جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 11:31 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد فياض يكتب: ملفات بايدن.. وطموحات لابيد


في زيارته إلى المملكة العربية السعودية إنحرف جو بايدن عن المزاج الأمريكي الذي كانت تصريحاته وبيته الأبيض تعلنها من الساعات الأولى لحضوره إلى الحكم..وقبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا..وخاصة بعد ارتداد العقوبات ضد موسكو إلى عواصم الغرب..ويعنينا هنا للمناسبة واشنطن.تناول بايدن المنطقة بثمة تصريحات ضد الرياض ووعد إعادة فتح ملف جمال خاشقجي.
وجاء ذلك الإنحراف اضطرارياً لسبب القدرات التي فاجأ بها بوتين الناتو.
ولم ينس بايدن قبل خروجه من الولايات المتحدة الأمريكية أن يكتب مقالا نشرته صحيفة الواشنطن بوست يحدد فيه خارطة طريق الزيارة.
ولم يعط المنطقة قدرها بالرغم من حاجته الماسة لنتائج الرحلة.فقد مارس الصلف والعنجهية قبل مجيئه وكتب في مقاله ( الرحلة تأتي في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة). وكأنه كعادته الرئيس الأمريكي في كل العصور عندما يفكر في زيارة المنطقة يمنحها شرفاً لاتستحقه وثقل تفتقده ويمنُّ علينا بمجيئه.وفي هذه الزيارة دون كل الزيارات السابقة لرؤساء أمريكا تجيء الزيارة من ضعف وعوذ يجب أن نفهمه ونعطيه قدره. لواشنطن لدينا حاجة..وللعرب لدى واشنطن حاجات مؤجلة وملغاه ومسكوت عنها..بل مضحوكٌ على عواصمنا فيها..ٱن أوانها..هي السياسة.فن الممكن ولعبة المصالح.
لكن بايدن أراد قبل بدء الزيارة أن يستبدل المواقع.. المنطقة في حاجة إلى زيارته وتقرير المصالح الأمريكية المهمة.
ويبدأ كالمعتاد الرئيس الأمريكي زيارته إلى المنطقة بتل أبيب ليرسل من هناك رسائله إلى المحطة التالية وإشارات المرور والتوقف عند الملفات التي يحملها معه.
ثلاثة ملفات لجو بايدن وثلاثة طموحات ليائير لابيد.
كلها معا حزمة واحدة يأتمر بها بايدن من اللوبي الصهيوني في أمريكا ويوقٌعها في تل أبيب ويذهب لوضعها موضع التنفيذ في الرياض.
أو هكذا ترغب واشنطن من الزيارة.ويضع بايدن البترول في أول الملفات ورغبة واشنطن موافقة الرياض على ماسبق أن رفضته بزيادة الإنتاج لمواجهة حاجة السوق الأمريكي والأوروبي لتفكيك ثقل الضغط الروسي في المواجهة.أو بالأحرى دخول حلبة المنازلة في طابور الكاوبوي الأمريكي وماسوف يقدمه بايدن في المقابل ليس جديداً..ولايتعدى وعد أمريكي للخليج باستعادة قاعدة الأمن مقابل النفط.وتعتبره واشنطن أول العطاءات أما العطاء الثاني هو وعد أمريكي ٱخر بغلق ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وثالث الوعود التي يقدمها بايدن إلى المملكة العربية السعودية هو الإتفاق النووي مع إيران.
لكن السؤال هنا: هل هذه الوعود الثلاثة كلها في مقابل ملف النفط.؟!
بالقطع الإجابة: لا..
بل يقدمها كحزمة عطاءات إلى المملكة في الغرف المغلقة وبعض التفاصيل..ربما.والتي لاتتجاوز وعود زمنية تصاحب تلك العطاءات
.ولا غضاضة في أن يقدم الرئيس الأمريكي وعدا بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مع تصريح رسمي بحق الفلسطينيين في دولة وتبني حل الدولتين.
ونرى أن الوعد الأخير هو بمثابة منشفة ليلية يحتاجها دائما العرب الرسميون لتجفيف قبحهم أمام شعوبهم لتبرير المزيد من التنازلات المجانية.
.. وثاني ملفات بايدن هو ملف الممرات المائية في المنطقة والذي تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية هام جدا في مستقبل الصراع بين واشنطن وموسكو.وأحد أهم الأسلحة في المواجهة بين الشرق والغرب.
الأمر الذي يسترعي حضور القاهرة وبغداد وعمان.
مع وعد أمريكي إلى بغداد بتسليح الجيش العراقي وتدريبه لمواجهة التدخلات الإيرانية على الحدود المشتركة.وتهدئة بارزاني و أردوغان. ولامانع من إيماءة بتدخل مغاير لدى أبي أحمد الرئيس الأثيوبي..
ويتطرق بايدن في ملفه الثالث إلى الأمن الإقليمي وماطرحه الملك عبدالله بتأليف حلف ميتو.الذي تقوده تل أبيب وينطلق من إتفاق النقب.
وينتظر يائير لابيد هذه الزيارة منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض باحثاً عن طوحات اسرائيل في ضغط أمريكي على دول المنطقة لتكوين حلف عسكري لمواجهة التحديات الأمنية والخطر الإيراني عبر مغازلة الرياض بوحدة التهديدات ودفع المملكة للتطبيع السعودي الإسرائيلي.
ويطمح لابيد موافقة واشنطن السرية على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران تنجز مشروع ميتو وتخلط المصالح الأمريكية الصهيونية الخليجية المشتركة.
ويتجاوز يائير لابيد في طوحاته أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات عملية تغير قواعد الإشتباك أو توقف حزب الله الذي تجاوزت ترسانته العسكرية الموجهة إلى إسرائيل 100 ألف صاروخ تهدد حقوق تل أبيب في قضية الغاز._على حد زعمه _
هذه ملفات بايدن فهل يملك القادة العرب ملفات.؟؟
وهذه طموحات تل أبيب فهل تملك
العواصم لدينا طموحات.؟؟
وهل تصلح ملفات وطموحات العواصم العربية في الإصطفاف ضد موسكو.؟؟