جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:08 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

من أعمال البر

جيهان عجلان
جيهان عجلان

أعزائي القراء إن أعمال البر من الحسنات المكفرة للذنوب، والتي تمحى بها السيئات مع رفع الدرجات، ووجوه البر هي وجوه الخير التي فيها طاعة الله تعالى ورضاه ، كالتصدق على الفقراء والمساكين ، ،وبناء المدارس والمستشفيات ؛ لتعليم وعلاج الفقراء والمشاريع الخيرية العامة وغيرها من الأعمال ،وسنوضح في السطور التالية مفهوم البر وما هي أعماله .

معنى البِرِّ لغةً: - البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل ،ومعناه اصطلاحًا: هو الصِلة، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان) .
إن البر في الخير الواسع الكثير، فيشمل الإيمان والتقوى، و الصدق، والطاعة، و الإحسان، وكل وجوه الخير تدخل في كلمة (البر). فالبر معناه كبير وواسع.

وقد عرّف النبي –صل الله عليه وسلم البرّ بأنّه حسن الخلق، عن النّواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: (سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن البِرِّ والإثمِ؟ فقال: البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ، والإثمُ ما حاك في صدرِك، وكرهتَ أن يطَّلِعَ عليه الناسُ)،
وبهذا يُفهم أنّ البرّ اسم يجتمع في ظلاله أنواع الخير جميعها، وهو صفة لازمة لكلّ خُلق حسن، ومن هنا فإنّ الإيمان برّ، كما أنّ العبادات بأبعادها الأخلاقية برٌّ، والمعاملات التي تقوم على أساس من النّهج الرّباني برّ.
** بعض من أعمال البر
*تقوى الله وحسن الخلق والعفو يعد من أعمال البر

إن تقوى الله ومخافة عقابه ،والصبر على المعاصي، وعلى الطاعات من أعمال البر ،وجعل الله الجزاء من جنس العمل ، فمن رَحِمَ رُحِمَ، ومن تجاوز وغفر وعفى ،كان له مثل ما فعل .
كما أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحَرَمهُ على النار ، فأن حُسن الخلق هو لين الروح وطلاقة الوجه وطيب الكلام ، والعفو والسكينة والوقار واتباع لله في أمره ونهيه .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " .
فقد جَعَلَ اللهُ الجَزاءَ من جِنْسِ العَمَلِ؛ فمَنْ فَعَلَ خيرًا جُوزِيَ به، ومَنِ اتَّصَفَ بخُلُقٍ جَميلٍ أثابَه اللهُ عليه بِمِثْلِه، وقد تَوعَّدَ الذين يَسمَعون الموعظةَ ولا يَعملونَ بها، والمقيمينَ على مَعصيةٍ وهم عالِمون بها ولا يَتوبون منها.

*ذكر الله من أعمال البر وإنه سبب لرفع الدرجات
كالصلاة لله تعالى، والدعاء إليه، و الطاعة، والشكر ، والتسبيح، وقراءة القرآن، وتمجيد الله وتهليله وتسبيحه والثناء عليه بجميع محامده، و تلاوة القرآن، كما أن العبادة بأنواعها هي من مفاهيم ذكر الله.

فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : (... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) .

*بذل السلام أي إفشاء السلام بين الناس ، سواء تعرفهم أم لا خاصة الفقراء والمساكين ، والكلمة الطيبة التي بها تطيب القلب وتجبر الخاطر كالصلح بين متنازعين ، أو حل مشكلة كلها من أعمال البر
روى عبد الله بن عمر: (أن رجلاً سأل رسولُ اللهِ صل الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: تُطعِمُ الطعامَ، وتقرأُ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرِفْ) .

*تفريج الكربات عن الناس
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).

إن الجزاء من جنس العمل، إن تعمل خيراً فإن الله عز وجل سيجزيك الخير على الخير، ومن الخير الذي يفعله المؤمن: أن يفرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا ،والكربات في الدنيا كثيرة، لكن الكربات يوم القيامة أعظم وأكبر، فالإنسان يعمل ليوم القيامة " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء
* إنظار المعسر ووضع عنه كل الدين أو بعضه من كثير أو قليل يعد من أعمال البر
، فالمسامحة في الاقتضاء والاستيفاء ، سواء استوفى من موسر أو معسر تعد من أعمال الخير وكلها بميزان الحسنات لا يحقر منها شئ ؛ لأن فيها من سبب السعادة للناس والرحمة بهم .وذلك لقوله تعالى
"وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) البقرة
فأن كان أي إنسان في عسر وضيق وشدة ومحتاج لمال يسرت عليه بأن أقرضته، أو أعنته، أو شفعت له عند صاحب الدين حتى يؤخر عنه المطالبة، فهذا تيسير على معسر، ولو أن إنساناً استدان منك وعرفت أنه في عسرة ففرجت عنه، وتنازلت له عن الدين، أو تصدقت به عليه، أو جعلته يرد عليك هذا الدين بالتقسيط فإن الله عز وجل سوف ييسر عليك.لقوله تعالى " هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) الرحمن

*إماطة الأذى عن الطريق يعد من شعب الإيمان لما فيه نفع للمسلمين وإزالة الضرر عنهم ،وإزالة الأذى عن الطريق سواء كان شجرة تؤذي ، أو غصن شوك ، أو حجر يعثر به أو أي شئ يضر الناس بالطريق فهو من أعمال البر

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ))
عن أبي هُريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكَرَ الله له، فغفر له))

*عيادة المريض ، أي زيارته والدعاء له بالشفاء ، والاستغفار ، وطلب المغفرة من الله تعالى له ،والكلمة الطيبة كلها من أعمال البر

وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَطْعِمُوا الْجَائِعَ ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ. رواه البخاري.

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ"

أعزائي القراء إن أعمال البر لكثيرة وكثيرة لا تسعها سطور مقالي هذا ، فكل خير أردت أن تفعله لوجه الله تعالى فهو من أعمال البر.