شعر بِقَلَم الدكتورة ريتا عيسى الأيوب: كُنْتُ قَدْ احْتَسَبْتُكَ... أَنْتَ يا هَذا... مِنَ العُظَماء
كُنْتُ قَدْ وَدَدْتُ لَوْ بَقينا أَنْتَ وَأَنا أَحِبّاءً... فَلِمَ حَكَمْتَ عَلَيْنا بِأَنَّ نُصْبِحَ غُرَباء؟
فَالحُبُّ لَيْسَ بِالبُعْدِ أَنْتَ تَلْقاهُ... كَما وَأَنَّهُ لا يَحْدُثُ بِالإِكْراه...
هُوَ شُعورٌ سامٍ... يَحْدُثُ بَيْنَ اثْنَيْنِ... قَدْ اجْتَمَعا يَوْمًا... فَلا يُفَرِّقُهُما إِلّا الإِلَه...
وَهُوَ إِرادَةُ قَدَرٍ... لا يُخْطِئُ دَرْبُهُ إِلَيْكَ... كَما أَنَّهُ لا يَكْتَفي بِإيجادِ الأَشْباه...
دَعْهُ يَأْتي تَدْريجِيًّا... إِذا ما تَمَنَّيْتَهُ أَنْتَ بَيْنَنا... وَلا تُمارِسْ مَعي ما يَفوقُ ضُغوطاتِ الحَياة...
وَإِنْ لَمْ تَشْتَعِلْ بَيْنَنا تِلْكَ الشَّرارَةُ... فَسُدًى سَيَذْهَبُ كُلُّ مَجْهودٍ سَتَبْذُلُهُ... بَلْ سَتَراهُ يَذْهَبُ هَباء...
قَدْ أَكونُ قَدْ لَمَسْتُ بِكَ صَديقًا مُمَيَّزًا... وَرُبَّما كُنْتَ لي سَنَدًا... أَنا المُرْهَقَةُ مِنْ قِصَصِ الحُبِّ وَالغَرام...
كَما وَقَدْ يَكونُ شُعوري تِجاهَكَ... أَسْمى مِنْ كُلِّ إِحْساسٍ... تَصَوَّرْتَهُ أَنْتَ... أَما يَفوقُ الحُبَّ ذاكَ الذي يُسَمَّى بِالعَطاء؟
فَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ... أَكْثَرُ مِنْ كَريمٍ... في كُلِّ شَيْءٍ مَعي... إِلى أَنْ أَصْبَحْتَ تَمْتَلِكَ مَكانَةً في قَلْبي... تُجاوِرُ مَقامَ الآباء...
وَكْنْتَ أَيْضًا... قَدْ أَقْسَمْتَ... بِأَلّا تَتَخَلى مَدى الدَّهْرِ عَنّي... فَما بي أَراكَ عِنْدَ أَوَّلِ مُنْعَطَفٍ... تَهْجُرُني في وَسَطِ الصَّحْراء؟
أَلَمْ تَعِدَني أَنْتَ ذاتُكَ... بِأَلّا تَفْلِتَ يَدي... وَبِأَنْ تَبْقى جانِبي... في الضَّراءِ كَما في السَّراء...
فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ كُلِّ هَذا الآنَ... أَراكَ قَدْ فَرَرْتَ... مِنّي أَنا... التي كُنْتُ قَدْ احْتَسَبْتُكَ مِنَ العُظَماء...
فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب
Instagram @alayoubrita