جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 01:04 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

والد الشهيد محمد الدرة في حوار خاص لـ ”الديار”:

جنازة شيرين أبو عاقلة أرعبت الاحتلال وهزت كيانه

مشهد استشهاد شيرين أبو عاقلة أعادني للحظات اغتيال ابني محمد الدرة

شيرين قتلت بدم بارد لإسكات صوت الحقيقة فالصحافة تزعجهم

الشهيدة فضحت الاحتلال الصهيوني بكل جريمة ارتكبها

لو كانت شيرين أوربية لانقلبت الدنيا عليها ولم تشفع لها جنسيتها الأمريكية

22 عاما هى الفاصل الزمنى ما بين استشهاد محمد الدرة وشيرين أبو عاقلة، مشهدان بنفس الألم ورصاص الخسة، وبينهما شهداء كثر، إيمان حجو، فارس عودة، المسنة غادة سباتين، الطفل محمد أبو خضير الذي تم حرقه وهو داخل سيارة بسكب البنزين عليه، وحرق عائلة دوابشة ومنهم أطفال رضع، شيرين أبو عاقلة التي لن تكون الأخيرة، قائمة طويلة فى سلسلة جرائم ضد الانسانية ترتكبها دولة الاحتلال الصهيونى بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى البطل.

العالم أجمع شاهد كيف قتلت شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، ولم يسمحوا بسيارة إسعاف أن تنقذها إلا بعد ما تأكدوا من موتها، فمشهد مقتلها أعاد العالم العربي بذكرياته لعشيرين سنة مضت ليتذكر نفس المشهد بمقتل الشهيد محمد الدرة الذي أبكي العالم وهو يحتمي خلف أبيه من رصاص الغدر، وظل والده جمال الدرة يصرخ ولكن لم تشفع له صرخاته ولا بكاء ابنه أمام رصاص الغدر.

الديار" حرصت على إجراء حوار موسع مع جمال الدرة والد الشهيد محمد الدرة، خصوصا وأنه كان من بين أوائل من علق على اغتيال شيرين أبو عاقلة مسترجعا ذكرياته الأليمة لحظة استشهاد ابنه وهو محتميا به، إلا أن رصاص الغدر من جنود الاحتلال كانت شاهدا على خسة الاحتلال الصهيوني التي لازالت مستمرة.

فور اغتيال شيرين أبو عاقلة نشر جمال الدرة صورة له مع ابنه محمد الدرة أثناء قتل الاحتلال له مدمجة بصورة شيرين أبو عاقلة وزميلتها شذي حنايشة التي ارتبكت وظلت تبكي على شيرين عاجزة عن مساعدتها بسبب وابل الرصاص الذي كان يحيط بهم، في رسالة منه للعالم بان جرائم الاحتلال تتحدى العالم الذي يكتفي بالشجب والاستنكار ولا يقوى على الإدانة وتاليا نص الحوار:

*بداية .. كيف تابعت مشهد مقتل واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة؟

كنت اتابع ما يدور في فلسطين ؛ وكنت اتابع عملية اجتياح مخيم جنين المتكررة ، وتفاجأت بنشر الفيديو في الصباح عندما شاهدت شيرين أبو عاقلة وهي ملقاة علي الأرض والصحفية صديقتها واقفة بجانبها علي الحائط خائفة جدا ، وسمعت أصوات عديدة إسعاف إسعاف إسعاف لعملية إنقاذ شيرين أبو عاقلة

نفس هذه الأصوات والصرخات كنت أسمعها عندما كنت مع إبني في 30/9/2000 وشعرت بأنني أنا الموجود في مكانها رحمة الله عليها رحمة واسعة،

عاد بي شريط لحظات استشهاد إبني في أحضاني وفتح الجرح على من جديد برغم أنني لن أستطيع ان أنسى أو أتناسى؛ بكيت كثيرا جدا على مشهد استشهادها.

*كيف ترى رواية الاحتلال الصهيوني عن استشهادها؟

شيرين أبو عاقلة تم اغتيالها عامدا متعمدا لأن جيش الاحتلال شاهدها وشاهد الصحفيين وهم في ملابس الصحافة خوذة وسترة واقية من الرصاص وهم كانوا متعمدين لقتلها وليس هذه المرة الأولى كما تم إصابة صحفي آخر.

شيرين قتلت بدم بارد لإسكات صوت الحقيقة، شيرين فضحت الاحتلال الصهيوني بكل جريمة ارتكبها، قتلوها مثلما قتلوا ابني بدم بارد أمام مرئي ومسمع من العالم كله، وهذه الجرائم مستمرة في حق أبناء شعبنا ، كما شاهدتم المرأة المسنة غادة سباتين التي تم قتلها علي الحاجز الصهيوني بدم بارد وتركوها تنزف حتي الموت ولم يسمحوا للإسعاف بنقلها إلا بعد ما تأكدوا أنها فارقت الحياة وكانت عملية قتلها مباشر علي الهواء.

