ماذا تحمل زيارة بايدن للشرق الأوسط من دلالات ؟

الديار - هبه حرب

أنطلقت جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في منطقة الشرق الأوسط أمس ، وذلك بعدما وصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وهي الجولة الأولى من نوعها منذ تولي بايدن الرئاسة الأمريكية في يناير 2021، و من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي الأراضي الفلسطينية ، كما سيلتقي بالقادة الفلسطينيين ، ومن ثم سيتوجه غداً للسعودية لعقد قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي+3.

وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، في وقت صعب و في الحساسية ، حيث أن تتسم العلاقات بين واشنطن و الدول العربية بالفتور نوعاً ما ، وذلك في وقت تسعى امريكا لتحقيق مكاسب كبيرة وخصوصاً في ملف تطبيع العلاقات بين دول المنطقة و دولة الإحتلال الإسرائيلي.

بجانب سعيها إلى الوصول إلى تأمين إنتاج النفط ، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية ، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على إيران.

وبحسب ما أعلنت الإدارة الأمريكية عن جدول أعمال بايدن خلال الزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط ، فإن الرئيس الأمريكي سيلتقي بمسئولين إسرائيليين، ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة، قبل أن يتوجه إلى السعودية ، لعقد قمة جدة.

حيث ستقوم الطائرة الرئاسية الأمريكية "إيرفورس وان"، التي أقلعت من الولايات المتحدة ووصلت تل أبيت، في حدود الساعة 13 بتوقيت جرينتش برحلة مباشرة غير مسبوقة بين إسرائيل والمملكة السعودية التي لا تعترف بالدولة العبرية.

وقد صرح مسئول إسرائيلي لصحافيين طالبا عدم كشف هويته، إن "زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة".

كما تابع المسئول الإسرائيلي بقوله"نأمل في أن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع".

وعلى إثر ذلك فقد عبرت حركة حماس من خلال بيان لها اليوم، عن تحذيرها من "توسيع دائرة التطبيع".

ومن جانبه فقد سبق و أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في زيارته إلى السعودية التي تبدأ الجمعة.

كما ذكر أيضا أنه سيجري عقد "اجتماع ثنائي" ليل الجمعة، عندما يصل بايدن وسيشمل الملك سلمان وولي العهد و"وزراء آخرين في الحكومة السعودية".

فيما أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي ، أن بايدن سيجري لقاءات ثنائية مع عدد من قادة المنطقة قبل القمة المرتقبة معهم، ورفض الرد على سؤال حول تراتبية هذه اللقاءات.

والجدير بالذكر أنه عندما طُلب من مستشار الأمن القومي الأمريكي إعطاء نظرة عامة، على ما سيقوله بايدن في قمة دول "مجلس التعاون الخليجي +3".

فقد أفاد بقوله "سيعطي الرئيس تصريحات واستراتيجية واسعة وقوية حول مقاربته للشرق الأوسط"، ولفت مستشار الأمن القومي إلى أن بايدن سيناقش الأمن والاقتصاد ودور أمريكا "التاريخي في المنطقة والتزامه بالمضي قدما بقيادة أمريكية قوية للشرق الأوسط".

ويذكر أن قمة جدة التي ستعقد بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن ، ستشمل كل من قادة دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و الأردن و العراق.

وبحسب المراقبين فإن زيارة بايدن للسعودية، تعد جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع هذه الدولة المورد الرئيسي للنفط على مستوى العالم.

كما ستتضمن زيارة بايدن للسعودية، اللقاء الشخصي الأول بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، الذي انتقده بايدن بشكل متكرر علانية بسبب سجل حقوق الإنسان، و أشياء أخرى.

ومن جهتها فقد سبق و أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن بايدن لا يخطط لعقد مؤتمر صحفي رسمي في السعودية "حتى الآن".

وفي إطار فتور العلاقة بين واشنطن و الرياض ، و حول طريقة إستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن عند وصوله إلى المملكة العربية السعودية.

فقد تناقلت حسابات سعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، سيستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمطار لدى وصوله المقرر غداً لمدينة جدة في زيارته المرتقبة للسعودية.

وجاء ذلك بالتزامن مع تردد التساؤلات، بشأن ما إذا كان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أو الأمير محمد بن سلمان ، سيكون في استقبال بايدن عندما يصل إلى جدة.

ومن بين النقاط التي سلط الضوء عليها من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، هي أن بايدن سيتوجه إلى جدة ، بدلاً من العاصمة السعودية الرياض ، و هو أمر مخالف مقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين.