النفط يقفز وسط مخاوف من تصعيد الشرق الأوسط: هل يهدد الصراع بتأجيج الأسعار؟
في تطور مفاجئ، اشتعلت أسعار النفط بعد ورود تقارير تفيد بأن إيران تستعد لتنفيذ هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية، مما أثار قلق الأسواق العالمية وزاد من احتمالية اندلاع صراع جديد في الشرق الأوسط، ارتفع خام "برنت" بنسبة تصل إلى 2% متجاوزًا حاجز 74 دولارًا للبرميل، فيما اقترب خام "غرب تكساس الوسيط" من 71 دولارًا، مما ينذر بتقلبات حادة قد تترتب على تصاعد التوترات.
لعبة النار: هل تصعد إيران وإسرائيل إلى حافة الحرب؟
تأتي هذه القفزة بعد تقرير نشره موقع "أكسيوس" عن نية إيران شن هجمات عبر جماعات مسلحة تدعمها في العراق باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، وتطرح هذه الأنباء تساؤلات ملحة حول ما إذا كان الشرق الأوسط مهيأً لصراع جديد يعصف بالاستقرار ويؤدي إلى قفزات حادة في أسعار النفط ، وفي حين شهدت أسعار النفط تراجعًا نسبيًا بعد هجوم إسرائيلي محدود على إيران في بداية الشهر، سرعان ما استعادت السوق توازنها، لكن هذا التوازن يبدو هشًا أمام التقلبات المتسارعة.
هشاشة السوق أمام التوترات
كان التراجع الأخير في أسعار النفط مرتبطًا بتلاشي العلاوة التي فرضتها المخاوف من الصراع، لكن بحسب بنك "ستاندرد تشارترد"، هدأت السوق بسرعة مفرطة، مما يشير إلى إمكانية حدوث قفزات مفاجئة في أي لحظة عند تجدد التوترات. ومما لا شك فيه أن هذه القفزة الأخيرة تنبئ بأن الأسواق لم تتجاهل إشارات التصعيد في المنطقة، بل تقف في حالة ترقب أمام كل حركة وقرار.
فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فندا إنسايتس"، وصفت الوضع بقولها: "لا يمكن للسوق تجاهل علامات تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ولكن من الواضح الآن أن كل من إسرائيل وإيران لن يفعلا أي شيء قد يهدد بحرب أوسع"، ولكن هل تبقى الأمور عند هذه النقطة؟ يبدو أن الأسواق لن تكتفي بالمراهنة على الهدوء.
أحداث ساخنة تترقبها الأسواق
مع تصاعد المخاطر في الشرق الأوسط، تستعد أسواق النفط لمواجهة تقلبات إضافية في ضوء الأحداث الكبرى القادمة، من بينها الانتخابات الأميركية واجتماع الهيئة التشريعية العليا في الصين، إضافة إلى قرار مرتقب من "أوبك+" بشأن خطة استئناف الإنتاج التدريجي، والذي من المتوقع أن يبدأ في ديسمبر. هذه العوامل قد تكون مؤثرة بشكل كبير على حركة السوق، خاصة في حال حدث أي تغيير مفاجئ في إنتاج النفط أو في السياسات العالمية.
وفي الوقت نفسه، تشير التحليلات إلى أن إسرائيل تفكر بجدية في قبول اقتراح أميركي يسعى إلى تخفيف التوتر في لبنان، ولكن الجيش الإسرائيلي يظل حذرًا ويؤكد استعداده للرد بقوة في حال تعرضه لأي هجمات جديدة من إيران.
هل تتوجه الأنظار إلى الشرق الأوسط مجددًا؟
هذا التصعيد يضع العالم أمام سيناريوهات معقدة، حيث يزداد ربط الأسواق العالمية بالأحداث الجيوسياسية وتداعياتها المحتملة. ويبدو أن أي تحرك خاطئ قد يدفع بالعالم إلى دوامة جديدة من الصراعات.
والسؤال الأهم: هل يبقى النفط في حالة ترقب أم أن تقلبات الشرق الأوسط ستحسم أمره؟