*هل تري أنه من العدل أن يحقق الاحتلال الإسرائيلي في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة ؟

الاحتلال الصهيوني يقتل عامدا متعمدا ويريد التحقيق في عملية اغتيالها؟، كيف وكان هناك أمر مسبق بقتل شيرين عندما يقول الاحتلال أنة يريد ان يحقق في عملية أغتيال شيرين يريد ان يقلب الحقيقة ويتنكر لجريمتة "

مثلما حدث معي ومع ابني محمد اول الأحداث اعترف هذا الكيان الصهيوني بأنه هو من قتل محمد؛ وبعد نشر فيديو محمد مباشر علي محطات العالم تنكر هذا الاحتلال الصهيوني من قتل محمد،

برغم أن قضية محمد الدرة وشيرين ابو عاقلة واضحة وضوح الشمس وأدلة الادانة واضحة والاثباتات والدلائل واضحة لكن هذا الإحتلال مراوغ ويحاول طمس الحقيقة

*هل تري أن الادانات والتنديد من بعض الدول العربية والأوروبية كافية في مقتل شيرين أبو عاقلة ؟

طبعا التنديد بعملية اغتيال جبانة لشيرين ابو عاقلة ومحمد الدرة وشهداء فلسطين لا يكفي، فيجب محاسبة الإحتلال الصهيوني علي كل الجرائم في حق شعبنا الفلسطيني، فهذا الإحتلال الصهيوني لا يلتزم بأي قانون دولي أو حقوقي ويضرب بعرض الحائط، ويري نفسه فوق كل القوانين الدولية.

*كيف يمكن استثمار يوم استشهاد محمد الدرة فى فضح جرائم الاحتلال ؟

لن نستطيع استثمار يوم استشهاد محمد الدرة برغم أنه كانت هناك إدانة من كل العالم للاحتلال الصهيوني علي جريمته ، واتمنى ان يكون لنا مساندة من كل الشرفاء والغيورين والوطنيين وأن يكون هناك دعم ومساندة لاستثمار قضية شيرين ابو عاقلة ومحمد الدرة، وايمان حجو، وفارس عودة، والطفل محمد ابو خضير الذي تم حرقة وهو حي داخل سيارة بسكب البنزين عليه، وحرق عائلة دوابشة أطفال ومنهم رضع، وكذلك المسنة غادة سباتين، و الكثير من الشهداء الموثقين في عمليات اعدامهم..

*وهل تجد فرقا بعد كل السنوات في مشهد اغتيال شيرين أبو عاقلة ومشهد إغتيال الشهيد محمد الدرة؟

طبعا الفارق العامل الزمني 22 عاما مابين محمد الدرة وشيرين أبو عاقلة، هذا الفارق كان عندي عبارة عن ثانية بتكرار المشهد للشهيدة شيرين ابو عاقلة

‏*كيف ترى محاولة الإحتلال الصهيوني تعكير أجواء حزن جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة وقيامهم بالتهجم على الجنازة والقبض على بعض الشباب الفلسطيني أثناء مشاركتهم في الجنازة ؟

حتي في موتها لن ترحم وهذا دليل قاطع وجازم علي عملية اغتيال شيرين، ومدى خوفهم منها وهي حية وهي ميتة وحتي يشاهد العالم مدي نازية هذا الاحتلال الصهيوني وهمجيته.

* من وجهة نظرك هل انتفض العالم من أجل شيرين؟

لو كانت شيرين أوربية ذات عيون زرقاء لانقلبت الدنيا ولم تقعد ، وشاهدنا ما يحدث في أوكرانيا من أول أيام الحرب كيف تعاطف العالم معها وتم دعمها بالسلاح والبشر والاموال، ونحن في فلسطين منذ 75 عاما وما زال الاحتلال يقتل ويدمر ولم نر مساندة ودعم مثل أوكرانيا ، عالم ظالم يكيل بمكيالين.

حتى في عملية قتل شيرين شاهدنا لقاءات مع أمريكان عن قضية قتلها وهي تحمل الجنسية الأمريكية لن يدافعو عنها ولن يدينو الاحتلال الصهيوني. بسبب أصولها الفلسطينية مع أنها أيضا تحمل الجنسية الأمريكية، ولو كانت من أصول امريكية لانقلبت الدنيا ولم تقعد.

*كيف ترى جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة؟

كانت جنازة عسكرية كبيرة جدا جدا لشيرين ولم تحدث في التاريخ لأي شخص مدني، وبكت عليها جنين وشوارع جنين التي كانت دائما متواجدة فيها في كل اجتياح للمخيم تغطي الأحداث، كانت لا تهاب الموت والقصف العنيف على المخيم وهي بين أهل المخيم كانت جنازة كبيرة جدا شارك كل الفلسطينيين فيها حتي أهلها في 48 المحتلة كانت جنازة حاشدة أرعبت الاحتلال وهزت كيانه.

شيرين كانت محبوبة من كل فلسطيني حتى في غزة كانت هناك وقفات على روحها.

الشهيدة فى سطور

وشيرين نصري أبو عاقلة (وُلدت في عام 1971 في القدس– واستشهدت في 11 مايو 2022 في مخيم جنين عن عمر يناهز 51 عاما ، وهي صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية.

يعود أصل شيرين أبو عاقلة إلى مدينة بيت لحم ولكنها ولدت وترعرت في القدس، أما ديانة شيرين فهي تنتمي لعائلة مسيحية ، وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا.

درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية حتى ارتقائها برصاص الجيش الإسرائيلي.