سابق عصره ولاعق مرقه ”برهومة الفهُّومة”
إذا قال ابن عيسى فلا تصدِّقوه، فخيرُ ما في زُغطَّتهِ النُّشوقُ، وشُرب المعسَّل في المقاهي، وتكبيره إذا لهف الكنافةَ يستفيقُ.
أعطهِ طواجنَ اللحمِ والمحشي على هُبَرٍ، على عجلٍ يعطيكَ "تريندًا" ساخنَ الصّاجِ، "برهومةٌ" أسدٌ في كل تصريحٍ، إذا أكل المُحمَّر زلزلَ كلَّ هاشتاجِ، بهاريزه تفوح في كل مأدبةٍ، مِن سبِّ الصعيدِ، وإنكار "مِعراجِ". (شعر - صلاح حسن رشيد).
يُجاهر بأنه خصم الإخوان الأول، وهو الذي سبَّح بحمدهم، حينما سرقوا مصر عامًا؛ فلبس الجلباب في أحد برامجه، وأمسك المسبحة، وتحدث عن الصحابة، كأنه ملكٌ كريم، تقربًا منهم وتزلفًا.
يغيِّر جِلده حسب الظروف والعصر، ولا تعرف له أيديولوجية، ولا فكرًا من رأسه حتى أخمصه، دائم المرواغة والمداهنة والتحوُّر والتلوُّن.
رواياته مأخوذة من التاريخ والتراث الإسلامي، مع البهارات المطلوبة، والتغيير، والتدخل في نصوص الوقائع لخدمة أفكاره بالبتر والحذف والإضافة والتشويه.
لاهثٌ وراء الشهرة والبهرج بأي ثمنٍ، وأية طريقةٍ، حتى لو عادى كل أصدقائه وأهله من أجلها، باحثٌ عن الإثارة والظهور في أي مكانٍ أو زمانٍ حتى يصبح حديث الناس والمدينة والأحياء والموتى، عابثٌ بالتاريخ والجغرافيا والبحار والمحيطات والجِنِّ والإنس، ما وسعه الاحتيال والتدليس واللهاث والعبث بالجرس والطين.
مثلما أدمن الأكل وفضَّله على كل النعم، وخصَّص له مطبخًا في برنامجه؛ ليأكل قبل أن يكذب ويفبرك؛ فإنه خصِّص له ورشةً لتأتيه بما يشتهيه، مِن هُبر التراث ومَحاشيه، وما يسميه زاعمًا بـ: سقطات التاريخ الإسلامي، وأخطاء الصحابة، وما لا يرتضيه من كُتب الحديث الشريف المعتمدة.
قصيرٌ سمينٌ، داهيةٌ كبيرٌ في التصيُّد والإغارة، وحرب الشائعات والبلبلة، والفوضى المقصودة غير الخلّاقة، وإرباك العوام، وأنصاف المتعلِّمين، وربّات البيوت بسلاح الفتنة الملعونة، والتصريحات المغلوطة، والتزيُّد المستفيض عن الحد للضد، والهبش الأرعن، والخطف الأهوج من الكتب القديمة، وبتر الكلام، وتغييره، وقصه ولزقه، وختمه بشعار : من إبداع سابق عصره ولاعق مرقه "برهومة الفهُّومة".
له شاربٌ كثيفٌ غريب، تقف عليه البومة لتأكل ما فيه من التَّبُّولة والتونة، عريض ما بين ذراعيه، يلبس حمّالاتٍ على كتفَيه؛ لئلا يحدث له ما لا يتوقّعه.
له كرشٌ نادر المثال والعنوان، وسريع الكلام قبل الأوان، دائم الطلب للحشر والهرس والفرم والتعبئة والامتلاء.
صوته مُتحشرِجٌ متقصِّف، كأنه هلوسات وكوابيس مذعورٍ عليه ثأر قديم، لا يقرأ أبدًا أبدًا، ويكتفي بمن يقرأ له عناوين الكتب الصفراء، ويأتيه بآخر الخبطات المنتظرة، ولديه إلمامٌ بفنون المكر والحيلة والإيقاع، لكنه كثير الوقوع في الخطأ، ولا يتعلم من سلسلة أخطائه الفادحة المتكررة.
ساذجٌ في آرائه، مسبوقٌ في عنترياته، لا يُصدِّق إلّا أنه والدها، وأُمُّها، مع أنه لو تريَّث قليلًا لعرف أنه مقلِّدٌ لآلافٍ من المرتزقة، من أول التاريخ البشري، الذين لا همَّ لهم سوى التهييج والتحريض، والسبِّ والزعيق.
يهاجم علماء الإسلام، ومؤلفاتهم، ويفتي في غير تخصصه ولا ميدانه، ويظهر التعالم والتشامخ والاستعراض البغيض، وهو أقل عباد الله فهمًا واستفهامًا، ويتعرض للصحابة، وهو الذي لم يفهم عبقريات العقاد، ولا كتابات ابن الأثير ولا ابن كثير في قليلٍ أو كثير.
يصرِّح كثيرًا، ويفبرِك سريعًا، ويسابق الزمن والفضائيات وراء السبق والحصري، والتريند والمحشي إند، ولو ارتكب من الحماقات ما أضحك عليه دولة الطواويس والعصافير والضفادع.
يعد نفسه حجَّة الصحافة والإعلام والرواية حاليًّا، وخليفة حسنين هيكل، ونجيب محفوظ، وهو الذي لا يعرف من أبجديات الفن الصحفي إلا الفرقعة والجعجعة، ومن وهج الأدب إلا مستنقع العطب.
في كل جرائده التي أصدرها، والفضائيات التي تصدّرها، والروايات التي لفَّقها، وأوقفتها الحكومة وأنذرتها، كان بلا هدفٍ ولا رسالة إلا نشر الخزعبلات المسمومة، والأُميَّة المشئومة، والجهل المركَّب، وبثِّ القضايا الشاذة، والمسائل المستهجنة، والأمور الموبوءة، والموضوعات المتروكة، وتلبيس إبليس، ودسِّ النقيق في الرقيق والدقيق.
يفاخر بأنه كان أعدى أعداء الرئيس الراحل حسني مبارك، وهو المستفيد الأول من نظامه في تشجيعه وتدليله، والعفو عنه، وتكبيره وتسمينه.
إبراهيم عيسى(1956-000): كاتب صحفي أولًا وأخيرًا، وإعلامي من الدرجة الأخيرة؛ فلا يلتزم بضوابط العمل الإعلامي، ولا بالموضوعية؛ وإنما يصول ويجول من أجل الثورة الكبرى على الإسلام، ونبيه الأعظم صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابة وكبار علمائه، وعلى الأزهر وشيوخه، وعلى التراث بعمومه.
وما يعرفه عنه المجانين قبل المهاتير والمجاذيب؛ أنه بلا أسلوبٍ في الكتابة، ولا كاريزما، ولا فكرةٍ ولا طلة، ولا معلومةٍ ولا بصمة.
كئيبٌ في برامجه عنيد، يمشي بين الناس بالنميمة ويزيد، ويؤمن إيمانًا لا ريب فيه، في تصديق المجروحين المتروكين المرجفين، وتكذيب العدول الثقات، بالشتم والتطاول والتهكم والتندر والسخرية غير اللائقة.
فمهلًا أبا يحيى؛ قد صدَّقتَ نفسك؛ فظننتَ أنك عالمُ عصرك، ومؤرخ مصرك، وأنت ناسج جهلك، وحائك فشلك، ولابس عريك!
ما لك يا رجلُ والتاريخ، بل ما علاقتك بفقه الرجال، وبالسُّنَّة والسِّجال، بل بالإسراء والمعراج، وأنت خِلوٌ من الذكاء والفكر والمنهاج.
يا إبراهيمُ، أعرِض عن هذا اللغو العريض؛ فلماذا يا أبا خليلٍ في هذا الوقت العصيب، تنكر المعراج بهذا التكذيب البغيض؟.
ولحساب مَن إثارة هذه القلاقل والشطحات والأكروبات يا ربيب عادل حمودة؟ وكيف تسمح لك الدولة باقتراف هذه الخطايا، وهي صامتة صائمة؟.
وبرغم كثرة مؤلفاتك يا أبا فاطمة، تلك التي وراءها جيشٌ من الورش، والتفصيل، والقص واللصق؛ فليس فيها كتابٌ بليغ، ولا روايةٌ ماتعة، ولا عبارةٌ فريدة، ولا قول مبتكر، ولا رأي لك تفاخر به .. ولن يقف التاريخ يومًا ليقول: قال برهومة الشطورة، وإنما سيقول جازمًا حازمًا: عاش إبراهيم عيسى؛ من أجل التريند والمحشي والبط، ومات من أجل الوز والتهييج والمط والغط.