تقلبات أسعار النفط: بين التوقعات العالية وخيبة الأمل الحالية
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا خلال العام الحالي، وكانت التوقعات تشير إلى احتمالية ارتفاع سعر خام "برنت" إلى 100 دولار للبرميل ومع ذلك، حدثت مفاجأة غير متوقعة حيث تراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في 3 أشهر، وسط تزايد المخاوف بشأن الإمدادات وتباطؤ الطلب، مما يشكل تحديًا للسعودية والتحالف الذي تقوده في منظمة "أوبك".
تحوّل تركيز السوق: يشير نوربرت رويكر، المحلل الاقتصادي، إلى أن السوق تحوّل تركيزها من الأوضاع الجيوسياسية إلى المعطيات الأساسية المعتمدة على الحقائق الثابتة، مثل زيادة الإنتاج وتراجع الطلب، مما أدى إلى تشكيل خلفية ناعمة أساسية لانخفاض الأسعار.
يعزز تراجع الطلب على النفط الشكوك بشأن تدهور أرباح مصافي التكرير في الصين وأوروبا، حيث يعاني السوق الفعلية لتداول الشحنات من ضعف، وتواجه الولايات المتحدة توقعات اقتصادية ضبابية.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية تحوّل الأسواق العالمية إلى الفائض في العام المقبل، حيث شهدت زيادة الطلب تراجعًا كبيرًا بنسبة 50%، بينما تتوقع شركة "غانفور غروب" زيادة في الطلب بمقدار 1.6 مليون برميل على الأقل، وتقدّر "أوبك" الزيادة عند 2.2 مليون برميل يوميًا.
تواجه السعودية تحديًا كبيرًا نظرًا لدورها القيادي في تحالف "أوبك" وضرورة دعم السوق من خلال خفض الإنتاج، حيث تمتلك المملكة أدنى مستوى إنتاج في سنواتها الأخيرة، وهذا الأمر ساهم في تضحية السعودية بحجم الإنتاج وتباطؤ اقتصادها.
إلى جانب تحديات السعودية، تواجه الأسواق العالمية تحديات اقتصادية أخرى، تتمثل هذه التحديات في تدهور أرباح مصافي التكرير في الصين وأوروبا، مما يثير قلقًا بشأن قوة السوق الفعلية لتداول الشحنات. كما يواجه الاقتصاد الأمريكي توقعات ضبابية، مما يعزز عدم اليقين في الطلب على النفط.
تحوّل الارتفاع المرتقب في أسعار النفط إلى خيبة أمل يعكس تحول تركيز السوق من الأوضاع الجيوسياسية إلى المعطيات الأساسية المعتمدة على الحقائق الثابتة تراجع الطلب، زيادة الإنتاج، والتحديات الاقتصادية العالمية تشكل تحديات للسعودية والأسواق العالمية يتوجب على اللاعبين الرئيسيين في صناعة النفط البحث عن سبل للتكيف مع هذه الوضعية الجديدة والتعامل مع التحديات المستقبلية لضمان استقرار السوق واستدامة القطاع.