الأمم المتحدة: شيرين أبو عاقلة اغتيلت بنيران إسرائيلية
توصلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إلى أن الصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيدة شيرين أبو عاقلة اغتيلت بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلى فى مايو الماضى، فيما دعا 24 عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكى الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى ضمان دور مباشر لواشنطن فى التحقيق فى اغتيال أبوعاقلة.
وقالت رافينا شمدسانى المتحدثة باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فى مؤتمر صحفى فى جنيف إن «جميع المعلومات التى جمعناها ــ بما فى ذلك من الجيش الإسرائيلى والنائب العام الفلسطينى ــ تؤكد حقيقة أن الطلقات التى قتلت أبو عاقلة وجرحت زميلها على الصمودى صدرت عن قوات الأمن الإسرائيلية وليست طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين كما قالت السلطات الإسرائيلية فى البداية»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت مؤسسات صحفية أمريكية مثل شبكة «سى. إن. إن» ووكالة أسوشيتدبرس وصحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويوك تايمز»، قد نشرت تحقيقات خاصة، أجرتها، وخلُصت إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص إسرائيلى. كما أجرت قناة الجزيرة القطرية، التى كانت أبو عاقلة، تعمل مراسلة لها، تحقيقا توصل إلى ذات النتيجة.
وكان النائب العام الفلسطينى المستشار أكرم الخطيب، قد أكد أن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلى، كانت تحظى برؤية واضحة ومباشرة لموقع وجود الصحفيين فى جنين؛ حيث اغتيلت شيرين أبو عاقلة، مؤكدا أن استهداف الشهيدة «مباشر ومتعمد من قِبل الاحتلال»، الذى استمر إطلاق النار من قِبل عناصره صوب كلّ من حاول مساعدة الشهيدة.
فى غضون ذلك، دعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى، المؤلفة من ديمقراطيين ومستقلين اثنين، إلى «تحقيق شامل وشفاف برعاية أمريكية» فى قضية شيرين أبوعاقلة، وفقا لوكالة رويترز.
وكتب المشرعون الذين يقودهم السيناتور كريس فان هولن فى خطاب لبايدن الذى من المقرر أن يزور إسرائيل الشهر المقبل إن «من الواضح أن الطرفين على الأرض لا يثقان فى بعضهما لإجراء تحقيق مستقل ونزيه». وأضافوا: «لذلك وفى هذه المرحلة نعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك أن تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر».
واختتم المشرعون الأمريكيون رسالتهم بالقول: «من أجل حماية حرية الصحافة، يجب إجراء تحقيق شامل وشفاف تحت رعاية الولايات المتحدة، للوصول إلى الحقيقة وتوفير المساءلة عن مقتل هذه المواطنة والصحفية الأمريكية».
ولم يرد البيت الأبيض ولا السفارة الإسرائيلية فى واشنطن على طلبات الوكالة للتعليق.
وفى الأراضى المحتلة، لبى مئات المواطنين دعوات صلاة فجر الجمعة، فى المسجد الأقصى المبارك، تحت شعار «هبة الكرامة».
وكان ناشطون مقدسيون، أطلقوا دعوات إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والرباط تصديًا لمخططات الاحتلال فى المدينة.
وشددت الدعوات على ضرورة مواصلة إعمار الأقصى والنفير فى ساحاته، وحثت الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية والداخل المحتل على شد الرحال إلى الأقصى وتكثيف التواجد فيه.
ومن جهة أخرى، انطلقت دعوات مقدسية للاعتكاف فى المسجد الأقصى والرباط فى رحابه، خلال العشر الأوائل من ذى الحجة، من يوم الخميس المقبل وحتى عيد الأضحى المبارك.
إلى ذلك، رفع مستوطنون إسرائيليون أعلامًا إسرائيلية فوق مسجد قرية كيسان شرق مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد شهود بأن مستوطنين حاولوا اقتحام المسجد لكن فشلوا بذلك، فأحدثوا خرابًا فى الباب الرئيس له، ثم صعدوا على سطحه ورفعوا أعلامًا إسرائيلية، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
وتتعرض كيسان لاعتداءات متكررة من المستوطنين بحماية أمنية مشددة تطال المزارعين ورعاة الأغنام، ومنع المواطنين من الوصول لأراضيهم والاستيلاء على دونمات شاسعة.
ونفذ مستوطنون إسرائيليون 290 هجوما بالضفة على فلسطينيين وممتلكاتهم منذ مطلع العام الجارى، تسببت 230 منها بوقوع أضرار بالممتلكات، و60 منها أوقعت إصابات بين الفلسطينيين، وفق معطيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).
وتُشير بيانات حركة «السلام الآن» الحقوقية الإسرائيلية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
من جهة أخرى، ألمحت مسئولة فى إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى أن زيارة الأخير إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل، قد تثمر عن خطوات باتجاه التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
ونقل موقع «والا» الإسرائيلى عن المسئولة التى لم يسمها القول بأن «إدارة بايدن معنية بأن تكون إحدى نتائج زيارة الرئيس للشرق الأوسط منطوية على بعض التقدم فى توسيع «الاتفاقيات الإبراهيمية» بين إسرائيل والعالم العربى».