جريدة الديار
الإثنين 25 نوفمبر 2024 07:07 مـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«محمد المليجي» في حواره ل «الديار»: الله جند للعربية من يحافظ عليها من غير أبنائها

د.محمد المليجي، وكيل اللغة العربية
د.محمد المليجي، وكيل اللغة العربية

وكيل اللغة العربية: كانت تدرس علوم الطب في القصر العيني باللغة العربية

المليجي: للمسجد والكنيسة دور كبير ومهم في الحفاظ على اللغة

العناية بالعربية الفصحى أمر ديني وقومي، فبها نزل الكتاب المقدس، وبها يتحدث أهل الجنة، وبها يفهم بعضنا بعضا وإن تغيرت اللهجات والثقافات والعادات والتقاليد، والله جل وعلا، جند للغتنا من يحملون همها ويشغلهم أمرها مدافعين عنها غير مستسلمين .. وكان من بين هؤلاء أزهرنا الشريف الذى خصص كليات باسم "اللغة العربية"، وأقسام باسم اللغة في كليات أخرى، مشددا على أساتذة الجامعة بالتحدث بالفصحى .. وفي حوارنا مع فضيلة الدكتور محمد المليجي، وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع القاهرة، يكشف لنا كيف حافظ الأزهر على لغتنا، مبينا التحديات التي تواجه العربية .. وإلى نص الحوار:-

ما دور الأزهر في الحفاظ على لغتنا العربية؟

حافظ الأزهر ولايزال يحافظ على لغتنا العربية منذ القدم، وذلك بتدريسه لكتب التراث في علوم اللغة وعغيرها من علوم، إضافة إلى إرساله للبعثات سواء للدول العربية أو غير العريية، ومثال ذلك أنني درست بالجامعة العالمية الإسلامية بباكستان، وكان أكثر الأساتذة بها من خريجي جامعتنا جامعة الأزهر، ولا يتحدث الأساتذة في محاضراتهم إلا بالعربية الفصيحة ولا يتطرقون للأردية، وتدرس لديهم في السنوات الجامعية ومراحل الدراسات العليا كتب التراث، ونفس مقررات كلية اللغة العربية، وكنت ناقشت أربع رسائل علمية في النحو والصرف خلال عام .

•• كيف توازنون بين العامية التي يتقنها الطلاب المصريين و الفصحى التي يطلبها الوافدون؟ وما دوركم في ذلك مع أعضاء هيئة التدريس؟

الكثير من الأساتذة يتحدثون في محاضراتهم بالعربية الفصحى، وقليل منهم من يتحدث العامية، فإدارة الكلية تنوه دائما على أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالحفاظ على العربية الفصيحة، وألا يتحدثون بغيرها، فهي اللغة التي يفهمها جميع الطلاب المصريين والوافدين، وننصح عمداء الكليات الأخرى بالتنبيه على أعضاء هيئة التدريس بالالتزام بالفصحى، وأن يطرحوا العامية جانبا، فالعامية تتغير بين أهل الوطن الواحد، وتتغير بين الريف والحضر، أما العربية الفصيحة فهي تجمع الشعوب ويفهمونها، وأذكر الجميع بمقولة عمر بن الخطاب, رضى الله عنه: "تعلموا العربية وحسن العبارة وتفقهوا في الدين", فقد أمر عمر بالتفقه في الدين بعد تعلم العربية لأنني لا أفهم النص القرآني أو الحديث فهما صحيحا إلا بإتقان قواعد العربية .

•• يتسآءل البعض هل اللغات الأخرى منبوذة إذا كانت العربية لغة أهل الجنة؟

اللغة العربية إحدى اللغات السامية ولها منزلة رفيعة ومكانة سامية، فأنا لا أتحيز العربية و إنما أقول كلمة حق العربية لغة كتاب مقدس، فهي مفضلة على سائر اللغات، وقد نزل القرآن الكريم باللغة العربية لبلاغتها و فصاحتها وفرائدها، فهي خالدة بخلود القرآن الكريم، ولست مع من يقول بأنه لو ضعف العرب ضعفت اللغة العربية، فالعربية لا تضعف أبدا لأن الله جند لها من يحافظ عليها من غير أبنائها، وإذا كانت الصلاة لا تصح بغير العربية، إذا لا تقارن العربية بغيرها .

•• ما ردكم على من يتهمون العربية بالصعوبة وأنها لغة معقدة؟

نشرات الأخبار كلها تذاع بالعربية الفصيحة السهلة والمثقف منا والأمي يفهمها، فأي صعوبة أو تعقيد يتحدثون عنه، نحن لدينا كنز ننهل منه السهل اليسير، فكلمة الأسد مثلا لها عشرة أسماء، وكلنا يقول الأسد ولم نقل ضرغام، وكذلك كلمة عجوز لها عشرة أسماء ومع ذلك كلنا يقول امرأة عجوز ولم نقل شمطاء، وكانت علوم الطب قديما تدرس بالعربية الفصحى حتي جاء الاحتلال البريطاني ١٨٨٢م فهاجم هذه اللغة وأبعدها عن التدريس بالقصر العيني .. لغتنا لغة مرنة متطورة وليست صعبة أوجامدة أومعقدة .

كيف ترون دور مجمع اللغة في الحفاظ عليها؟

مجمع اللغة العربية له دور بالغ وأثر كبير سواء في المعجم الوجيز، أو المعجم الكبير، وتعريف بعض المصطلحات، ولكن نتسآءل أين علماء الأزهر أين علماء العلوم العربية الأزاهرة من مجمع اللغة العربية؟

ما التحديات التي تواجه العربية في وقتنا هذا؟

محاولة إحلال العامية محل الفصحى داخل المؤسسات الخدماتية والإعلامية والتعليمية وغيرها، وعدم غرس روح التعايش بين العربية وأبنائها من المعلمين في مراحل التعليم المختلفة، فيجب غرس روح التعايش وتخصيص جوائز قيمة لمن يقدمون أبحاث في اللغة، والبلاغة العربية، والأدب العربي .. ومن التحديات أيضا عدم تطبيق قواعد العربية تطبيقا صحيحا على أرض الواقع، وعدم اهتمام وسائل الإعلام بالعربية الفصيحة السهلة .

كيف نغرس في النشئ حب العربية؟

يأتي ذلك بتحفيظهم القرآن الكريم، ورصد مكافآت ضخمة لهم، ووسائل الإعلام لها دور كبير في غرس حب العربية في النشئ بتقديم برامج وأفلام ومسلسلات تتحدث بالعربية، كما أن للمسجد والكنيسة دور كبير ومهم .