تراجع أسعار النفط مع ازدياد المخزونات وتخفيف ”أوبك+” لقيود الإنتاج
شهدت أسعار النفط العالمية مؤخراً تقلبات كبيرة، حيث احتفظت بخسائرها وبقيت بالقرب من أدنى مستوياتها في أربعة أشهر.
تعود هذه التقلبات إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تؤثر على السوق، منها زيادة مخزونات الخام الأميركية، وقرارات "أوبك+" بشأن الإمدادات، والمضاربات التي تعتمد على الخوارزميات.
زيادة مخزونات الخام الأميركية
وفقاً لتقرير معهد البترول الأميركي، زادت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 4.1 مليون برميل الأسبوع الماضي.
هذا الارتفاع في المخزونات يعكس تراجعاً في الطلب على النفط، مما يزيد من الضغوط الهبوطية على الأسعار.
وبالإضافة إلى ذلك، شهد مركز التخزين في "كوشينغ" بولاية أوكلاهوما، حيث يتم تسعير الخام الأميركي، زيادة في المخزونات، مما يعزز من الاتجاه الهبوطي للأسعار.
تأثير "أوبك+" على السوق
تلعب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون بـ "أوبك+"، دوراً محورياً في تحديد اتجاهات السوق النفطية. مؤخراً، اتفقت "أوبك+" على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط حتى نهاية عام 2025، إلا أنها قررت بدء التراجع عن خفض الإمدادات في الربع الرابع من العام الحالي.
هذا القرار جاء مفاجئاً للأسواق التي كانت تتوقع تمديد القيود حتى نهاية العام، مما أدى إلى تراجع الأسعار بنحو 5% هذا الأسبوع.
التوقعات المستقبلية والتحديات
تتوقع شركة "آر بي سي كابيتال ماركيتس" أن "أوبك+" قد تقوم بخفض إمدادات النفط مجدداً إذا استمر ضعف الأسعار.
هذه التوقعات تأتي في ظل مخاوف مستمرة بشأن الطلب العالمي على النفط وزيادة الإنتاج من خارج المجموعة.
بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة الوساطة المالية "فيليب نوفا بي تي إي" في سنغافورة، أشارت إلى أن زيادة الإمدادات من "أوبك+" خلال فترة ضعف النشاط الاقتصادي، وتخفيف التوترات الجيوسياسية، من المرجح أن تدفع أسعار النفط للانخفاض أكثر.
المضاربات وتأثير الخوارزميات
تلعب المضاربات التي تعتمد على الخوارزميات دوراً كبيراً في تعميق عملية البيع في سوق النفط. هذه الخوارزميات، التي تتبع الاتجاهات السوقية، تساهم في تعزيز التحركات الهبوطية للأسعار عندما تبدأ سلسلة من الانخفاضات.
هذا السلوك يضيف إلى التقلبات في الأسعار ويعقد القدرة على التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية.
سوق النفط
تظل أسعار النفط تحت ضغط مستمر نتيجة لزيادة المخزونات الأميركية، وقرارات "أوبك+" بشأن الإمدادات، والمضاربات التي تعتمد على الخوارزميات.
ومع استمرار ضعف النشاط الاقتصادي وتخفيف التوترات الجيوسياسية، قد نشهد مزيداً من الانخفاضات في الأسعار.
يبقى السؤال المهم هو كيفية تفاعل "أوبك+" مع هذه التطورات وما إذا كانت ستتخذ خطوات إضافية لدعم الأسعار.
في النهاية، فإن مراقبة هذه العوامل والتحليلات الاقتصادية الدقيقة ستظل أساسية لفهم اتجاهات سوق النفط وتوقعاتها المستقبلية.