الـ2000 دينار الجديدة تثير ضجة في الجزائر وفرنسا
لأول مرة في البلاد، تداول الجزائريون قبل يومين عملة ورقية جديدة فئة 2000 دينار مطبوعة باللغتين الإنجليزية والعربية عوضًا عن الفرنسية.
وأثار الاستغناء عن اللغة الفرنسية في طباعة البنكنوت جدلًا واسعًا في الجزائر وفرنسا، بين مرحب بهذا الاتجاه ورافض له، وسط توتر العلاقات بين البلدين على خلفية تصريحات سابقة للرئيس إيمانويل ماكرون.
وجاء إصدار فئة العملة الجزائرية الجديدة التي أصدرها بنك الجزائر (البنك المركزي)، احتفالًا بمناسبة الذكرى الـ68 لاندلاع ثورة التحرير، وبمناسبة استضافة البلاد للقمة العربية الـ31.
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لخطة جزائرية بدأت منذ 3 سنوات، تستهدف كسر هيمنة اللغة الفرنسية على مظاهر الحياة في البلاد، بدءا من التعليم والثقافة والمعاملات الإدارية على المستوى الرسمي.
وفي فرنسا، كان الغضب أكبر من أن يبقى حبيسًا في صدور الرافضين لهذا التوجه الجزائري، كما استغلها رئيس حزب "فرنسا الأبية" والمرشح السابق للرئاسة، جان لوك ملونشون، لانتقاد سياسة الحكومة الفرنسية.
وقال "ملونشون" إن "اللغة المشتركة (الفرنسية) لم تعد قائمة، لقد فشل ماكرون وإليزابيث بورن (رئيسة الحكومة) في كل شيء"، في إشارة إلى المحاولات الفرنسية لترميم العلاقات مع الجزائر.
فيما قال الصحفي الفرنسي المهتم بقضايا الشرق الأوسط، جورج مالبرونو، إن اتجاه الجزائر لإصدار هذه العملة الاستثنائية يأتي بعد أسابيع قليلة من زيارة إليزابيث بورن إلى البلاد رئيسة الوزراء الفرنسية (في أكتوبر).
ومع بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر ، بدأت وزارة التعليم الجزائرية تدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف التعليمية الأولى، لتقليل هيمنة اللغة الفرنسية على مختلف المجالات في البلاد.
جاءت العملة الجديدة فئة 2000 دينار الجزائري في 3 أشكال، وتزينت بصورة مسجد الجزائر الأعظم، ومجموعة من المعالم السياحية مثل جبال الهقار، كما تتوسط العملة صورة مقام الشهيد وشعار جامعة الدول العربية.
وفي أحد أشكال العملة أضيفت خريطة الدول العربية، فيما جاءت العلامة المائية للعملة على شكل الجزائر، بالإضافة إلى صورة الأمير عبدالقادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، فيما تميز الورق المستخدم في طباعتها بجودة عالية مقارنة بالعملات السابقة.