما يتعلق عمله بنتائج خدمات الشركاء، خاصة خدمة المراقبة الأمريكية NSA أو GCHQ البريطانية.
ووفقًا لوسائل إعلام ألمانية، فكارستن نقل لموسكو بيانات مهمة تساعدها في معرفة أساليب تجسس الأجهزة الغربية، إضافة إلى معلومات سرية عن الوضع في أوكرانيا.
وأعلن الإدعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه القبض على موظف في جهاز الاستخبارات الخارجية "بي إن دي" للاشتباه في ارتكابه جريمة الخيانة للوطن، بنقله معلومات سرية للدولة لأجهزة المخابرات الروسية، مع تفتيش شقته ومكتبه.
وأكدت النيابة العامة في ألمانيا أنها تشتبه في أن كارستن نقل عام 2022 معلومات حصل عليها في سياق أنشطته المهنية، إلى جهاز استخبارات روسي.
محتوى هذه المعلومات من أسرار الدولة، بالمعنى المنصوص عليه في المادة 93 من القانون الجنائي، بحسب DW.
وأجرت النيابة التحقيق بالتعاون مع الاستخبارات الخارجية الألمانية، ومثل المشتبه به أمام قاضٍ قرر حبسه احتياطيًا على ذمة القضية.
وقال محققون إن تسريب المعلومات إلى روسيا، حقيقة لا يمكن التلاعب بها أو إنكارها، لكن دافع كارستن للمشاركة في تلك العملية وخيانة دولته غير معروف حتى الآن، لاسيما مع استبعاد الرغبة في جني الأموال مقابل المعلومات، وهو ما يجعل فرضية الابتزاز الروسي أقرب للتصديق.
ويعتقد محامي كارستن أن افتراض براءته لايزال متاحًا، وأن ما يثار عن موكله مزاعم لن يعلق عليها.
المدعي العام الفيدرالي وجهاز المخابرات الفيدرالية (BND) لم يرغبا في التعليق على القضية المشتبه بها، عند سؤالهما من وسائل إعلام ألمانية، واكتفيا بالإشارة إلى بياناتهما السابقة.
حال ثبوت التهمة على كارستن، يمكن معاقبته بالسجن ما لا يقل عن خمس سنوات، أو مدى الحياة في الحالات الخطيرة، وهو ما قد ينطبق على هذه الحالة، باعتبار أن المتهم أساء استخدام منصب يلزمه حماية أسرار الدولة.
وقال مدير الاستخبارات الخارجية برونو كاهل، إن ضبط النّفس والتكتّم مهمان للغاية في هذه القضيّة. مع روسيا، فألمانيا تتعامل مع طرف يجب أن يؤخذ في الحسبان افتقاره إلى الضمير وميله إلى العنف، على حد تعبيره.
وأضاف كاهل: كل تفصيل يعلن في هذه القضيّة يمثل عنصر أفضليّة لهذا الخصم، في مسعاه لإلحاق الضرر بألمانيا.ويرى نائب المستشار الألماني روبيرت هابك، أن اكتشاف جاسوس يعمل لحساب روسيا داخل الاستخبارات الألمانية، أمر مقلق للغاية.
وقال وزير العدل ماركو بوشمان عبر "تويتر": القضية أظهرت إلى أيّ مدى علينا أن نكون متيقّظين، إذا تأكدت الشبهات، فقد تم توجيه ضربة مهمة ضد التجسس الروسي،من جانبه أشار نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحرّ أحد الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحكومي فولفغانغ كوبيكي، إلى أن هناك تداعيات سلبية قد تترتب على هذه القضية، في ما يتعلّق بتعاون الاستخبارات الخارجية الألمانية مع نظيرتها الغربية.
وقال كوبيكي لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: إذا وصلت فعلاً إلى روسيا معلومات من دائرة الاستخبارات الخارجية الألمانية، فإنّ ذلك يجعل تعاوننا مع شركائنا أكثر صعوبة.
ونقل موقع فوكيس أونلاين الجمعة، عن مصادر أمنية أن الجاسوس المزدوج كان ضابطاً في الاستخبارات التقنية عالية السرية في الخارج، وكان بإمكانه -في إطار وظيفته- الوصول إلى معلومات شركاء الاستخبارات الألمانية الغربيين، وهو ما يعد كارثة لأجهزة المخابرات الألمانية المترابطة دوليًا.
وخلال السنوات الماضية، كشفت ألمانيا العديد من قضايا التجسس لحساب روسيا، كما هو الحال في دول أوروبية أخرى. رفعت أجهزة الاستخبارات الأوروبية مرة أخرى مستوى استنفارها الاستخباراتي، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
ورغم القبض على كارستن، لا تزال الأجهزة في أمريكا وبريطانيا وأوكرانيا وغيرهما، من الذين يتعاونون بشكل وثيق مع جهاز الاستخبارات الألمانية، في حالة تأهب وإنذار، خوفًا من التسريب المحتمل للمعلومات السرية، التي تبادلوها مع الألمان.
وعلق الرئيس السابق للاستخبارات الألمانية، أوغست هاننغ: في كل مكان يوجد توتر كبير.. يمكن أن تتحول هذه العملية إلى قضية خطيرة، يمكن أن تتحول إلى صفعة في مكاتب الاستخبارات الغربية،وفي نوفمبر الماضي، صدر حكم بالسجن عامًا وتسعة أشهر مع وقف التنفيذ، على ضابط احتياط ألماني في دوسلدورف بتهمة التجسس لحساب روسيا.